طارق عز الدين... أسير محرر يلاحقه الإبعاد والمرض

طارق عز الدين... أسير محرر يلاحقه الإبعاد والمرض

19 مارس 2018
والدة الأسير طارق عز الدين تطالب برؤيته(العربي الجديد)
+ الخط -
منذ أربعين يوماً، تعيش عائلة الأسير المحرر والمبعد إلى قطاع غزة، طارق إبراهيم محمد عز الدين (43 عاما)، القلق بشأن المصير المجهول الذي قد يلحق بابنهم طارق، إثر إصابته بسرطان الدم، وعدم تمكنه من العلاج والسفر إلى خارج القطاع، مع استمرار السلطات المصرية بإغلاق معبر رفح.

والدة طارق (80 عاماً) لم تر ابنها سوى مرة واحدة في قطاع غزة، يوم تحريره بصفقة وفاء الأحرار التي أبرمتها حركة "حماس" عام 2011. سقطت أرضا يوم أمس الأحد، وكسرت يدها، حين شاهدت ابنها على شاشات التلفزة، وهو مريض يرقد في مستشفى الرنتيسي بغزة، ولا توجد إمكانيات لعلاجه في ظل استمرار الحصار المفروض على غزة منذ 12 عاما.

عائلة طارق لم تدع مؤسسة حقوقية أو الوزارات الفلسطينية المختصة والمؤسسات بما فيها مؤسسة الرئاسة، وكذلك السفارة المصرية لدى فلسطين، إلا وناشدتها من أجل إنقاذ حياة ابنها طارق قبل فوات الأوان.

وأكدت شقيقته، صبحية عز الدين، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن العائلة تعيش حالة من القلق والتوتر على مصير طارق، وتقول: "طارق مرضه خطير ولا يوجد له علاج في غزة، ونحن ممنوعون من رؤيته والاطمئنان عليه منذ 16 عاما، سواء عبر زيارته حين كان داخل سجون الاحتلال، أو من الحصول على تصريح لرؤيته في غزة".

قبل ثلاثين عاماً، اعتقلت قوات الاحتلال للمرة الأولى، طارق عز الدين المتحدر من بلدة عرابة جنوب جنين شمال الضفة الغربية، ليبدأ مسيرته النضالية ضد الاحتلال. واعتقل مرات عدة كان آخرها عام 2002، بعد مطاردة استمرت ثلاث سنوات، بتهمة قيادة "سرايا القدس" الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في جنين. حكم عليه بالمؤبد لمرة واحدة، وأفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار وأبعد إلى قطاع غزة حينها، ليبلغ مجموع ما قضاه في سجون الاحتلال نحو 13 عاما. انخرط بعدها في خدمة الأسرى داخل سجون الاحتلال، من خلال تسلمه إدارة إذاعة صوت الأسرى التي تبث من قطاع غزة، كما يوضح شقيقه جعفر لـ"العربي الجديد".

علاجه مستعجل قبل فوات الأوان (العربي الجديد)



وبعد الإفراج عن طارق، انتقلت زوجته وطفلاه جميلة ومحمد للعيش معه في غزة، وأنجب طارق طفلين آخرين. لكن العائلة لم تهنأ، إذ بدأت الآلام تظهر على طارق، وحالته تزداد سوءاً، وقبل أربعين يوما تعرض لوعكة صحية، وتبين أنه مصاب بسرطان الدم، ومنذ ذلك الحين، يحتاج لعلاج لا يتوفر في قطاع غزة بسبب الحصار. ناشدت العائلة كل الجهات المختصة من أجل إنقاذ حياة ابنها، ولديها التقارير الطبية اللازمة التي تثبت ذلك، لكن دون جدوى.

أسرة الأسير تناشد بتسفيره خارج قطاع غزة(العربي الجديد) 


مطالب الوقفة واضحة(العربي الجديد)
 

ولا تستبعد العائلة أن يكون الاحتلال قد تسبب بمرض طارق وهو داخل السجن، إذ توجد حالات كثيرة من الأسرى المحررين أصيبوا بأمراض بعد تحررهم بسنوات أودت بحياتهم. وبرغم قلق العائلة على حياة طارق ومصيره، إلا أنها ترفض أن يأتي للعلاج بالضفة الغربية، وتريد أن يخرج للعلاج عبر معبر رفح فقط، لأن طارق مستهدف، وهدد الاحتلال بتصفيته أكثر من مرة بعد الإفراج عنه وإبعاده، بحسب توضيح شقيقه جعفر.

ويقول مدير مركز "حريات"، حلمي الأعرج، لـ"العربي الجديد": "يجب التدخل العاجل لضمان عودة طارق إلى الضفة الغربية لتلقي العلاج اللازم أو التدخل لدى المصريين لضمان سفره العاجل، نحن نناضل من أجل توفير العلاج للأسرى المرضى، وعند تحريرهم يجب أن نقف بكل قوتنا معهم من منطلق إنساني".

من المطالب في الوقفة(العربي الجديد)


ووفق الأعرج، فإن سلطات الاحتلال تمنع المواطنين الفلسطينيين من مختلف الحالات والشرائح والفئات العمرية من السفر تحت حجج مختلفة، في انتهاك سافر للمواثيق الدولية ومساس مباشر بالحقوق المدنية، ويوجد عشرات الآلاف من الحالات للممنوعين من السفر من قبل الاحتلال تحت ذرائع أمنية مختلفة.

من مناشدات الوقفة(العربي الجديد)


العائلة وأهالي بلدة عرابة، جاؤوا اليوم الإثنين، إلى مدينة رام الله، لرفع صوتهم لإنقاذ حياة طارق. وأكدوا خلال وقفة نظموها في المدينة ضرورة إنقاذ حياة طارق، في حين شدد رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، في كلمة له، على مناشدة الأسرى والمحررين وجميع المؤسسات العاملة في مجال الأسرى، الرئيسين الفلسطيني محمود عباس والمصري عبد الفتاح السيسي، بالتحرك فورا، ونقل طارق عبر مروحية إلى الأراضي المصرية من أجل العلاج، مؤكدا أن الأسرى المحررين مستهدفون بعد تحررهم، "لذا يجب أن نوفر لهم مظلة أمان لحمايتهم".

وتعيش عائلة عز الدين تجربة البعد والحرمان من احتضان طارق منذ 16 عاما، ومنعت والدته من زيارته في السجن وفي غزة، وكذلك من السفر إلى الأردن. أما أشقاء طارق السبعة فجميعهم تعرضوا للاعتقال لدى الاحتلال خلال الأعوام الثلاثين الماضية، وحتى وهم داخل السجن لم يسمح لأحد منهم أن يلتقي بطارق.

مناشدة الرئاسة الفلسطينيية للتحرك على عجل(العربي الجديد)





ويقول شقيقه جعفر عز الدين، في كلمة له باسم عائلته، خلال تلك الوقفة المطالبة: "نحن نضع مطالبنا أمام الرئيس محمود عباس بضرورة فتح معبر رفح لنقل طارق للعلاج، والضغط بكل الوسائل للإسراع بسفره لتلقي العلاج، لذا يجب أن تقول المؤسسات الحقوقية كافة كلمتها بهذا الخصوص. نحن نناشد الإخوة المصريين للتسريع بسفر طارق قبل فوات الأوان، لا تخذلونا ولا نريد أن نصل إلى طريق لا تحمد عقباه حينها لا ينفع الندم".

المساهمون