هيئة دولية تطالب "حقوق الإنسان" بمناقشة انتهاكات السعودية بالحج

هيئة دولية تطالب مجلس حقوق الإنسان بجنيف بمناقشة انتهاكات السعودية في الحج

17 يوليو 2018
تمنح لمن يدعمها وتحظر على من يعارضها (Getty)
+ الخط -
وجّهت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين، رسالة إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف واللجنة الدينية وحرية المعتقد المنبثقة عن لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي لحثّ المجلس والبرلمان على مناقشة الانتهاكات التي ترتكبها إدارة الرياض في المشاعر المقدسة في السعودية والتي تمس حرية الدين والمعتقد بشكل صارخ والعمل على فتح تحقيق دولي في هذا الشأن.

وأعربت الهيئة في رسالتها عن قلقها البالغ جراء تزايد وتيرة الانتهاكات الدينية التي ترتكبها السعودية بحق ممارسة العبادة بحرية وبدون قيود، مشيرة إلى أنّ إدارة الرياض تعتقل وتمنع  وترحل وتهين المعتمرين المسلمين الذين قدموا إلى السعودية بشكل رسمي بعد استكمال كافة

إجراءات الدخول لأداء العمرة أو حرمان المسلمين من التسجيل للحج بسبب آرائهم السياسية المخالفة لسياسات السلطات السعودية، وأيضاً تمنع السلطات السعودية مواطني دول بأكملها من الحج والعمرة بسبب خلافاتها السياسية مع حكوماتهم، ناهيك عن استخدام ملف العبادات الدينية من أجل تحقيق مكاسب سياسية ومفاوضة الدول الإسلامية على حصصهم من الحج والعمرة مقابل مواقف داعمة لنظام الحكم في السعودية، وأيضاً اعتقال وتعذيب رجال الدين المعارضين لسياسات المملكة السعودية.

ووثقت الهيئة في رسائلها للمجلس والبرلمان والمنشورة على موقعها أمس الإثنين، أبرز الانتهاكات التي رصدتها والتي تمس حرية ممارسة العبادات في السعودية، والتي تتعارض مع جميع قوانين حقوق الإنسان وبشكل خاص المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

وركزت الهيئة على أبرز الانتهاكات الدينية ضد دولة قطر، وخاصة تحويل شعيرة الحج لابتزاز سياسي عن طريق ترتيب شؤون الحج ومنح تصاريح لدخول السعودية، واستغلال الراغبين في الحج كورقة ضغط سياسية على حكومات بلدانهم، وتحويل شعيرة الحج لابتزاز سياسي، وطول الإجراءات المتبعة للحصول على تأشيرة.

وكذلك عدم السماح لحملات الحج والعمرة القطرية بإدارة شؤون الشعيرة لمواطني قطر، وعدم التعامل بالريال القطري في السعودية وفي المراكز المالية، وإغلاق المجال الجوي أمام حركة الملاحة الجوية القطرية، وعدم السماح للخطوط الجوية القطرية بعبور الأجواء، وإغلاق المنفذ البري الوحيد الذي يربط قطر بالسعودية، وعدم السماح للمركبات الخصوصية من الراغبين في أداء شعيرة الحج بالعبور.

كما أشارت إلى الغموض الذي يلف إجراءات منح تأشيرة الحج للمواطنين القطريين، بالرغم من عدم وجود قسم قنصلي سعودي في الدوحة يتابع الإجراءات، وإغلاق السفارة السعودية لأبوابها منذ بدء الحصار، ومنع وحرمان المواطنين القطريين من حقهم في ممارسة الشعائر الدينية الإسلامية بحرية وبدون قيود.

 وكانت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين، قد استنكرت في بيان سابق، "تمادي
السلطات في توزيع أداء شعائر الحج والعمرة وفق أهوائها، واستغلالها في تعزيز مواقفها، بحيث تمنح لمن يدعمها وتحظر على من يعارضها".

واستدلت في ذلك على واقعة منح السفارة السعودية الفرصة لشاب تونسي ووالدته لتأدية فريضة الحج على خلفية نشره تغريدة علي مواقع التواصل الاجتماعي تمدح المنتخب السعودي لكرة القدم.

ونبهت إلى ما وصفته بـ"المسلسل الطويل من استغلال السعودية لتأشيرات الحج والعمرة لتدعم أهدافها وطموحاتها السياسية، ولشراء ذمم السياسيين والإعلاميين المسلمين، عن طريق إعطائهم تأشيرات حج وعمرة بالمجان وبشكل غير قانوني، للوقوف إلى جانب الإدارة السعودية في قراراتها السياسية".

كما لفتت الهيئة إلى مراسلات سعودية رسمية مسربة في فبراير/شباط الماضي،  تظهر أن سفير السعودية يوزع يومياً الكثير من التأشيرات المجانية على الإعلاميين والسياسيين المؤيدين لسياسة السعودية وبعض الفنانين في مصر.

وكشفت الهيئة أن السعودية منحت كل سفير لها في الخارج 3 آلاف تأشيرة لاستخدامها تحت بند المجاملة والاستغلال السياسي. وأكدت مرارا أن فشل السعودية الذريع في إدارة الحج يستلزم وقفة وصحوة إسلامية حقيقية تعمل علي نصح وإرشاد المملكة لكيفية تطوير أدائها بما يخدم ملايين المسلمين الذين يقصدون المشاعر الإسلامية.


يذكر أن الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين، مؤسسة عالمية تعنى برصد ومراقبة سبل وطريقة إدارة المملكة العربية السعودية للمشاعر المقدسة في مكة والمدينة خاصة الحرمين بما في ذلك المواقع التاريخية الإسلامية في المملكة. 

دلالات