وقف إحراق جثة جزائري عثر عليه ميتاً في مارسيليا

وقف إحراق جثة جزائري عثر عليه ميتاً في مارسيليا

16 يناير 2018
ضحية الهجرة غير الشرعية من الجزائر إلى أوروبا (Getty)
+ الخط -

كشف القنصل العام الجزائري بمارسيليا الفرنسية، بوجمعة رويبح، اليوم الثلاثاء، أنه تم منع تنفيذ قرار بحرق جثة جزائري عثر عليه ميتا في شقته، بأمر من وكيل الجمهورية الفرنسية.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن رويبح، أن "قرار إحراق الجثة تم تبريره بكون المتوفى، ويدعى حسين حسن، حاملاً للجنسية الفرنسية من أصول ليبية، وأنه عثر عليه ميتا بمنزله، وليست له أسرة في مارسيليا، في حين أنه في الحقيقة رعية جزائرية".

وكان بحوزة الراحل دفتر عائلي وجواز سفر كرعية فرنسية سلم له يوم 2 يونيو/حزيران 2016، وشهادة إقامة تم تسليمها له في 2015 لمدة 10 سنوات، بصفته لاجئاً ليبيّاً مولوداً في 1 فبراير/شباط 1971، في منطقة بريغة التابعة لمدينة سرت الليبية، ومتزوجاً من دادي عائشة، غير أن تحريات الشرطة الفرنسية أظهرت تناقضات وعدم تطابق في الوثائق التي عثر عليها بمنزله.

وتعود القصة الى الصيف الماضي عندما أكد مواطن جزائري كان على صلة بالمتوفى للقنصل العام الجزائري في مارسيليا، أن الأمر يتعلق برعية جزائري مولود في مدينة وهران يوم 7 يونيو/حزيران 1977 واسمه الحقيقي "ن- م"، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية.

واستنادا إلى هذه المعلومة شرع القنصل العام في اتصالات مع السلطات الفرنسية من أجل وقف أو تأجيل تنفيذ قرار وكيل الجمهورية بحرق الجثة، لتمكينه من القيام بأبحاث في الجزائر حول الهوية الحقيقية للراحل.

وأوضح القنصل أنه تفاوض لمدة ساعتين مع وكيل الجمهورية قبل اقتناعه، وبعد موافقته على تأجيل القرار لبضعة أيام، تم التواصل مع والي وهران غرب الجزائر، والحصول على شهادة ميلاد المتوفى وهوية والديه، ثم تسليم الوثائق لوكيل الجمهورية الفرنسي، لكنها كانت غير كافية بسبب غياب البصمات لتحديد الهوية، والتأكد أن الجثة لجزائري دخل إلى فرنسا بطريقة غير قانونية وليس لرعية ليبي.

ولاحقا حصلت السلطات الجزائرية على بطاقة هوية قديمة للراحل صادرة تظهر فيها بصماته، غير أن البصمة كانت في حالة تلف مما لم يساعد على التوصل إلى تحديد هوية الجثة، حيث رفض القاضي المكلف بالتحقيق إرسال الجثة إلى الجزائر لإجراء فحص الحمض النووي مع أحد والديه، مما دفع إلى استقدام والدته إلى فرنسا، حيث تعرفت بمجرد وصولها إلى مارسيليا على ابنها، كما أكدت تحاليل الحمض النووي هويته الجزائرية.

ووفق التأكيدات والوثائق والتحليل، تمت إعادة جثمان المواطن الجزائري إلى بلاده، ودفنه بمدينة وهران، بعد إنقاذ الجثة من الحرق.