والدة الانتحارية التونسية: ابنتي كانت فريسة الإرهاب

والدة الانتحارية التونسية: ابنتي كانت فريسة الإرهاب

30 أكتوبر 2018
والدة الانتحارية التونسية (أنيس ميلي/ فرانس برس)
+ الخط -


قالت والدة الانتحارية التي قضت في عملية تفجير أمس الاثنين بوسط العاصمة التونسية وخلفت 20 جريحاً إن "ابنتي كانت فريسة الإرهاب" الذي أعدها لتكون أول انتحارية في البلاد.

وبدت والدة الانتحارية منّا قبلة، في حالة صدمة وهي محاطة بجاراتها ولا تكاد تصدق أن ابنتها (30 عاماً) انتحرت. وكانت الانتحارية تعيش مع أسرتها في قرية زردة في منطقة ريفية مهمشة بولاية المهدية (الساحل الشرقي).

وتوجهت الأم المصدومة إلى ابنتها قائلةً "لماذا فعلت بنا هذا؟ ماذا فعلنا لك لتجعلينا نعيش هذه الكارثة؟"، معتبرةً أن ابنتها البكر قامت "بتدمير كامل أسرتها، وخصوصاً شقيقتها وشقيقيها".

ويتساءل الوالدان كيف أن ابنتهما التي كانت تمضي كثيراً من الوقت على حاسوبها ولا تغادر المنزل المتواضع إلا قليلاً، تم تجنيدها لارتكاب الاعتداء. وقالت الأم بحسرة "أوقعوا بها لأنها ساذجة وهشة، رغم أننا عملنا كل شيء لتنهي دراستها. وكانت مدللة".

وأضافت الأم "بعت أرضاً فيها شجر زيتون لكي أشتري لها كما طلبت حاسوباً قبل أربع سنوات"، مشيرةً إلى أنها كانت تخصص وقتها "لإعداد الدكتوراه. ولذا، كانت تنعزل كثيراً في غرفتها للتركيز على دراستها أو إرسال طلبات عمل".

وبحسب الوالدين "لم يكن هناك أي تغيير في طبعها (...) لا شيء كان يشير إلى أنها اعتنقت أفكاراً متطرفة". 

والانتحارية العزباء حصلت على إجازة في اللغة الإنكليزية منذ ثلاث سنوات، لكنها لم تعثر على عمل. وكانت تعيش مع أسرتها وتهتم أحياناً بالأغنام. وأبلغت يوم الجمعة الماضي أمها وخالتها التي تعيش في المنزل أيضاً، أنها تنوي التوجه السبت لقضاء بضعة أيام في سوسة للبحث عن عمل. وعند مغادرتها المنزل صباح السبت الباكر عرض عليها خالها إيصالها حتى موقف الحافلة، لكنها رفضت قائلة إنها تنوي التوجه إلى طبيب في بلدة سيدي علوان التي تبعد سبعة كيلومترات عن قرية زردة، بحسب ما أكد الخال حبيب السعفي.

وقضت الانتحارية يوم الاثنين عند تفجير شحنة تحملها، وأصابت بجروح 20 شخصاً، بينهم 15 شرطياً. وأكدت السلطات أن أحداً لم يصب بجروح خطرة. وأشارت وزارة الداخلية إلى "فعل معزول" ومتفجرات "تقليدية" وإلى أن الانتحارية لم تكن معروفة لدى أجهزة الأمن لا بسوابق عدلية أو أفكار متطرفة.

وعلمت الأسرة بمقتل ابنتها الانتحارية من الشرطة التي أوقفت شقيقيها لاستجوابهما. واعتبر الوالد محمد الذي أصيب الصيف الماضي بجلطة دماغية أن ابنته "لا يمكن أبداً أن تؤذي أحداً، وتم بالتأكيد التلاعب بعقلها". واتهم قادة البلاد بالمسؤولية بسبب "المحاباة وتهميشهم الشباب"، مضيفاً أن ابنته كانت "مثالية ووردة الأسرة وألطف أفرادها".

ورأى المحلل السياسي سليم الخراط أن الانتحارية "تجسد نموذج الشبان المتطرف وأغلبهم من مناطق مهمشة، خصوصاً ريفية، وهم محبطون وبلا أفق رغم دراستهم".

وقالت سعيدة خالة الانتحارية "إذا عاشت لتحصل على هذه النهاية، فإني أفضل ألا تكون ولدت أبدا. رحلت لكن الآن نحن فقط من سيدفع الثمن ومن سيستمر في العيش في الألم".

(فرانس برس)