عسكرة العيد في بغداد

18 يونيو 2018
مخاوف من أعمال إرهابية خلال العيد(العربي الجديد)
+ الخط -
الانتشار الأمني المكثف في أحياء العاصمة العراقية بغداد الذي حوّلها إلى ما يشبه الثكنة العسكرية خلال اليومين الأول والثاني من عيد الفطر، تحسباً لأية أعمال إرهابية أو تفجيرات، أثار استياء المواطنين وعرقل حركتهم في زيارات العيد والتسوق بسبب قطع الطرق وإغلاق المداخل.

وباشرت قوات من الجيش والشرطة المحلية بالانتشار المكثف في أسواق العاصمة وشوارعها الرئيسة والفرعية، وأغلقت مداخل مدن حيوية، منها الكرادة بجانب الرصافة، والحارثية بجانب الكرخ، لمنع استهداف المواطنين الذين يتوافدون إلى الأسواق والأماكن العامة في أيام العيد بعمليات إرهابية محتملة يمكن أن يعدّ لها تنظيم "داعش" الإرهابي، كما قال الضابط في شرطة حي السعدون ناظم موحان، لـ"العربي الجديد".

وأوضح أن "قوات الشرطة المحلية مستنفرة منذ أول أيام العيد وحتى اليوم في مناطق الرصافة، من أجل تأمين أجواء هادئة للمواطنين وحمايتهم من أي عملية إرهابية قد يسعى تنظيم داعش لتنفيذها"، مبيناً أن "العاصمة تلقت تهديدات عدة قبل العيد بيومين، من قبل الإرهابيين، الأمر الذي أدى إلى مضاعفة الوجود الأمني وترتيب جدول لإغلاق مداخل المناطق الحيوية، وفتحها في وقت تقُل فيه حركة المواطنين".

وأضاف: "حي الكرادة من أكثر الأحياء عرضة للاستهداف من داعش، فهو سوق حيوي ويتميز بكثافة سكانية عالية، فضلاً عن كونه مركزاً لمكاتب كثير من الأحزاب السياسية ومقرات فصائل الحشد الشعبي، لذلك يحاول ضربه بهدف زيادة التوتر الأمني من جهة، والاجتماعي الغاضب من الطبقة السياسية الحاكمة من جهة أخرى".

ولفت إلى أن "القيادة العسكرية أمرت بتكثيف الوجود الأمني، واستقدمت القوات الأمنية الموجودة في أطراف العاصمة، مثل المدائن، نحو الكرادة".

الانتشار الأمني عرقل حركة المواطنين في العيد(العربي الجديد) 

هذا التوجه من قبل القيادة الأمنية في بغداد، سبب استياء غالبية المواطنين. وفي هذا السياق، قال أبو أحمد (51 عاماً)، لـ"العربي الجديد": "شُلت حركتنا، فالعيد الذي ننتظره لزيارة الأصدقاء والأقرباء، تحول إلى نقمة، فحركة السيارات صعبة بسبب الوجود الأمني وقطع غالبية الطرق".


وسبق لرئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي حاكم الزاملي، أن حذر من حدوث انفلات أمني داخل العاصمة بغداد مع قرب انتهاء عمر الحكومة الحالية. وقال الزاملي: "بعض الأحزاب تتخذ من العاصمة بغداد مقرات لها لترويع وابتزاز المواطنين والتجار في وضح النهار". وأردف "بغداد من أكثر المحافظات انتشارا للسلاح والهوايات المزورة، فضلاً عن الأرتال العسكرية المضللة التي لا تحمل أرقاماً". وحذر من "تفاقم ظاهرة الخطف والابتزاز التجاري والتفجيرات، التي ثير قلقا كبيرا لدى المواطنين، بالتزامن مع الخلافات السياسية في البلاد، وموعد العيد الذي يترقبه تنظيم داعش لتنفيذ عمليات إرهابية".

وأعلنت القوات العراقية، أمس الأحد، عن إحباط هجوم مسلح نفذه عناصر ضمن تنظيم "داعش" في قضاء أبو غريب، غربي بغداد، وأكدت مقتل معظم العناصر الإرهابية. وعقب هذا الهجوم، اتخذت القوات إجراءات أمنية مشددة في مقابر العاصمة ومداخل بغداد من جهة المحافظات الجنوبية، ونشر عناصر أمنية عند الجوامع المهمة والرئيسة، مثل الإمام الأعظم والحضرة القادرية وجامع أم القرى والحسينيات.

من جهته، انتقد عضو اللجنة الأمنية في المجلس المحلي لبغداد، سعد المطلبي، الخطط الأمنية التي تتخذها القوات العسكرية في العاصمة، مبيناً أنها لا تتناسب مع تطلعات المواطنين. وقال لـ"العربي الجديد": "القوات في بغداد لم تُحدّث خططها العسكرية منذ سنوات، وهو تكثيف الوجود العسكري وقطع الطرق، الذي يغضب الناس".

وأضاف: "كان من المفترض تفعيل الجهد الاستخباراتي في المناطق الحيوية، من خلال نشر العناصر الأمنية بأزياء مدنية للإشراف على أمن العاصمة، ومنع حدوث أي خرق أمني"، مشيراً إلى "وجود تنافس بين الأجهزة الأمنية، وأحيانا يحتفظ أحد الأجهزة بالمعلومة لنفسه ليكون صاحب السبق. كل الدراسات الأمنية في العالم أثبتت أن أسوأ طريقة لتفشي الفساد هو التنافس السلبي للأجهزة الأمنية في ما بينها".