المرابط المسن أبو بكر الشيمي يتمنى الشهادة في الأقصى

المرابط المسن أبو بكر الشيمي يتمنى الشهادة في الأقصى

16 يناير 2018
الشيمي لن يتراجع عن نصرة الأقصى(فيسبوك)
+ الخط -
لا ينفك المسن الفلسطيني أبو بكر الشيمي، من قرية المكر، قرب عكا، داخل فلسطين المحتلة عام 1948، يقارع شرطة الاحتلال وجنوده، سواء في داخل ساحات الأقصى أو عند بواباته وفي شوارع البلدة القديمة من القدس. ويتصدر الشيمي المشهد اليومي في مقارعة المستوطنين مقتحمي المسجد الأقصى والتصدي لهم، رغم ما يناله من الضرب والاعتقال والإبعاد عن الأقصى وملاحقة جنود الاحتلال له من حارة إلى حارة ومن زقاق إلى زقاق.


يمضي الشيمي البالغ من العمر سبعين عاما، أوقاته متنقلا بين قريته الوادعة قرب عكا والقدس القديمة. يرابط في مسجدها وعلى بواباته ويساند المرابطات ويدافع عنهن في كل مرة يتعرضن فيها للاعتداء والاعتقال من قبل جنود الاحتلال، معرضاً نفسه أيضا لإجراءات الاحتلال من ضرب واعتقال.

ويقول لـ"العربي الجديد"، إنه يرابط في القدس والأقصى حتى آخر يوم في حياته، لا يهمه ولا يضيره ما يفعله الاحتلال ويما يمارسه بحقه. ويضيف "كيف لي أن أقف دون حراك وأنا أرى نساءنا وأخواتنا في القدس يعتدى عليهن وتمس كراماتهن؟ كيف لي أن أصبر على رؤية المستوطنين وجنود الاحتلال وهم يدنسون المسجد الأقصى وينتهكون حرماته؟ في سبيل الدفاع عن الأقصى تهون كل المخاطر، ويهون عليّ الأذى. لكنني لن أتوقف عن رسالة الرباط التي بشرنا بها الرسول محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم".

لا يخفي الشيمي، وقد ناله كثير من أذى جنود الاحتلال، رغبته في الارتقاء شهيدا في ساحات الأقصى أو على أبوابه. وإن لم تتحقق أمنيته في الشهادة فيه، ففي القدس وشوارعها التي تلاصق المسجد وتجاوره.

وتابع الشيمي "يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)، ونحن كأهل هذه البلاد أقرب الناس إلى الجنة إن أدركنا وعلمنا ما المطلوب منا. بالنسبة لي تفرغت في سن السادسة والخمسين للتزود للآخرة عبر القدس والمسجد الأقصى، وأسأل الله أن أختم حياتي شهيدا في الأقصى".

الشيمي لا يرضخ لعنف المحتل (فيسبوك) 



لم يترك هذا المسن الفلسطيني القادم من وطنه المحتل عام 1948، مناسبة للرباط إلا وشارك فيها. كان حضوره لافتا في هبّة الأقصى الأخيرة في شهر يوليو/تموز من العام المنصرم، وبدا مألوفا لكثيرين من أهل المدينة المقدسة وخارجها بلباسه ولحيته الطويلة وضياء وجهه، كما يقول كثيرون عرفوه وتعرفوا إليه، حتى لدى جنود الاحتلال الذين لطالما وقفوا كالجدار أمامه يحولون بينه وبين الدخول للأقصى، ولا يتورعون عن استهدافه بالدفع العنيف والضرب. وكان بالنسبة لهم، ومنهم ناطقون بالعربية من قرى وبلدات فلسطين المحتلة لكنهم يخدمون في جيش الاحتلال، مصدر استفزاز يثير أعصابهم بهتافاته وتكبيراته وتقدم صفوف المرابطين والمرابطات.



يرى الشيمي أن "هبّة يوليو الماضي، مرحلة تاريخية مهمة في كفاح المقدسيين وفي دفاعهم عن مدينتهم المقدسة، حيث أظهر الجميع هنا رباطا مستميتا لحماية مسجدهم ومنع الاحتلال من فرض واقع جديد عليه، كما أظهروا تكافلا غير مسبوق ووحدة داخلية تجلت في هذا الحضور اليومي الحاشد، وفي تحمل أخطار المواجهة مع الاحتلال، وهي مواجهة توجت بانتصار المرابطين المقدسيين في معركة فشل الاحتلال بفرضها علينا جميعا".

المرحلة الحالية التي تمر بها القدس والأقصى تقلق كثيرا المرابط أبو بكر الشيمي، وهو يعتقد بأن "بعض الأنظمة العربية تتآمر حاليا على القدس والأقصى وعلى مقاومة شعب فلسطين".

الشيمي يؤكد الحق بالصلاة في الأقصى(فيسبوك) 



يقول: "أكبر عاصمة أخي الكريم – في إشارة إلى النظام المصري – تتحين الفرصة للانقضاض على كل شيء اسمه مقاومة، وتجند باقي الأنظمة للاصطفاف معها، وأولها السلطة الفلسطينية، سواء من خلال استغلال معاناة مواطني قطاع غزة على المعابر مع مصر، والضغط في موضوع المصالحة، وكذلك ممارسة ضغوط حياتية على المواطنين في ما يتعلق برواتب الموظفين، وفي الانقطاع المستمر للكهرباء، وكل ذلك تحضيرا للمعركة القادمة التي تهيئ لها الأنظمة الخائنة".

في سياق متصل، يرى الشيمي أن "قضية فلسطين لا يمكن أن تحل من خلال مفاوضات الجانب الفلسطيني مع الاحتلال، والسلطة للأسف تورطت في هذه المفاوضات، وهي لا تستطيع الآن الفكاك منها أو التراجع عنها، ومع ذلك فإن الشعب الفلسطيني ما عاد ينضحك عليه حتى لو استشهد كل أبنائه".

صار وجهاً معروفاً يترصده جيش الاحتلال(فيسبوك) 



القدس والأقصى بالنسبة للشيمي قبلته الأولى والأخيرة التي سيظل مرابطا بها. بدأ حديثه لـ"العربي الجديد" عن رباطه المستمر، وختمه بالتأكيد على أنه باق على عهده مع الأقصى حتى يرتقي شهيدا – كما قال – فتلك أمنيته.

المساهمون