القاصر المغربية ضحية محاولة الاغتصاب تعاني صدمة نفسية

عائلة المغربية ضحية محاولة الاغتصاب: ابنتنا تصدّت للمعتدي وتعاني صدمة نفسية

28 مارس 2018
أصيبت الضحية بصدمة نفسية (تويتر)
+ الخط -
أكدت مصادر من عائلة التلميذة المغربية القاصر، التي ظهرت في فيديو، مساء أمس الثلاثاء، يوثق محاولة الاعتداء جنسيا عليها من طرف شاب، جرى اعتقاله، اليوم الأربعاء، أن انتشار الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهذه السرعة، تسبب لها بصدمة نفسية كبيرة.

وقالت فاطنة إحدى قريبات خولة (17 سنة) التي تتابع دراستها في مستوى الثالثة إعدادي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" بنبرة متأثرة، إن انتشار الفيديو بتلك الطريقة أعاد فتح الجرح الذي أصاب أسرتها قبل أشهر خلت"، مضيفة بأن ذلك كان أكثر من ألم محاولة الاعتداء على هذه البنت" وفق تعبيرها.

وتابعت المتحدثة، بأن خولة قاومت الشاب الذي فاجأها في أحد أيام شهر يناير/كانون الثاني عندما كانت متجهة إلى مدرستها بشكل اعتيادي، وبأنها لم تترك الفرصة له ليعبث بجسدها، مضيفة أنها فخورة بصمود هذه البنت أمام الشاب رغم قوته وإحكام قبضته على جسدها الهزيل"، قبل أن تؤكد أن الصدمة النفسية جعلت خولة تنقطع عن الدراسة".

وفيما كانت التلميذة التي ظهرت وهي ترتدي حجاباً على رأسها تقاوم المعتدي بكل قوة، وتصرخ في وجهه "واش ماعندكش أختك" أي أليس لديك أخت، محاولة استجداء عطفه والابتعاد عنها، كان رفيق المعتدي يستمتع بتصوير المشهد، ليكون مصيره الاعتقال بدوره اليوم الأربعاء من طرف مصالح الدرك الملكي.

وتعليقاً على الحادث الذي هز الرأي العام الوطني، عقب انتشار الفيديو مساء أمس الثلاثاء، أكد مصدر مسؤول من وزارة الأسرة والتضامن، أنه صُدم مثل جميع المغاربة بالمشهد الذي دارت وقائعه في الشارع"، مبرزا لـ "العربي الجديد" أن الحادثة تسائل واقع القيم في المجتمع، وأيضا مدى نجاعة التربية الأسرية لفئات المراهقين والشبان".

غير أن لمدير المركز المغربي لحقوق الإنسان عبد الإله الخضري وجهة نظر أخرى، يوضحها من خلال طرح احتمالين اثنين، الأول أن يكون الأمر يتعلق بلعب عبثي صبياني ولاأخلاقي بين زملاء وزميلات المدرسة، حيث يبدو أن غاية المعتدي كانت تقتصر على تعريتها من المؤخرة وضربها ضربا مهينا والفرار بعد ذلك، وهذا سلوك مألوف للأسف بين أبناء وبنات هذا الجيل".

والاحتمال الثاني، وفق الخضري، أن يكون الأمر محاولة اغتصاب حقيقية، وبالتالي جريمة بكل المقاييس"، متابعا بأن "كلا الحالتين تنبئ بانحلال أخلاقي، وسلوكيات عدوانية تغزو نفسية شرائح واسعة في صفوف هذا الجيل"، ليخلص إلى أن الحادثة تؤشر على "أزمة قيم، سببها انتشار ظاهرة الإفلات من العقاب، وعدم الاكتراث للسلوكيات المشينة الصغيرة التي تتطور إلى أفظعها".

من جهته اعتبر الكاتب الوطني لجمعية الشبيبة المدرسية، مصطفى تاج، في بيان صدر أمس، بأن الفيديو الذي يوثق لشابين يمسك أحدهما بالقوة بفتاة يافعة محاولا اغتصابها، فيما يوثق الآخر الواقعة بالصوت والصورة، هو مشهد مقزز لا يبعث على الأمان والطمأنينة بقدر ما ينذر بخطورة الأوضاع في محيط بعض المؤسسات التعليمية التي تشيد بعيدا عن الأحياء وعن السكان".

ودعت الشبيبة الإسلامية السلطات المعنية إلى "فتح تحقيق مباشر في الموضوع واتخاذ كافة المساطر القانونية اللازمة لمعاقبة الجناة ورد الاعتبار للفتاة الضحية وتوفير وسائل الاستشفاء والدعم النفسي والجسدي لها ولذويها"، مطالبة القطاعات الحكومية المعنية بقطاع الطفولة والشباب بضرورة سن قوانين زجرية وإجراءات تحسيسية للحد من ظواهر العنف والإجرام والتعرض والسرقة في محيط المؤسسات التعليمية".

يذكر أن مصالح الدرك الملكي لجماعة بوشان في منطقة بن جرير، وسط المغرب، اعتقلت اليوم الأربعاء، الشاب الذي ظهر في الفيديو وهو يحاول اغتصاب فتاة قاصر، ويبلغ من العمر  21 سنة، وهو  تحت إشراف النيابة العامة المختصة.

دلالات