سوق مريدي يستعصي على العراق: أسلحة أرصفة كافية لجبهات

سوق مريدي يستعصي على العراق: أسلحة أرصفة تكفي لفتح جبهات

14 فبراير 2018
أسلحة تباع على الأرصفة في بغداد(فيسبوك)
+ الخط -
استعاد سوق مريدي العراقي نشاطه في بيع وتسويق الأسلحة المختلفة، بعد حملات أمنية نفذتها القوات العراقية الشهر الماضي، وأكد مسؤولون بعدها أن قوات الأمن لا تستطيع القضاء على أسلحة الأرصفة التي تكفي لفتح جبهات كاملة.

وقال مصدر محلي لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات لم تستطع خلال حملتها السابقة السيطرة على سوق مريدي، الذي عاود نشاطه في بيع الأسلحة بزخم"، مبيناً أنّ "معلومات قوات الأمن تؤكد أن نشاط السوق اليوم لا يقل عن السابق، وتعرض فيه كافة أنواع الأسلحة". وأشار إلى أن "أغلب مناطق بغداد منها الشعلة وبغداد الجديدة والمعامل ومناطق أخرى توجد فيها أسواق لبيع السلاح على الأرصفة، وأن القوات عجزت عن السيطرة عليها".

ونفذت القوات العراقية حملة على سوق مريدي للسلاح في بغداد الشهر الماضي شاركت فيها مروحيات قطعات كبيرة من الجيش العراقي، انتهت بمصادرة كميات كبيرة أعلنت عنها القيادة التي حاولت القضاء على السوق.

وقال ضابط في قيادة عمليات بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "العملية التي نفّذت في سوق مريدي لم تكن بالمستوى المطلوب، إذ إنّ القوات لم تستطع القبض على أي من تجار الأسلحة الكبار، الموردين للسوق"، مبينا أنّ "المعلومات التي توفرت لدينا أشارت إلى وجود تجار سلاح عراقيين وغير عراقيين، وقيادات عسكرية وأخرى مرتبطة بالحشد الشعبي".

وأضاف، أنّ "العملية نفذت فجأة، لكن يبدو أن التجار الكبار وصلتهم معلومات مسبقة عنها، واستطاعوا الهرب". وأكد أنّ "القيادة عثرت على أسلحة كثيرة جداً في السوق".

وأشار إلى أنّ "القيادة نفذت عمليات استهدفت أغلب أسواق السلاح في بغداد، وصادرت أسلحة مختلفة منها مدافع الهاون بأنواعها، وقاذفات "أر بي جي"، والرمانات اليدوية، والمتفجرات، والبي كي سي، فضلا عن البنادق المختلفة والمسدسات والعتاد بكميات كبيرة جدا"، مبينا أنّ "تلك الأسلحة صودرت ونقلت إلى مخازن قيادة العمليات لجردها وإحصائها".

ويؤكد مسؤولون أمنيون في مدينة الصدر، القريبة من السوق، أنّ "كميات الأسلحة التي تتحدث عنها قيادة العمليات ليست النسبة الأكبر من أسلحة السوق والمناطق القريبة منه".



وقال ضابط في أحد مراكز شرطة المنطقة لـ"العربي الجديد"، إنّ "تجّار الأسلحة في سوق مريدي لا يعرضون كافة أسلحتهم في السوق، إذ إنّ لديهم مخازن كبيرة في قلب بغداد". وأوضح، أنّ "تلك المخازن عبارة عن منازل أماكن بعضها معلومة من قبل الأجهزة الأمنية، وهي تحوي كميات كبيرة جداً من السلاح والعتاد"، مبينا أنّ "الأجهزة الأمنية تخشى متابعة تلك المخازن، إذ إنّ تجار السلاح مرتبطون بجهات حكومية، ولا أحد يستطيع التقرب منهم".



وتضم بغداد الكثير من أسواق السلاح المنتشرة على الأرصفة، أحدها سوق مريدي في مدينة الصدر، وهو من أخطر الأسواق في البلاد، كونه لا يختص بالأسلحة والمتفجرات فقط، بل يضم أكبر شبكات التزوير في البلاد، التي تزور الهويات بأنواعها، والشهادات ونسخ العقارات.

ولا تعدّ الكتب والهويات والشهادات الصادرة عن السوق مزورة، إذ إنّ شبكات التزوير تصدرها بالطرق الرسمية، وتسجلها بدوائر الدولة، مقابل أموال طائلة.

المساهمون