تنظيف السيارات في موريتانيا... مهنة الفقراء والمتسربين من الدراسة

تنظيف السيارات في موريتانيا... مهنة الفقراء والمتسربين من الدراسة

نواكشوط

أحمد ولد محمد ولد سيدي

avata
أحمد ولد محمد ولد سيدي
11 ديسمبر 2018
+ الخط -
تعد مهنة تنظيف السيارات في موريتانيا إحدى المهن الحرة الحديثة التي استقطبت المئات من الفقراء والعاطلين من العمل، وحتى المتسربين من الدراسة، في ظل ارتفاع البطالة والفقر والتسليم بما وجد من عمل يوفر لقمة العيش.

كاميرا "العربي الجديد" رصدت آراء بعض العاملين بتلك المهنة التي مثلت لهم طوق نجاة يكسبهم المال الذي يسد رمقهم.

وأوضح محمد ولد بلال، أن مهنة تنظيف السيارات شكلت ملاذا بالنسبة له، وأصبح يوفر من خلالها لقمة عيش عائلته مع بعض الاحتياجات القليلة الأخرى، في ظل انعدام أي فرصة عمل بديلة، لكنه في الوقت نفسه يبحث هو وزملاؤه عن مهنة أخرى لزيادة مداخليهم ومواجهة ارتفاع الأسعار وضعف العملة المحلية.

وأكد موسى ولد أمبارك أنه لجأ إلى مهنة تنظيف السيارات بسبب الفقر والبطالة، موضحا أن هذا العمل يقيه من سؤال الناس، ويوفر لعائلته ما يسد الرمق، لافتاً إلى أن هذه المهنة يزاولها يومياً بالقرب من المسجد الجامع، وسط العاصمة نواكشوط.

وأشار ولد أمبارك إلى أنه رجل متقدم في السن لكن ظروف الزمن والمعاناة من الفقر والعوز اضطرته للقدوم من منطقة نائية عن العاصمة طلباً للرزق، مطالبا الجهات البلدية بعدم مضايقة العاملين في المهنة، حتى يتمكنوا من العيش من عرق الجبين.

ورأى الحضرامي ولد المامي أن مهنة تنظيف السيارات مرهقة ومتعبة ودخلها ضعيف، لكنها باتت ملجأ للمتسربين من الدراسة والفقراء الذين عجزوا عن إيجاد أي فرص عمل في ظل انتشار البطالة وتردي الواقع الاقتصادي في البلد.

وأضاف ولد المامي أنه يتحمل حرارة أشعة الشمس الحارقة من أجل توفير معيشة أسر فقيرة يعيلها، لافتاً بحرقة لبعض المضايقات التي يتعرض لها هو وزملاؤه من طرف موظفي البلدية الذين يطردونهم أحيانا ويغرمونهم أحيانا أخرى، مع ضعف الدخل وصعوبة الحصول على عمل بديل.

وطالب ولد المامي سلطات بلاده بعدم مضايقة العاملين في مهنة تنظيف السيارات لأنهم ببساطة يطلبون قوت يومهم ولا يسرقون ولا يتحدثون في الشأن السياسي، فهم مجرد فقراء يعملون بجد لكسب لقمة العيش بكرامة بعيدا عن استجداء الآخرين أو الاتكال عليهم.

وختم ولد المامي بالقول "يجب مساعدة العاملين في مهنة تنظيف السيارات، والكف عن مضايقتهم، إذ يكفيهم ما يعانون من المشاكل والصعاب وعملهم الشاق المحصور في العاصمة نواكشوط".

ذات صلة

الصورة

منوعات

دفعت الحالة المعيشية المتردية وسوء الأوضاع في سورية أصحاب التحف والمقتنيات النادرة إلى بيعها، رغم ما تحمله من معانٍ اجتماعية ومعنوية وعائلية بالنسبة إليهم.
الصورة
عراقي يتحدى إعاقته (العربي الجديد)

مجتمع

لم يستسلم الشاب العراقي مصطفى إسماعيل (30 عاماً) المصاب بالشلل الرباعي لإعاقته، ولا للظروف المعيشية الصعبة المحيطة به، وتمكّن متسلحاً بالإرادة الصلبة من تحقيق حلمه في افتتاح مكتبته الخاصة، أخيراً، في شارع النجفي بمدينة الموصل.
الصورة
المهجر السوري سطام (عامر السيد علي)

مجتمع

تزداد مصاعب السوريين في شمال غربي البلاد، وكأن حرب النظام لا تكفيهم، بل تزيد الكوارث الطبيعية معاناتهم بعد رحلة التهجير القاسية، حتى باتت عائلات بكاملها مجبرة على العمل لأجل تأمين لقمة العيش، في ظل تدني الأجور وقلة فرص العمل، وتفشي الفقر.
الصورة
مخيم شاتيلا (العربي الجديد)

مجتمع

يشهد مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين حركية لا تخطئها العين خلال شهر رمضان، تزيد وتيرتها قبل موعد الإفطار، على الرغم من ضيق الحال ومظاهر الفقر والعوز.