دراسة تكشف انقسامات واسعة في المجتمع البريطاني

دراسة تكشف انقسامات واسعة في المجتمع البريطاني... وتحذير من اليمين المتطرف

17 أكتوبر 2018
تصاعد العداء للإسلام (Getty)
+ الخط -
كشف استطلاع للرأي أجرته منظمة "أمل لا كراهية" البريطانية شروخاً عميقة في المجتمع البريطاني، وفقاً للمستويات التعليمية والعمرية والثقافية، محذرة من صعود متزايد لليمين المتطرف والعداء للإسلام، ما لم يتعامل السياسيون مع دوافع التصويت لصالح بريكست.

وترى المنظمة، في تقريرها المبني على نتائج ست سنوات من استطلاع الآراء، أن أكبر هذه الانقسامات يكمن بين الأفراد المقيمين في المدن متعددة الثقافات وأولئك المقيمين في المدن الصناعية السابقة.

ووجد التقرير ذو الستين صفحة، والمبني على التواصل مع 43 ألف شخص، أن المناطق المائة التي تعارض الهجرة، جميعها تقع في قرى صغيرة أو على أطراف المدن الكبرى، ويقع 93 منها في المناطق الوسطى وشمال إنكلترا. أما المناطق المائة التي تمتلك مواقف أكثر إيجابية من الهجرة والتعددية الثقافية، فكانت جميعها في المدن الكبرى أو قرب الجامعات.

وكشف التقرير أيضاً تحسن الموقف بشكل عام من التعددية الثقافية، إذ ارتفعت نسبة من يرون فائدة الهجرة للمجتمع البريطاني بين 2011 و2018 من 40 إلى 60 في المائة.

إلا أن هذه الميول كانت عكسية تجاه الإسلام. فبينما يعكس التقرير تحسن النظرة العامة للإسلام 2011-2016، إلا أن النزعة انعكست بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية عام 2017، إضافة إلى التغطية الإعلامية التي رافقت عدداً من القضايا الجنسية في مناطق مثل روذرهام.

وكشف آخر استطلاعات الرأي الذي أجرته المنظمة في يوليو/ تموز وشمل 10 آلاف شخص أن 32 في المائة يعتقدون بوجود مناطق مسلمة "محظورة" في بريطانيا وتحكمها الشريعة الإسلامية، وهي وجهة نظر يتبناها 49 في المائة ممن صوتوا لصالح بريكست.

وفي محاولة لتحديد أماكن انتشار المشاعر اليمينية المعادية للمسلمين، اعتمدت المنظمة على المناطق التي دعمت العريضة المطالبة بالإفراج عن اليميني المتطرف طومي روبنسون. ووجد التقرير علاقة وطيدة بين المناطق المحرومة اقتصادياً والمرتبطة بتصويت بريكست والمعارضة للهجرة بشكل عام. وأكد على أن معاداة الاتحاد الأوروبي والإسلام "قضيتان مرتبطان بالنسبة لكثيرين".

ويضيف التقرير أن مغادرة الاتحاد الأوروبي لن تحل المشكلة، بل إن هناك حاجة للتعامل مع الأسباب التي تدفع المناطق المحرومة في القرى والضواحي إلى العداء للمهاجرين وكراهية التغيير. ويشير التقرير إلى أن تخفيض أعداد المهاجرين لوحده لن يحل المشكلة، كون معارضي الهجرة يقطنون في أماكن لا يعيش فيها المهاجرون.

ويرى التقرير أن المجتمعات المحرومة ترى الهجرة جزءاً من قصة حول عدم رضى هذه المجتمعات عن أوضاعها، إذ ينتهي بها الأمر إلى تبني ما تردده وسائل الإعلام عن المهاجرين، وخاصة أنها تتلقّى معاملة تفضيلية في الخدمات العامة. فأفرادها يرون أنهم مهملون وأن المؤسسات الحكومية تخلت عنهم لصالح العناية بالقادمين الجدد إلى المدن.

ويخلص التقرير إلى أنه للتغلب على هذا التوجه نحو اليمين، يجب تمكين الشباب البريطاني وتزويده بالمهارات اللازمة لينافس بفعالية أكبر في إطار العولمة، وبشكل أساسي، منحهم أملاً في المستقبل.

ويشير التقرير أيضاً إلى شرخ بين المسنين والشباب، وهو ما عكسه تصويت بريكست أيضاً، إذ لا يرى الشباب الهجرة مشكلة وطنية أو يقلقون من التطرف الإسلامي، كما هو حال المسنين.

كما أن التعليم يشكّل الفارق الثالث في بريطانيا، حيث يميل الحاصلون على شهادات جامعية إلى رؤية الهجرة في صالح البلاد (76 في المائة) مقابل 45 في المائة ممن أتموا تعليمهم عند عمر 16 عاماً.

وأخيراً يرى التقرير أن سكان المدن عادة ما كانوا متفائلين بالمستقبل، وانعكس هذا التوجه بعد تصويت البلاد لصالح البريكست، إذ يرى 71 من مؤيدي البقاء في الاتحاد الأوروبي المستقبل بنظرة سلبية مقابل 35 في مؤيدي الخروج من الاتحاد، وذلك بعد مرور عامين على التصويت.