مرضى شمال حلب يشكون والجهات الصحية تتهم الكثافة السكانية

مرضى شمال حلب يشكون والجهات الصحية تتهم الكثافة السكانية

07 يونيو 2018
شكاوى من سوء الخدمات الصحية في الشمال السوري (فيسبوك)
+ الخط -

يشكو مئات الجرحى والمرضى المهجرين من دمشق وريفها وريف حمص إلى ريف حلب الشمالي، وخاصة الذين حطت رحالهم في منطقة عفرين، من ضعف إمكانيات المشافي والنقاط الطبية، فضلا عن نقص الكادر الطبي، في حين ترجع المشافي الأسباب إلى زيادة الضغط السكاني، ومن لا يتوفر له العلاج يحول إلى مشاف تركية.

وقال مصطفى الخالد، المهجر من الغوطة الشرقية، لـ"العربي الجديد": "أصبت في إحدى معارك الغوطة الشرقية، ولم أتلق العلاج اللازم حينها بسبب الحصار المفروض على ريف دمشق، وعندما وصلنا إلى الشمال عاد إلي الأمل بأن أستطيع الحصول على العلاج، ما يمكنني من تحريك يدي من جديد".
وتابع "صدمت فور وصولي إلى أحد المستوصفات، فلا وجود للمشافي والعيادات المتنقلة، ولا حتى للأطباء، وما زلت أبحث حتى اللحظة في معظم بلدات الشمال السوري المحرر".

وقال محمد حسن القاضي، المهجر من ريف دمشق: "تعرضت لإصابة في الركبة في إحدى المعارك، وأنا بحاجة لعملية جراحية بسيطة، ولم أستطع أن أجريها في القلمون لعدم وجود طبيب، فبحثت في عفرين وإعزاز والباب فلم أجد طبيباً، ولم أجد سوى مشاف بسيطة لا تقدم سوى الإسعافات، المشافي الحقيقية في الشمال السوري في إدلب، وهي تخضع لسيطرة جبهة النصرة، وأخشى على نفسي من الذهاب إلى تلك المناطق خوفاً من الاعتقال والوضع المتردي".

وقال كريم الحاج، المهجر من ريف دمشق، لـ"العربي الجديد": "تعرضت لإصابة في أوتار الركبة، وراجعت أحد المشافي الموجودة في إدلب، وكانت المشافي ممتازة ومجهزة بالأجهزة الحديثة، ويتوفر فيها أطباء متخصصون، وأخذت موعداً في أحد مشافي دركوش، وقمت بإجراء العملية الجراحية، ووضعي الصحي جيد حاليا".
وبين أن "هناك آلاف المصابين في الريف الشمالي لحلب لا يستطيعون القدوم إلى إدلب بسبب الوضع الأمني وعلاقتهم السيئة بجبهة النصرة، وبالرغم من ذلك هناك من يخاطر بنفسه ويتوجه إلى إدلب لإجراء العمليات الجراحية المجانية هناك".

بدوره، قال بلال، المهجر من دمشق، لـ"العربي الجديد": "فور وصولنا إلى مخيم دير بلوط، جاءت سيارات الهلال التركي وسألتنا عن الجرحى وحالات الأمراض الخطيرة، وكان والدي مصاباً بالسرطان، فتم أخذه إلى المشافي التركية لأخذ العلاج المناسب، وتم إدخالنا للمشفى، وتحسن والدي قليلا بعد شهرين من الجرعات".
وقال الناشط أحمد أبو شام، المهجر من دمشق، لـ"العربي الجديد"، إن "علاج الجرحى بعفرين وريفها ليس بالمستوى المطلوب، حيث إن المستلزمات الطبية قليلة، كما يوجد مستشفى عسكري بعفرين، يقوم بتحويل الكسور إلى تركيا".
ولفت إلى أنه "في إعزاز توجد مستشفيات ضخمة، منها الهلال الأزرق، ومستشفيات خاصة إضافة إلى أعداد من الأطباء والنقاط الطبية".

وقال مدير المكتب الصحي في المجلس المدني لمدينة إعزاز، مؤيد قبطور، لـ"العربي الجديد": "لدينا العديد من المشافي في المنطقة، وأعتقد أن مستوى المشافي والاختصاصات المتوفرة في ظل الظروف الراهنة تعتبر جيدة، وهناك حالات تحول إلى تركيا، مثل الحالات العصبية والوعائية، ومرضى السرطان والأمراض القلبية، أما البقية فلدينا القدرة على تقديم العلاج لهم".
وتابع "هناك مبالغة من البعض في التقليل من مستوى الخدمات، وخاصة أنه يغيب عن البعض حجم الضغط الكبير الذي تتعرض له المستشفيات، فمثلا طبيب العيادات الخارجية لا يستطيع معاينة أكثر من 30 إلى 40 حالة يوميا، وفي المشافي يصل عدد من يعاينهم إلى 60 حالة، ما يسبب حالة عجز في تلبية جميع المراجعين في اليوم الواحد".

ولفت إلى وجود "جرحى يتحدثون عن تدني الخدمة الطبية المقدمة لهم، في محاولة منهم للحصول على مبرر للسفر إلى تركيا. لدينا مثلا حالة بتر ساق، لكنه يصر على العلاج بتركيا، ونحن نجهل العلاج الذي يريد الحصول عليه هناك، خاصة أن لدينا مراكز أطراف صناعية، والأطراف الذكية مرتفعة الثمن وليست متاحة لغالب أبناء شعبنا".
وأضاف "نعترف بوجود عجز جزئي بسبب تضاعف الأعداد خلال الفترة الأخيرة، كما أننا لسنا في ظروف طبيعية لإنشاء مشاف متكاملة وتأمين الكوادر، نحن نقدم خدمات فوق طاقتنا، وكل من هو بحاجة للتحويل إلى تركيا والحالات الخطرة يتم تحويلها عبر لجنة مختصة تركية في مشفى إعزاز الأهلي، شريطة أن تكون الهوية الشخصية صحيحة وليست مزورة".