سودانيات يلعبن التايكواندو

سودانيات يلعبن التايكواندو... الرياضة الخشنة في مجتمع محافظ

12 ديسمبر 2018
يحلمن بالاحتراف ودعم اللعبة (العربي الجديد)
+ الخط -
بدأت رياضة التايكواندو بالانتشار بين السودانيات خلال السنوات القليلة الماضية، وعلى الرغم من أنها أكثر من مجرد رياضة دفاعية وإنما تنمي قدرات النساء في مجالات مختلفة، لكنها تواجه رفضاً من المجتمع السوداني المحافظ، ويعتبرها كثيرون أنها رياضة خشنة لا تليق بالفتيات.

وتلاقي رياضة التايكواندو إقبالاً كبيراً من السودانيات في الفترة الأخيرة، ولا يجدن فيها إحراجاً مع الالتزام بالزي الإسلامي المحتشم خلال التدريب، كما يعتبرنها من الرياضات التي تساعد على التصدي لأي خطر محتمل مثل التحرش.

نادي "المجمع الرياضي" في العاصمة الخرطوم أحد النوادي القليلة الذي خصص صالة مغلقة لتدريب التايكواندو بإمكانيات جيدة نسبياً. وشارك النادي في بطولات محلية وعربية وإقليمية في التايكواندو، وحصل لاعبوه على ثلاث ميداليات في بطولة (س-ص) في ليبيا، ونال ميداليات برونزية في بطولة "كل اللاعبين العرب" التي أجريت في قطر.

وعند دخولك إلى صالة النادي تلفت انتباهك أصوات ناعمة تطلق صيحات قتالية تبدو غريبة للوهلة الأولى، لكن سرعان ما تتحول الدهشة إلى إعجاب بمدى إتقان تلك الفتيات للعبة، لكن اهتمامهن بالتايكواندو يثير التساؤل والفضول لمعرفة أسباب رغبتهن بلعبة دفاعية تحتاج للقوة مثل التايكواندو؟

هن مجموعة من الفتيات عشقن هذه الرياضة، ودأبن على ممارستها وسط معارضة شريحة واسعة من المجتمع السوداني لها ولغيرها من الرياضات الخشنة. ورغم رفض المجتمع لتعلم الفتيات لعبة التايكواندو إن كان من باب الهواية أو الاحتراف، إلا أن مجموعة الفتيات في النادي لا يرين أي حرج في ممارسة هذه الرياضة ما دمن يحافظن على التقاليد والأعراف المجتمعية.

ورغم حداثة التجربة في السودان والصعوبات التي تعيق انتشار اللعبة الواسع، فإن التايكواندو أصبحت جاذبة لكثير من الفتيات أخيراً، ما أدى إلى ظهور فرق نسائية عدة ساهمت في تقبل بعض أوساط المجتمع لها، ما يعد بمستقبل تشارك فيه النساء في المباريات داخل السودان وخارجه، ويحصدن الميداليات في بطولات عربية ودولية.

وتواظب الفتيات على التمرين ثلاث مرات في الأسبوع جنباً إلى جنب مع شبان شاركوا في العديد من البطولات، واستطاعوا تحقيق النصر لهم ولبلدهم.

وتقول محترفة التايكواندو تفكار فتحي، لـ"العربي الجديد" إن مشاركات السودانيات لاعبات التايكواندو في الخارج تأتي لمجرد المشاركة حتى الآن، ويقف نقص الدعم والتشجيع لهذه الرياضة خلف عدم إحرازهن مراكز متقدمة في البطولات الدولية أو الإقليمية.

وتوضح مريم رمضان، وهي لاعبة تايكواندو محترفة، وحصلت على عدة ذهبيات داخل السودان، وبرونزية خارجها، أن "بعض أفراد المجتمع ينظرون إلى المرأة التي تحترف التايكواندو نظرة سلبية تصفها بأنها خشنة وصاحبة مشاكل". في حين ترى مريم أن "التايكواندو ليس مجرد رياضة بالنسبة للفتيات والنساء، بل وسيلة لتنمية القدرات لها انعكاساتها الإيجابية على الحياة المهنية والشخصية، فالتركيز وسرعة البديهة والإصرار والروح الرياضية صفات إن وُجدت مجتمعة في إنسان يكون بلا شك لاعب تايكواندو".

أما أصغر اللاعبات في النادي، سامية عيد، وعمرها 21 عاماً، تروي لـ"العربي الجديد" قصة تهور أحد الشبان معها وصديقتيها، وقالت :"تلقى درساً موجعاً لن ينساه طوال حياته"، فالعباءات التي كن يرتدينها كانت تخفي تحتها زي التايكواندو، وهذا ما فهمه الشاب متأخراً ودفع نتيجة ذلك، بحسب سامية. 

المساهمون