فادي الصايغ... عدّاداته تذكّر بحقوق اللبنانيين

فادي الصايغ... عدّاداته تذكّر بحقوق اللبنانيين

17 مارس 2018
لدى اللبنانيين مشكلة في الذاكرة (العربي الجديد)
+ الخط -
فادي الصايغ، ناشط حقوقي لبناني في العديد من الجمعيات والمبادرات، منها الاتحاد اللبناني للأشخاص المعوقين حركياً، والحملة المدنية للإصلاح الانتخابي. لكنّ مبادرته الفردية في نشر عدّادات ترصد الانتهاكات الحقوقية في لبنان، خصوصاً تلك المتعلقة بالانتخابات، هي التي يتحدث عنها إلى "العربي الجديد"

- كيف بدأت فكرة العدّادات الحقوقية؟
الفكرة نابعة من أغنية "نعمة النسيان" التي تنفع في حالات الحزن والهجر، لكنّها في الحقوق معكوسة إلى "نقمة النسيان". فلدى اللبنانيين مشكلة في الذاكرة، ينسون دائماً كم أهينت كرامتهم، وأذلّوا في قضايا كثيرة، من الصحة إلى التعليم إلى المرأة إلى البيئة والنقل والكهرباء والوظائف. ينسون كم عسكرياً قُتل ولم يُكشف عن مصيره. هي مبادرة شخصية من أجل تذكيرهم بكلّ هذه القضايا.

- عرّفنا أكثر على العدّادات التي تنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي يومياً؟ وما هي أرقامها؟
أول عدّاد كان متعلقاً بالفراغ الرئاسي، بدأته منذ اليوم الأول للفراغ، في الخامس والعشرين من مايو/أيار 2014، وتوقف مع انتخاب رئيس، بعد 891 يوماً و45 مسرحية انتخاب (جلسة برلمانية انتخابية). العدّاد الثاني يتعلق بالتمديد للبرلمان، الذي نعيش اليوم نسخته الثالثة، وبذلك يستمر التمديد الأول حتى السادس من مايو المقبل (تاريخ الانتخابات) 1801 يوم. العدّاد الثالث بدأ مع خطف عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في عرسال، على يد تنظيمي "النصرة" و"داعش"، في أغسطس/آب 2014، فخرجت دفعة منهم بعدها، لكنّ الدفعة الأخيرة المؤلفة من تسعة عسكريين لم تكن سوى جثامين لشهداء الجيش. عندها، أطلقت عدّاداً جديداً، في 31 أغسطس الماضي، يتعلق بوعد رئيس الجمهورية بإجراء تحقيق في مصير هؤلاء الشهداء. وها قد مضى نحو 200 يوم على الوعد، ولا تحقيق بعد. وهناك عدّاد يومي مختلف أرصد فيه حوادث السير وضحاياها من القتلى والمصابين يومياً، وهو للتشديد على أنّ الخطر على المواطنين مستمر بالرغم من قانون السير الجديد. كذلك، هنالك عدّادات لقضايا حدثية مختلفة، مثل الألعاب البارالمبية الجارية حالياً في كوريا الجنوبية.


- ماذا عن تفاعل المواطنين مع عدّاداتك؟
كثيرون يعلقون إيجابياً، خصوصاً في ما يتعلق بالانتخابات، لكنّ غيرهم يقول لي: "أضجرتمونا أنتم جماعة المجتمع المدني في المناداة بالحقوق". في كلّ الأحوال، سوف أبقى أذكّر بالانتهاكات، مهما كانت ردود الفعل.
____________