ارتفاع نسب الطلاق بين مسلمي الداخل الفلسطيني

ارتفاع نسب الطلاق بين مسلمي الداخل الفلسطيني

06 فبراير 2018
المشاكل الأسرية أكثر تعقيداً (فيسبوك)
+ الخط -


ترتفع نسبة الطلاق لدى المسلمين من فلسطينيي الداخل عاماً بعد عام. وتتعدد أسباب ازدياد الطلاق المستمر منها الحياة العصرية، تغليب مصلحة الفرد على العائلة، فقدان الترابط العائلي، الزواج المبكر، العنف الأسري، ووسائل التواصل الاجتماعي والميديا.

وتشير المعطيات وفق بيان أصدره مدير المحاكم الشرعية، قاضي محكمة الاستئناف الشرعية إياد زحالقة، أنه في عام 2009 كان هناك 8498 حالة زواج مقابل 1996 حالة طلاق، وفي عام 2012 سجلت 9167 حالة زواج مقابل 2715 حالة طلاق. وفي عام 2016 بلغت حالات الزواج 10335 مقابل 3013 حالة طلاق.


وفي حديث مع القاضي زحالقة، قال: "ارتفاع نسبة الطلاق هي مؤشر على عمق الأزمة الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع المسلم، في ظل التطورات التي تدخل على مجتمعنا من تكنولوجيا وانفتاح على العالم". واعتبر أن "الأمر يحتاج إلى ضوابط شرعية في مواجهة هذه المظاهر المعاصرة ومنها التكنولوجيا والانفتاح بطرق سليمة"، معرباً عن أسفه لأن "مجتمعنا لم يهيئ نفسه لهذا الوضع الجديد، ولم يحصن نفسه لذلك فقدنا التضامن الاجتماعي وفقدنا البنية الاجتماعية التي كانت ضابطة لتوجهاتنا، ونتج عن ذلك التفكك الاجتماعي ومن مظاهره ارتفاع نسبة الطلاق، وازدياد العنف".

ولفت إلى أن من أسباب الطلاق أيضاً "فقدان أهمية العائلة وقيمها في مجتمعنا، وتزايد قيمة الفردانية، والتركيز على الإنجاز الذاتي حتى لو كان على حساب العائلة"، مضيفاً أن "افتقادنا لقيمة الالتزام بالأحكام الشرعية هو سبب أساس لزيادة الطلاق، لأن شرعنا الإسلامي وديننا يوجهنا إلى ضرورة المحافظة على الأسرة المسلمة والعناية بأفرادها والتراحم بين الزوج والزوجة، وأن يكافح الإنسان من أجل الحفاظ على عائلته".

وأشار إلى أن نفس الإنسان تكون مسبباً للطلاق، معتبراً أن "الإنسان المحصن لو وضع وسط وسائل الميديا والانحلال نجده يحافظ على دينه وأخلاقه. تلك الوسائل الاجتماعية عبارة عن ملهيات، وأمور تفاقم الأزمة داخل الأسرة لأن النفس غير صالحة. يجب أن نبني الإنسان المسلم والعربي، وشخصيته وكيانه ووجوده على قيم صحيحة، على حب الآخر، والعمل من أجل العائلة وتحقيق معاني الإنسانية في حياتنا ومجتمعنا".





أما رئيس الحركة الإسلامية في بلدة كفر قرع، الشيخ عبد الكريم مصري، المبادر لدورة تأهيلية للمقبيلن على الزواج وللمتزوجين الجدد قال: "الوضع الاجتماعي يستدعي إقامة الدورة لتقليل انتشار الطلاق خصوصاً بين جيل الشباب. أقمنا ثلاث دورات في العام الماضي وهذا الشهر سنبدأ في الدورة الرابعة". وأوضح أن "الدورة تعطي أدوات وآليات تؤهل الشباب المقبلين على الزواج، وتشمل مواضيع عن الإدارة المالية مع مختص اقتصادي، والتربية الجنسية مع طبيبة للنساء، وقضاة شرعيين أخصائيين نفسيين، وعاملين اجتماعيين، والدورة مجانية تقام في قاعة المسجد".

وأكد "صعوبة الواقع مع نسبة الطلاق التي تتزايد في المحاكم الشرعية"، مشيراً إلى أن "بيوتاً تهدم لأتفه الأسباب، وبعض الأهالي دورهم سيئ جداً في احتدام الخلاف. في الماضي كان الأب أو الأم يتحدثون مع أبنائهم عن أهمية الزواج وبناء الأسرة. أما اليوم تغيرت الأوضاع مع الحياة العصرية".

من جهتها، قالت مديرة قسم الرفاه والخدمات الاجتماعية في مدينة أم الفحم، فتحية اغبارية: "الزواج المبكر يؤدي إلى الطلاق نتيجة عدم نضوج الزوجين فكرياً وذهنياً ونفسياً واجتماعياً ومعنوياً. نجدهم يتزوجون بسبب ضغط المحيط وليس لأنهم مدركون لمعنى مؤسسة الزواج ومسؤولياتها تجاه الأسرة والأبناء لاحقاً".

ولفتت إلى "ضعف القدرة على التحمل النفسي لدى الجيل الشباب من النساء مقارنة مع قدرات من هنّ في جيل الستين أو الخمسين. وإن عدم وجود الأجواء الحارة والدفء داخل البيوت وبين الأزواج، ويؤدي إلى الانزلاق باتجاه الميديا، والتوهم بالعطف والدفء الافتراضي". وأضافت "إن كلمة لايك المتداولة في فيسبوك ليست دائمة بريئة أو صحية".

ورأت أن ظاهرة العنف المستشري في مجتمعنا تنعكس داخل العائلة، والزوج العربي لا يحتمل توجه المرأة إلى الشرطة لتحمي نفسها من العنف. وختمت بالقول "إذا كان الزواج فاشلاً، فليكن الطلاق خالياً من الاحتقان".

المساهمون