الشرطة السويدية: حرب العصابات وراء إطلاق النار في مالمو

الشرطة السويدية: حرب العصابات وراء إطلاق النار في مالمو

19 يونيو 2018
الشرطة تعاين آثار حرب عصابات في مالمو(جوان نيلسون/فرانس برس)
+ الخط -



أعلنت الشرطة السويدية ظهر اليوم، أن إطلاق النار الذي شهدته مدينة مالمو (جنوب غرب)، مساء أمس، وراح ضحيته ثلاثة أشخاص "نجم عن حرب عصابات متعددة الجرائم".

وشهد شارع "دروتينغن غاتا" في وسط مالمو، تبادلا لإطلاق النار بـ"سلاح أوتوماتيكي"، نجم عنه مقتل شخصين (18 و29 سنة)، كما أعلن اليوم، عن وفاة شخص ثالث أصيب أمس، فضلا عن 3 مصابين آخرين. ووفق الشرطة، فإن "الضحايا يعرفون بعضهم مسبقا"، كما أنهم معروفون لدى الشرطة أيضا، وهو تعبير تستخدمه شرطة السويد للإشارة إلى انتماء الأشخاص إلى عصابات محلية.

وشهدت مدينة مالمو جرائم دموية أكثر من كل المدن السويدية خلال السنوات الماضية بسبب صراعات العصابات التي تستخدم الأسلحة والتفجيرات لفرض سيطرتها، ووصل الأمر إلى استهداف مخافر الشرطة المحلية، وتهديد عناصر الشرطة وأسرهم، ما جعل بعضهم يعيش متخفيا خشية الانتقام.

وطالب مدير شرطة مالمو، ستيفان سينتوس، في مؤتمر صحافي اليوم، المواطنين بالتعاون والإدلاء بما يعرفونه عن الواقعة كواجب تجاه المجتمع، وقال إن "الشرطة تراقب النواة الصلبة للعصابات المسؤولة عن تبادل إطلاق نار في المدينة، والذين يقدرون بنحو 200 شخص".

وتشير الأرقام غير الرسمية إلى أن عدد عناصر العصابات يفوق ما أعلنت عنه الشرطة بنحو الضعف، وإن هؤلاء منخرطون في 3 أو 4 عصابات كبيرة تضم أفرادا من أصول إثنية مختلفة.

وانتقد حزب ديمقراطيي السويد اليميني المتشدد، ما أسماه "التراخي الأمني والسياسي مع قضايا اللجوء والهجرة"، ويستغل الحزب هذه الأحداث لتعزيز خطابه وحظوظه في الانتخابات البرلمانية المرتقبة بتحميل رئيس وزراء حكومة ائتلاف يسار ويسار الوسط، ستيفان لوفين، ما يسميه "أخطاء سياسات الهجرة والدمج التي تؤدي إلى فقدان الأمن السيطرة على النظام في ضواحي المدن".


وتعيش مدينة مالمو منذ 2015، حالة من الشد والجذب بين السياسيين المحليين والبرلمانيين والحكومة في العاصمة استوكهولم. وشهدت المدينة مقتل أكثر من 16 شخصا خلال العام الماضي، مما أثار مخاوف كبيرة من أن تصل الأمور إلى سيطرة العصابات على الشارع.

وشهدت ضواحي كوبنهاغن الدنماركية، التي تبعد عن مالمو نحو 20 دقيقة بالسيارة، صراع عصابات مشابها، وتبنى مشرعون دنماركيون إجراءات إصدار أحكام قضائية مشددة على أعضاء العصابات، ما نجم عنه أحكام بالسجن والترحيل وسحب الجنسيات لمن يستخدم السلاح الناري.

ورغم رفض كثيرين لربط العنف المستشري في مالمو بالمهاجرين إلا أن الفقر والبطالة وتكدس الشباب في الضواحي يجعل خيار الانتماء للعصابات سبيلا متاحا لدى البعض، وتشير دراسات متخصصة لجامعة استوكهولم، إلى أن "فشل سياسة الدمج وتوفير العمل والالتحاق بالدراسة من الأسباب التي تدفع البعض إلى الانتماء للعصابات، وأن متوسط أعمار أفراد العصابات بين 20 و30 سنة".

دلالات