مسنات غزة يتضامَنّ مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال

مسنات غزة يتضامَنّ مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال

25 سبتمبر 2017
تضامن مع الأسرى في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -




جلست السبعينية الفلسطينية أم ناهض، والدة الأسير ناهض حميد، المحكوم 20 عاماً، بين أقرانها من أمهات الأسرى والمتضامنات وسط ساحة الصليب الأحمر، غربي مدينة غزة، وقد رفعن صور أبنائهن وشعارات تطالب بالإفراج عنهم، وإنهاء معاناتهم المتواصلة منذ عشرات السنوات.

التقدم في السن، والأمراض التي أصابت الفلسطينية المُسنة ورفيقاتها من أمهات الأسرى والمتضامنات، لم يمنعهن من مواصلة التضامن مع الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، ولسان حالهن يقول "سنواصل رفع صور الأسرى، والتضامن معهم لآخر يوم في عمرنا".

وتوضح أم ناهض لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اختطفت ابنها ناهض من مدينة بيت حانون، شمال قطاع غزة، فجر يوم 12 يونيو/حزيران 2007، وأنها واصلت التضامن معه منذ ذلك التاريخ، على الرغم من حالتها الصحية المتردية.

لم تكن أم ناهض المُسنة الوحيدة المشاركة في فعاليات دعم الأسرى الفلسطينيين، إذ تشاركها مجموعة من النساء، اللاتي بدا عليهن الإرهاق، وكست التجاعيد ملامح وجوههن التي تتوق لحرية أبنائهن، وحملن الصور بأيدٍ مرتجفة تنتظر لحظة العناق.

تقول المُسنة أم نضال (74 سنة)، والدة الأسير نضال البرعي، المحكوم 30 عاماً، قضى منها نحو 22 عاماً، إنها تشارك في الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى داخل الصليب الأحمر "أشعر بالتعب أحيانا، لكنني أصر على المشاركة، فمشاركتنا تعني الكثير للأسرى، وتساهم في رفع روحهم المعنوية. نحن أمهات أسرى، ولا يمكن لقلوبنا أن تهدأ حتى نرى أبناءنا وقد تنسموا هواء الحرية".

وتوضح لـ"العربي الجديد"، أن أمهات الأسرى والمتضامنات سيواصلن تضامنهن رغم كل الصعوبات، مضيفة: "نناشد صاحب كل ضمير حي للوقوف بجانب الأسرى، كذلك نطالب القيادة الفلسطينية بوضع قضيتهم على سلم الأولويات، وعدم ترك الأسرى وحدهم".

أما والدة الأسير ضياء الأغا، والمحكوم مدى الحياة، فتوضح أن ابنها سيدخل بتاريخ 10 أكتوبر/ تشرين الأول، عامه السادس والعشرين في الأسر، وتشير إلى أنها تعتبر التضامن مع الأسرى "مقدسا" ولا يمكنها التخلف عنه مهما كانت الظروف، حيث بدأت التضامن منذ اعتقال نجلها الأكبر عزام عام 1990.

وتبين الأغا لـ"العربي الجديد"، أهمية الاعتصامات والفعاليات في تفعيل قضية الأسرى محلياً وعربياً ودولياً، مضيفة: "نريد أن نقول للعالم إن هناك أسرى، خلفهم أهالي وشعب يطالب بحريتهم، لذلك نطالب الجميع بالالتفاف حول قضية الأسرى، ومساندتها، خاصة في ظل حالة التضامن الضعيفة شعبياً ورسمياً".



أما الأسيرة المحررة ريا الرجودي، من معسكر المغازي، وسط قطاع غزة، فتقول إنها بدأت التضامن مع الأسرى بعد خروجها من السجون الإسرائيلية، إذ حكم عليها 20 عاماً، قضت منها 3 سنوات، كانت الأصعب في حياتها، لدرجة أنها لم تفكر في الزواج إلى أن دخلت في العقد السابع من عمرها، مضيفة: "لا يمكن للسجن أن يستمر، حكم على عدد من رفاقي مؤبدات كبيرة، ومدى الحياة، لكنهم خرجوا".

بينما تقول رفيقتها الأسيرة المحررة هند أبو عمشة (75 عاماً)، من مدينة بيت حانون، شمال قطاع غزة، إنها تشارك في الاعتصامات الخاصة بالأسرى لأنها جربت الأسر ومرارة الاعتقال، مضيفة: "مساء كل أحد، أتناول عدة أنواع من العقاقير المسكنة حتى أتمكن من المشاركة في الاعتصام الأسبوعي الخاص بالأسرى".

من ناحيتها، تقول المتضامنة أم إبراهيم (78 عاماً)، والدة الأسير المحرر إبراهيم بارود، الذي أمضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي 27 عاماً، إنها بدأت التضامن منذ عام 1983، حين بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتقال زوجها وأولادها إبراهيم ومحمد وبكر وزكريا.

وتوضح أن حالة التضامن شعبياً ورسمياً قبل الانقسام الفلسطيني كانت جيدة، وكانت الفعاليات أكثر قوة وتأثيراً من الوقت الحالي، مضيفة: "عاصرت بداية الاعتصام، حين كنا مجموعة صغيرة من أمهات الأسرى، حتى أمر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بتغطية فعالياتنا إعلامياً، ما ساهم بتفعيل القضية، وترسيم الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى".

وتشير بارود إلى أنها استمرت بالتضامن مع مجموعة من المتضامنات حتى بعد تحرير أبنائهن وأزواجهن من الأسر، رغم ظروفهن الصحية السيئة، وذلك إيماناً منهن بالآثار الإيجابية التي تحدثها حالة التضامن، إذ تعطي الأسرى دفعة قوية لمواجهة الصعوبات داخل الزنازين.

وتبين أن الأسرى الفلسطينيين اعتقلوا دفاعاً عن الأرض والوطن والإنسان، وعن كرامة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، مختتمة حديثها بتوجيه رسالة للأسرى: "أهديكم ألف سلام، نحن معكم وخلفكم دائماً، شعبكم لم ولن ينساكم، وسيستمر في التضامن معكم حتى تنالوا الحرية".




المساهمون