عائلات مطاردي كتائب شهداء الأقصى.. آمال بعودة أبنائهم للحياة

عائلات مطاردي كتائب شهداء الأقصى.. آمال بعودة أبنائهم للحياة

05 فبراير 2018
سنوات وهم محتجزون بسجون السلطة الفلسطينية (العربي الجديد)
+ الخط -


تتمسك الطفلة الفلسطينية صوفي (سبع سنوات)، بصورة والدها هادي دعدرة المحتجز منذ ست سنوات في سجون السلطة الفلسطينية، والمطارد من سلطات الاحتلال لانتمائه لكتائب شهداء الأقصى، وتسير وسط تجمع انطلق باتجاه مقر الرئاسة الفلسطينية في بيت لحم، جنوب الضفة الغربية المحتلة، بحثاً عمن يرسل صوتها بعودة والدها الذي حرمت من حضنه.

هادي دعدرة، أحد المطاردين الثلاثة برفقة شادي أبو جلغيف ومحمد رمضان، الذين تهدد سلطات الاحتلال الإسرائيلي حياتهم، وهم محتجزون منذ ست سنوات في سجون المخابرات الفلسطينية العامة، وهو ما اعتبرته عائلاتهم ضياعا لأعمارهم في ظل غياب الضغط الرسمي على الاحتلال من أجل العفو عنهم.

تقول صوفي دعدرة أثناء مشاركتها في وقفة نظمتها العائلات وسط بيت لحم للمطالبة بحل قضيتهم لـ"العربي الجديد"، إنها جاءت بحثا عمّن يعيد والدها إليها: "نفسي يضمني كل يوم"، وتطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن يعيد والدها إلى المنزل.

صوفي هي وحيدة الأب، وكأي طفلة في العالم تريد أن تعيش مع والدها في منزلهم بعيدا عن الخوف والقلق، وتطلب من كل الأحرار في العالم ومن القيادة الفلسطينية أن يقفوا إلى جانبها حتى يرجع والدها إليها ويلعب معها، كما تحلم.

أما والدة المطارد شادي أبو جلغيف، فقد انهمرت دموعها وهي تحكي لـ"العربي الجديد"، عن لهفة الأم لرؤية ابنها الذي أمضى 28 عاما من عمره، ستة منها محتجزا لدى الأمن الفلسطيني: "أنا تعبانة، بدي إياه يرجع لحضني، يعيش بينا، ابني نفسه يطلع، تعبان كثير"، تضيف الوالدة.


وتتابع: "أناشد الرئيس محمود عباس، ورئيس جهاز المخابرات العام ماجد فرج، أن يتدخلوا ويعيدوا شادي إلي، أريد أن أزوجه وأفرح به، وأرى أطفاله بيننا، ابني يا سيادة الرئيس عاش حياة صعبة، ويجب أن تنتهي اليوم".

والد شادي أيضا مبعد إلى قطاع غزة على خلفية أحداث كنيسة المهد في اجتياح الضفة عام 2002، ما جعل مناشدة الوالدة مزدوجة للرئيس عباس، بأن ينظر أيضا في قضية المبعدين وإعادتهم إلى عائلاتهم ومنازلهم.

المطالبة ذاتها للرئيس عباس من أم المطارد محمد رمضان المحتجز منذ ثلاث سنوات، التي دعت السلطة الفلسطينية بالتحرك الفوري للإفراج عن المحتجزين الثلاثة المطاردين لدى الاحتلال، وأن يضغطوا على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء ملفهم والعفو عنهم.

دعوات للإفراج عن المحتجزين (العربي الجديد)

وقالت لـ"العربي الجديد": أملنا بأبو مازن كبير، أن يتحرك لجلب العفو لأولادنا"، مشيرة إلى أن العديد من الوعود من المسؤولين الفلسطينيين لم يتحقق شيء منها، وما زالت قضية المطاردين عالقة.

في شوارع بيت لحم سارت أمهات المطاردين وعائلاتهم، وبعض الأقارب، باتجاه مبنى المقاطعة في المدينة لمطالبة الرئيس عباس بالضغط على سلطات الاحتلال لمنح عفو عن المطاردين الثلاثة محمد رمضان وشادي أبو جلغيف وهادي دعدرة، المنتمين لكتائب شهداء الأقصى والذين يهددهم الاحتلال بالتصفية إذا خرجوا من سجون السلطة الفلسطينية المحتلة.

يهددهم الاحتلال بالتصفية (العربي الجديد)

رئيس جمعية الأسرى والمحررين في بيت لحم محمد زغلول، قال لـ"العربي الجديد"، إن "القضية التي تطارد سلطات الاحتلال الإسرائيلي المطاردين الثلاثة عليها، ليست قتل ولا جرح إسرائيليين، ومن اعتقلوا بسبب القضية نفسها خرجوا من سجون الاحتلال وبنوا حياتهم".

تحلم بعودة والدها وحضنه (العربي الجديد)

وأضاف "قضيتهم لم تعد كبيرة"، مطالبا الأجهزة الأمنية بإنهاء ملفهم والاهتمام به، والتفاوض مع الاحتلال من أجل العفو عنهم والسماح لهم بممارسة حياتهم الطبيعية.


في المقابل، طالب أمين سر حركة فتح ببيت لحم، محمد المصري، قيادة السلطة الفلسطينية ورئيس الحكومة، بضرورة التعامل مع قضية المطاردين إنسانيا، لأنه طال أمد أصحابها الذين حرموا من حياتهم، وفقدوا أسرهم الخاصة، ولم يستطيعوا أن يكملوا حياتهم الشخصية، لذا يجب أن توضع قضيتهم على طاولة المسؤولين.

مطالبة بمعالجة ملفهم (العربي الجديد)


مناشدات للرئيس الفلسطيني لحل قضيتهم (العربي الجديد)