نازحو مخيم الركبان يترقّبون المساعدات على أبواب الشتاء

نازحو مخيم الركبان يترقّبون المساعدات الإنسانية على أبواب الشتاء

20 أكتوبر 2018
يترقبون وصول المساعدات (Getty)
+ الخط -
يترقّب قاطنو مخيم الركبان وصول المساعدات الإنسانية لتخفيف معاناتهم، مع توقعات بأن تسدّ هذه المساعدات المقدمة من منظمات دولية حاجتهم من الغذاء والطبابة، ريثما يتم إيجاد حل لكسر حصار نظام الأسد عليهم.

ظروف صعبة مع العواصف الغبارية التي تضرب المنطقة الصحراوية خلال هذا الوقت من العام تؤدي إلى هدم البيوت الطينية واقتلاع الخيام من أماكنها، هذا ما يؤكده حسين الخطيب (34 عاما) الذي يقيم في المخيم منذ سنوات، فهذه العواصف تضرب المنطقة بشدة هناك وتكون محملة بالرمال والأتربة مسببة الضرر للنازحين.

ويقول الشاب الثلاثيني لـ"العربي الجديد": "نتلقى وعودا في الوقت الحالي بكسر الحصار عنا هنا في المخيم، وقد بذلت جهود ضخمة من أطراف عدة هنا لإيصال صوتنا ومعاناتنا للمنظمات الدولية والإنسانية لإنقاذنا من المأساة والمعاناة التي نعيشها، لكن متى تصل هذه المساعدات؟ وكيف؟ هذا ما نترقبه بفارغ الصبر، الوضع في انحدار دائم نحو الأسوأ داخل المخيم".

أما الناشط في تنسيقية تدمر، خالد الحمصي، فيوضح لـ "العربي الجديد" أنّ جهات عدة وعدت بتقديم المساعدات لنازحي المخيم، منها منظمة الجمعية الطبية السورية الأميركية "SAMS"، بالإضافة إلى الأمم المتحدة التي ستوصل المساعدات بالتنسيق مع الهلال الأحمر السوري، لكن لم يتم تحديد وقت أو آلية لإيصال تلك المساعدات، وما هي المواد المقدمة ضمنها، وكان الحديث بشكل عام عن مواد إغاثية وطبية سيتم إرسالها للمخيم فقط.

ويضيف الحمصي: "من وجهة نظر الكثير من النازحين في المخيم، إضافة إلى المسؤولين فيه، فإن المساعدات الإنسانية غير الدورية لا تجدي نفعا، وهي مجرد مسكنات ألم فقط للنازحين هناك، تخفف من معاناتهم وتحد من التغطية الإعلامية الحقيقية للوضع الإنساني المتردي داخل المخيم، لذلك أمل النازحين الأول هو وجود طريق مفتوح يمكن أن يحصلوا من خلاله على المواد الإغاثية والإنسانية، مع وجود نقاط طبية دائمة تشرف عليها الأمم المتحدة أو أية جهات رسمية بعيدا عن سلطة نظام الأسد.

وعن الضغوطات التي يتعرض لها نازحو المخيم يشير الحمصي إلى أنّ "نظام الأسد يتعمد استخدام سياسة التجويع والحصار هناك للضغط على الأهالي للاستسلام والتوجه لإجراء تسوية مع النظام في مناطقهم التي نزحوا منها".

من جانبها تتخوف وحيدة أحمد، وهي أمّ لثلاثة أطفال، من المصير المجهول لقاطني المخيم قائلة: "تلقينا الكثير من الوعود بمساعدات إنسانية، وكثيرا ما أخبرونا أن الوضع في المخيم قابل للتحسن ونحن نعيش على هذا الأمل في الحقيقة، وقد تعبنا وسئمنا الوضع الذي نحن فيه، فلم يعد هناك غذاء لأطفالنا، ولم يعد هناك دواء، والنقطة الطبية تستقبل الناس على هوى العاملين فيها، يتم افتتاحها يوما وعشرة أيام تغلق وتمنع وصول الناس إليها".

أما رامي عنتري فيقول لـ"العربي الجديد": "التخوف كبير لدينا هنا كنازحين في المخيم، خاصة أن فصل الشتاء على الأبواب، وفي كل الأحوال ستسوء الأمور وتصبح أكثير تعقيدا، لذلك يجب على الهيئات السياسية السورية الضغط على المنظمات الإنسانية ومجموعات العمل الدولي للتحرك بأسرع وقت ممكن، وليس الاقتصار على الموضوع الإعلامي فقط".

المساهمون