إدلب تستعد لاستقبال المهجّرين من حي القدم جنوب دمشق

إدلب تستعد لاستقبال المهجّرين من حي القدم جنوب دمشق

13 مارس 2018
لا يعرف المهجرون ما ينتظرهم (Getty)
+ الخط -

انتهى النظام السوري، اليوم الثلاثاء، من عملية تهجير جديدة طاولت سكان حي القدم في جنوب مدينة دمشق، لتنطلق قافلة جديدة تحمل قرابة 1800 شخص، جُلهم مدنيون، إلى حياة مجهولة لا يعرفون ما ينتظرهم فيها، في الوقت الذي تتواصل فيه معاناة من سبقهم من المهجرين والنازحين إلى الشمال السوري.

وفي السياق، يقول محمود العسالي (اسم مستعار لدواع أمنية) لـ"العربي الجديد": "كنت محاصرا مع أهلي في حي القدم لمدة تقارب خمس سنوات، لم أكن أستطيع الخروج أو التحرك خوفا من التجنيد الإجباري في قوات النظام السوري".

ويضيف من الحافلة التي يستقلها برفقة العديد من النساء والأطفال والمدنيين في طريق التهجير إلى إدلب "تركت أبي وأمي في القدم، فضلت الخروج إلى إدلب مع المهجرين، لا أريد القتال في صفوف قوات النظام. والداي كبرا في السن وفضّلا البقاء مع شقيقتي في القدم، أما أنا فلم يكن أمامي سوى خيار التهجير أو الالتحاق بقوات النظام، وهذا ما دفعني إلى الخروج… لا نعرف ماذا ينتظرنا في إدلب، هناك الكثير ممن سبقونا".

بدورها، تتحدث أم حسام لـ"العربي الجديد" عن تركها كل ما تملك في حي القدم الدمشقي، إذ حملت معهم القليل من الملابس فقط، النظام لا يسمح بنقل كل شيء، وتقول "غادرت الحي مع أولادي، لأن ولدي حسام مطلوب للخدمة العسكرية لا يريد البقاء مع النظام، كل الشباب غادروا الحي، والعدد القليل الذي بقي منهم، هم معنا اليوم".

وتستعد مجموعة من المنظمات في منطقة قلعة المضيق، شمال غرب حماة، لاستقبال قافلة المهجرين الجديدة، قبل توزيعهم على مناطق في محافظة إدلب التي باتت أشبه بـ"سورية الصغرى".

وفي السياق، يقول الناشط وائل المصطفى، من ريف إدلب، لـ"العربي الجديد"، إن أحوال النازحين والمهجرين هنا ليست جيدة عموما، لكن كل من أتى مرغماً وفضّل عدم البقاء لدى النظام يتعايش مع الحياة الجديدة. تم إعداد بعض المدارس والمخيمات في العديد من المناطق لاستقبال المهجرين من حي القدم بشكل مؤقت، وهناك منظمات جهزت أطعمة وأغطية، لكنها مؤقتة "حالة إسعافية فقط".

كما يشير إلى أن "هناك اكتظاظاً سكانياً كبيراً في مدينة إدلب وريفها، صارت بمثابة "سورية مصغّرة"، بعد موجات النزوح الداخلي وعمليات التهجير، نعمل على تقديم المساعدة، قدر المستطاع، لكن حجم الحاجيات هنا لا يمكن سده عن طريق المنظمات".



من جهته، يقول مدير الاستجابة في منظمة "سورية للإغاثة والتنمية SRD"، عبيدة أبوبكر: "إن هناك عدة حالات مرضى في قافلة المهجرين، قمنا بتجهيز سيارات الإسعاف لنقلهم فور وصولهم إلى المراكز الطبية لتلقي العلاج اللازم".

يشار إلى أن جزءا من قافلة المهجرين التي غادرت حي القدم، فجر اليوم، توجهت إلى منطقة جرابلس الخاضعة لسيطرة "الجيش السوري الحر" شمال محافظة حلب.

المساهمون