هدوء حذر بمدينة تونسية بعد مواجهات بين الأمن ومحتجين

هدوء حذر في المظيلة التونسية بعد مواجهات بين محتجين وقوات الأمن

23 مارس 2018
يطالب الشباب بالتنمية وفرص العمل (Getty)
+ الخط -
يسود هدوء حذر معتمدية المظيلة، من ولاية قفصة التونسية، بعد مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين في الجهة، ما أسفر عن إحراق مركز أمني واستعمال الغاز المسيل للدموع خرجت على أثره مسيرة سلمية جابت شوارع المظيلة، للمطالبة بالتنمية والتشغيل والتنديد باستعمال القوة ضد الشباب المحتجين.

وقال النائب عن الجبهة الشعبية وممثل ولاية قفصة، عمار عمروسية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ولاية قفصة تمر منذ فترة باحتقان اجتماعي واضطرابات، والحكومة لم تعمل على تهدئة الأوضاع بل على زيادة توترها".

وأشار إلى أنّ مجلساً وزارياً انعقد الأسبوع الماضي، بحضور ممثلين عن اتحاد الشغل والعديد من الأطراف المعنية، شهد الاتفاق على جملة من البنود، أهمها إيقاف المتابعات في حق شباب الجهة، معرباً عن أسفه لكون بعض الأطراف السياسية، التي لم يكشف عنها، تنصلت من الاتفاق، ما أدى إلى مزيد من الاحتقان في الجهة.

وأضاف عمروسية أنّ الاحتجاجات تحولت من مطالب بالتنمية والتشغيل، إلى مواجهات مع قوات الأمن وعمليات كرّ وفرّ، ولوحظ استعمال القوة المفرطة والغاز المسيل للدموع، وهو ما يستدعي التحقيق في حادثة حرق مركز الأمن بالمظيلة وما أسفر عنه من إيقافات واسعة، حسب قوله.

ودعا النائب عن الجبهة الشعبية أهالي المظيلة إلى "التمسك بمطالبهم المشروعة بعيدا عن العنف ومحاولات استدراج الشباب إلى التخريب، لأنها أعمال مرفوضة وتشوه احتجاجاتهم السلمية وتوفر فرصة لأعداء الحرية والسلم"، معتبرا أنّ على القوات الأمنية ضبط النفس، لأن "التعامل بالقوة لن يمر وسيزيد من الاحتقان الشعبي".

أما المسؤول عن تنسيقية شباب المظيلة صالح تليجاني، فقد قال لـ"العربي الجديد"، إنّ الأوضاع تتجه إلى الهدوء، مبينا أن الشباب المحتجين بقوا عدة أسابيع بالقرب من المركز الأمني ولم تحصل أي مناوشات، على اعتبار أن عناصر الأمن حماتهم وحماة الوطن.

وأكد أن التطورات الأخيرة وخاصة استهداف مركز أمني، أمر مرفوض، ثم أضاف: "هناك من عمل على تأجيج واستغلال الأوضاع".

وشدد على أن المحتجين ملتزمون بالسلمية بعيدا عن أي عمليات تخريب، داعيا السلطات إلى التحاور والاستماع للمعتصمين بدل ملاحقتهم قضائيا.

وطالب بإطلاق سراح الموقوفين من الشباب المحتجين وإنهاء متابعتهم قضائيا، لافتا إلى خروج مسيرة سلمية، مساء الخميس، تندد بالأعمال التخريبية في المظيلة.

وتحدث أيضا عن "أيادٍ خفيّة تعمل على تأجيج الأوضاع في المظيلة"، مذكّرا بما للمنطقة من "تاريخ نضالي في مقاومة المستعمر، وشبابها واعون وليسوا من دعاة العنف والتخريب".


وأضاف أنّ الاستعمال المكثف للقوة ونوعية الغازات المسيلة للدموع التي استعملتها عناصر الأمن ضد المواطنين مرفوضة، وأدت إلى استفزاز الأهالي.

وأكدت تنسيقية المعطلين، في بيان، أمس الخميس، تمسكها بالتشغيل والتنمية، معتبرة أن حراكها سلمي ولا يهدف إلى المساس بالقوات الأمنية. كما دانت الاعتقالات التي استهدفت شباب المنطقة، والتطورات الخطيرة التي شهدتها، مشيرة إلى أن "سياسات الترهيب لن تزيدهم إلا إصرارا وصمودا"، وفق البيان.