الاتحاد الأوروبي و"الفاو" يوحدان جهودهما للحد من هدر الأغذية

الاتحاد الأوروبي و"الفاو" يوحدان جهودهما للحد من هدر الأغذية وميكروبات الأدوية

30 سبتمبر 2017
يهدر في أوروبا 88 مليون طن من الأغذية سنوياً(Getty)
+ الخط -

اتفق المفوض الأوروبي لسلامة الأغذية فيتينيس أندريوكايتيس، والمدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) جوزيه غرازيانو دا سيلفا، على ضرورة تعزيز التعاون بينهما لمواجهة مشاكل هدر الأغذية، وسلامة الغذاء، ومقاومة الميكروبات للأدوية.

وفي خطاب النوايا الذي تم التوقيع عليه، الجمعة، تعهدت الفاو والاتحاد الأوروبي بالعمل معا بشكل وثيق لخفض هدر الأغذية للفرد بمعدل النصف بحلول عام 2030، وهو أحد أهداف التنمية المستدامة، كما يلتزم الطرفان بموجب الخطاب بتكثيف التعاون لمعالجة انتشار مقاومة الميكروبات للأدوية في المزارع والنظم الغذائية.

وفي كلمة له قال المفوض الأوروبي أندريوكايتيس: "يعدّ فقد الأغذية وهدرها تبديدا غير مقبول للموارد الشحيحة ويزيد من انعدام الأمن الغذائي، في حين أن مقاومة الميكروبات للأدوية تشكل عبئا اجتماعيا واقتصاديا جسيما"، مضيفا:" لقد أصبحنا بموجب هذا الاتفاق أكثر اتحادا وكفاءة، وقدرة استراتيجية على معالجة هذه القضايا، وعليه ينبغي لنا الاحتفال بهذا الاتفاق".

من جانبه وصف دا سيلفا مقاومة الميكروبات للأدوية بأنها مصدر قلق عالمي، مضيفا "للأسف فإن استخدام المضادات الحيوية منتشر، بما في ذلك استخدامها لتحفيز النمو".

وأشار إلى رؤية الفاو بأن استخدام المضادات الحيوية وغيرها من مضادات الميكروبات يجب أن يقتصر على علاج الأمراض، وفي بعض الحالات، لمنع حدوث أوبئة، وأنه يجب ألا تستخدم لتحفيز النمو.


وأضاف: "الدول الأوروبية تحرز تقدما كبيرا في خفض استخدام مضادات الميكروبات في الزراعة، وتجاربها تدعم بقوة عمل الفاو، خاصة في تشجيع أنشطة التعاون التقني في الدول النامية".

وأوضح غرازيانو دا سيلفا أن فقد وهدر الأغذية مرتبط بالعديد من جوانب التنمية المستدامة، مشيراً إلى أهمية إقامة الشراكات القوية، كالشراكة بين الفاو والاتحاد الأوروبي، لمعالجة هذه المشكلة.

ووفقا لتقديرات الاتحاد الأوروبي، يهدر في أوروبا وحدها حوالي 88 مليون طن من الأغذية سنويا، وتقدر التكاليف المرتبطة بذلك بنحو 134 مليار يورو.

ومن ناحية اخرى ساهم تزايد استخدام وسوء استخدام الأدوية المضادة للميكروبات في كل من الرعاية الصحية البشرية والحيوانية في زيادة عدد الميكروبات المسببة للأمراض التي تقاوم الأدوية المستخدمة لعلاجها، مثل المضادات الحيوية.

وهذا ما يجعل مقاومة الميكروبات للأدوية خطرا متناميا قد يؤدي إلى وفاة 10 ملايين شخص سنويا ويكبد الاقتصاد العالمي خسائر تزيد عن 100 مليون دولار بحلول عام 2050، وفقا لبعض الدراسات. وبالإضافة إلى المخاطر التي تشكلها مقاومة الميكروبات للأدوية على الصحة العامة، فإن لها انعكاسات على سلامة الأغذية والرفاه الإقتصادي لملايين الأسر الزراعية في جميع أنحاء العالم.

وتعكس الشراكة التي أبرمت بين الفاو والاتحاد الأوروبي تقاطع أولويات الجانبين في مجال سلامة الأغذية والأمن الغذائي.

وتقود الفاو جهداً دولياً لتحسين المقياس العالمي لفقد وهدر الأغذية، بما في ذلك نشر "المؤشر السنوي العالمي لفقد الأغذية"، فيما تعمل المفوضية الأوروبية على وضع منهجية لقياس هدر الأغذية كجزء من "خطة العمل للاقتصاد الدائري" التي وضعتها. 

وقد اعتمدت المفوضية الأوروبية في يونيو/حزيران خطة عمل جديدة للاتحاد الأوروبي بشأن الميكروبات المضادة للأدوية ترتكز على نهج "صحة واحدة" وتتماشى مع خطة العمل العالمية لمنظمة الصحة العالمية بشأن الميكروبات المضادة للأدوية وخطة عمل الفاو بشأن مقاومة الميكروبات للأدوية خلال الفترة من 2016 حتى 2020 والتي تركز بالتحديد على معالجة المشكلة ضمن السلاسل الغذائية.


(العربي الجديد)