اتفاق تنموي وأمني لمناطق الحدود بين تونس والجزائر

اتفاق تنموي وأمني لمناطق الحدود بين تونس والجزائر

07 أكتوبر 2018
اتفاق مشترك لمواجهة الإرهاب(عبد الرازق خليفي/فرانس برس)
+ الخط -


شدّد محافظو المناطق الحدودية بين تونس والجزائر في لقاء مشترك اختتم اليوم الأحد، في ثكنة العوينة بتونس العاصمة، على "تدعيم التعاون بين البلدين وتنمية المناطق الحدودية وتدعيم الأمن ومقاومة آفة الإرهاب".

ويأتي هذا اللقاء الأول من نوعه بإشراف وزير الداخلية التونسي هشام الفراتي، ووزير الداخلية والجماعات المحليّة والتهيئة العمرانية الجزائري نور الدين البدوي. واختتم اللقاء بتوقيع اتفاقية بين البلدين لتدعيم التنمية والاستثمار في المناطق الحدودية، وتشجيع سكان المناطق الحدودية على البقاء في مناطقهم، خصوصاً أنهم يمثلون الخط الأول في مواجهة تلك الآفة.

وخرج اللقاء بالاتفاق على تنظيم لقاء بين ولاة المناطق الحدودية بالتناوب بين البلدين مرة كل سنة، وإحداث لجنة متابعة للقاءات محافظي المناطق الحدودية تعنى بمتابعة آليات تنفيذ التوصيات، وتنظم اجتماعاتها مرتين في السنة على الأقل، إضافة إلى تبادل الخبرات في مجالات التكوين لمجابهة الكوارث الطبيعية وتبادل المعلومات وإحداث مخططات وقائية مشتركة وعمليات بيضاء.

وشدد الولاة على تدعيم الاستثمار والشراكة، وتنظيم أيام إعلامية للتعريف بالمناطق السياحية، والاستفادة من الخبرات التونسية، وإعداد برامج مشتركة بين البلدين. وأكد وزير الداخلية التونسي هشام الفراتي، أهمية التعاون الأمني بين البلدين، معتبراً أن أمن تونس من أمن الجزائر وهو كل لا يتجزأ. وبيّن أن كسب رهان التنمية يحتم على البلدين تكثيف الجهود وتدعيم جسور التعاون لما يرتقي إلى مستوى العلاقات المتينة.

وقال محافظ جندوبة محمد صدقي بوعون، في تصريح لـ"العربي الجديد"، "إن التنمية حق دستوري وإن حكومة الوحدة الوطنية أنجزت دراسة للشريط الحدودي من جندوبة إلى تطاوين لفك عزلة المناطق الحدودية، وإيجاد بنية تحتية ملائمة وتزويدها بالماء الصالح للشراب"، مشيراً إلى أنه "لا بد من تدعيم المشاريع التنموية بالمناطق الحدودية وتثبيت سكان الشرط الحدودي لأنهم المدافع الأول عن تونس، أولى حلقات صد المجموعات الإرهابية، أي مجموعات الموت التي لا علاقة لها بتونس، ولا بالمجتمع التونسي".

وأكد أن "القوات الأمنية والعسكرية قادرة على دحض كل من تسوّل له نفسه الاعتداء على تونس وعلى أمن المواطنين بالشريط الحدودي"، مضيفا أنّ اللقاء مع ولاة المناطق الحدودية بالجزائر مهم جدا للتنسيق بشأن الملفات الأمنية والتنموية.

وأفاد محافظ جندوبة، بأن التنسيق المحكم بين الجانبين التونسي والجزائري لا بد أن يتدعم أكثر في المجال التنموي، مؤكدا تقديم مقترحات لنظيره الجزائري للعمل على جلب الاستثمارات، والتكوين في المجال السياحي، وإتاحة الفرص للفرق الرياضية لاستغلال مركز التربصات بعين دراهم.

وقال محافظ الكاف منور الورتاني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، "إن اللقاء المشترك بين محافظي المناطق الحدودية هدف إلى التشاور والتباحث حول المشاكل المشتركة، وإيجاد الحلول الملائمة لها من خلال التنسيق بين البلدين، مبينا أن ملفات هامة تتعلق بالإرهاب والتعاون العسكري طرحت في اللقاء، وسبقها تنصيص على التعاون التنموي للحد من ضعف النمو الديمغرافي بالمناطق الحدودية، وتدعيم الخط الحدودي الأمامي من خلال تكثيف التجمعات السكانية، وتشجيع السكان على البقاء في مناطقهم.

وقال محافظ توزر صالح مطيراوي، إن اللقاء الأول الذي يجمع محافظي المناطق الحدودية بين تونس والجزائر سبقته لقاءات ثنائية بين عدد من محافظي المناطق الحدودية، وهو تتويج لاجتماعات سابقة وأعمال مشتركة تهدف إلى رفع مستوى عيش سكان المناطق الحدودية.

وأضاف في تصريح لـ"العربي الجديد" أن تونس والجزائر حققتا نتائج هامة في مكافحة ظاهرة الإرهاب، والجزائر مرت بتجربة مريرة وتمكنت من التغلب عليها. وقال مطيراوي إنّ الجهود متواصلة للقضاء على آفة الإرهاب، وإن تونس نجحت في تحقيق نتائج جيدة في هذا المجال، مشيراً إلى المزيد من التنسيق ومواصلة العمل على المناطق الحدودية، لأن الإرهاب يعشش في المناطق الفقيرة التي تفتقر للتنمية.

وأكد محافظ منطقة الوادي الجزائري عبد القادر بن سعيد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ قيادتي الحكومتين التونسية والجزائرية تواصلان العمل والتعاون، وإن هذا اللقاء هو ثمرة لقاءات ثنائية سابقة وتتويج لاجتماعات ومشاورات عديدة. وأوضح أن الجزائر ستسعى للاستفادة من التجربة التونسية في العديد من المجالات كالسياحة، وسيتم التركيز على دعم التنمية والاستثمار في المناطق الحدودية.