مصابو العودة يقدمون امتحانات "التوجيهي" على أسرّة المشافي

مصابو العودة يقدمون امتحانات "التوجيهي" على أسرّة المشافي

07 يونيو 2018
موزعون بين الامتحانات وآلام إصاباتهم (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
قبل أيامٍ قليلة من بدء امتحانات الثانوية العامة في غزة، خرج الطالب عمر أبو هاشم في "مليونية العودة" 14 مايو/أيار الماضي، لمشاركة شعبه في المطالبة بحقوقه على حدود غزة، لكن رصاص القناصة الإسرائيليين استهدفه وبتر قدمه حتى أسقطه على سرير المستشفى، وعليه أصبح يخضع لاختبارات التوجيهي أخيراً.

وشمل تصدي الاحتلال للمتظاهرين في مسيرات العودة الكبرى على طول الحدود الشرقية من قطاع غزة، استشهاد وإصابة العديد من طلاب الثانوية العامة، الأمر الذي صعّب مهمة خضوعهم للاختبارات النهائية بشكل طبيعي، حتى باتت أسرّة مستشفيات غزة بمثابة مقعد الامتحان للطلاب المصابين.

أبو هاشم (19 عاماً) أصيب في قدمه اليسرى "الإثنين الدموي" 14 مايو/أيار الماضي، وهو اليوم الذي شهد فيه القطاع ذروة فعاليات مسيرة العودة السلمية والتي تصدى لها الاحتلال بكل أشكال العنف، موقعاً أكثر من 60 شهيداً ونحو أربعة آلاف إصابة.

ومنذ الثلاثين من مارس/آذار الماضي، خاض الفلسطينيون تظاهرات سلمية على طول حدود غزة، غير أن الاحتلال لم يكف عن ممارسة جرائمه بحق المتظاهرين هناك، حتى أوقع خلال أكثر من شهرين على بدء الفعاليات 123 شهيداً بينهم 13 طفلاً، وإصابة 13672 مدنياً، بحسب إحصائية أخيرة لوزارة الصحة الفلسطينية.

ويرقد أبو هاشم بقدمٍ واحدة على سرير المستشفى الأوروبي في مدينة خان يونس جنوب القطاع، وهو يخضع يوماً بعد يوم لاختبارات التوجيهي على سريره، ويقول لـ"العربي الجديد": "صعب كثير إنك تكون تتألم من وجع الإصابة وفي نفس الوقت مضطر تقدم اختبار الثانوية العامة المفصلي في حياتك وتكون مركز".

ويشرح أبو هاشم أن مشاعر الوجع تختلط لديه بين الحين والآخر، إذ أنه في لحظات يشكو وجعه وفي أخرى يراجع قليلاً من دروسه كي يستعد للامتحان التالي، أما الوجع الأخير فيقول إنه الأصعب بالنسبة له كون "بتر قدمه يجعله في بعض اللحظات إنساناً ضعيفاً يائساً يفكر كيف سيمضي في حياته بهذه الإعاقة التي سببها الاحتلال له في مقتبل عمره؟".

إلا أنه يشدد في مرات على تقبل واقعه المرير، والمضي قدماً في حلمه بإنهاء مرحلة التوجيهي بنجاح رغم معاناته على سرير المستشفى، ودخول الجامعة ودراسة تخصص الاتصال الجماهيري الذي يحلم به، ناهيك عن حلم "السفر إلى الخارج وتركيب طرف اصطناعي لقدمه المبتورة".

وفي نفس المستشفى، وعلى سرير آخر، يرقد باسل القرا (18 عاماً) يعاني من إصابة بطلقٍ ناري متفجر في قدمه اليمنى، اضطرته للخضوع لعدة عمليات من أجل إعادة ترميم ثلاثة شرايين تم قطعها وأثرت على الأعصاب، غير أن حاله لا تزال صعبة منذ إصابته في "الإثنين الدموي" وهو أيضاً يخضع لاختبارات الثانوية العامة في المستشفى.

يقول القرا إن إصابته أفقدته التركيز في التوجيهي، حتى أن خضوعه للامتحان على سرير المستشفى أمر غير مشجع، ويتابع لـ"العربي الجديد": "يوماً بعد آخر أقدم امتحان بقعد أفكر كثير إني أوقف هذه المرحلة لأني مش قادر أركز في التوجيهي ولا أشوف وجعي اللي محتاج أسافر عشان أتعالج إلو".

ويشكو القرا من أنه ينتظر "تحويلة طبية من مصر كي يسافر عبرها إلى تركيا للعلاج"، لكنه منذ إصابته، وهو يرقد في المستشفى الأوروبي من دون أن يعرف علاجاً لوجعه المستمر، في وقت يضطر فيه لتقديم امتحانات الثانوية العامة لعله ينهي هذه المرحلة في انتظار التحويلة الطبية إلى الخارج.

أمل بالنجاح دراسيا ومواصلة العلاج (عبد الحكيم أبو رياش)



وكانت الصحة المدرسية في الإدارة العامة للرعاية الأولية بوزارة الصحة الفلسطينية، قد شكلت فرقاً طبية لمساندة لجان امتحانات الثانوية العامة وعدد من الطلبة من جرحى مسيرة العودة الكبرى والذين يتقدمون للامتحانات على أسرة المستشفيات في قطاع غزة.

 

يمتحنون على أسرة المستشفيات (عبد الحكيم أبو رياش)

 

دلالات