تزيين كابول بعد تنظيفها من النفايات

تزيين كابول بعد تنظيفها من النفايات

14 سبتمبر 2017
المشروع يشغّل مئات الأفراد (العربي الجديد)
+ الخط -
قبل عامين كانت كابول، عاصمة أفغانستان، تواجه الكثير من الملفات الاجتماعية والبيئية، وكانت النفايات المنزلية أكبر قضية في العاصمة، إذ كانت تنتشر في كلّ أرجاء المدينة وتنشر الأمراض والأوبئة، لكن بعد مضيّ عامين حلّت المشكلة بعدما وظفت الحكومة طاقم نظافة نسائياً ووضعت خطة للتصدي للمعضلة. كذلك، عملت كثيراً لحلّ مشكلة الصرف الصحي، لتصل إلى مرحلة تزيين شوارع العاصمة.

على الرغم من مشكلة النفايات في بعض مناطق كابول خصوصاً النائية منها، إلاّ أنّ المشكلة قد حلت إلى حد كبير. وذلك بفضل الخطوات التي اتخذتها بلدية العاصمة خلال الفترة الماضية. يشير المسؤول في البلدية دلاور خان إلى أنّ "مشكلة النفايات كانت المشكلة الأساسية وقد أثيرت عدة مرات في البرلمان وفي الأروقة المختلفة، لكنّ البلدية بفضل الخطوات الجادة تمكنت من حلها خلال فترة قصيرة، كما ساهمت في ذلك بعض الشركات الخاصة".

يضيف أنّ "المعضلة الأساسية في السابق هي اعتماد الحكومة على الخطوات المؤقتة، إلى جانب الفساد المالي في البلدية، حيث كان عدد كبير من أفراد طاقم النظافة وهميين، بالتالي كانت الرواتب تصرف لكن من دون إنجاز العمل. وبعدما بدأت البلدية بالعمل تحت مراقبة مسؤولين على الخطط الفعالة استطعنا أن نحل المشكلة، وما زلنا نراجع الخطط كي نجد حلاً مستداماً".




من بين خطط الحكومة لأجل تنظيف العاصمة توظيف الطاقم النسائي، فيعمل الرجال في المساء، بينما يعمل الطاقم النسائي في النهار. المشروع وفر فرصة العمل لعشرات النساء، جلهن أرامل، كما أسهم في تنظيف المدينة. يقول دلاور خان إنّ مشروع التنظيف كان ذا هدفين هما القضاء على النفايات المنزلية التي كانت تملأ الشوارع وتنشر الأمراض، وتوفير فرصة عمل لمئات الرجال والنساء، وبالتالي إعالة مئات الأسر.

بينما كان تركيز البلدية في المرحلة الأولى على تنظيف العاصمة من النفايات المنزلية وإيجاد حلول مناسبة لها، كان التركيز في المرحلة الثانية على مشكلة الصرف الصحي ومياه الأمطار التي كانت تقف في شوارع العاصمة وداخل المنازل. وكانت الحكومة السابقة تعتمد على الخطوات المؤقتة، كما يقول دلاور خان، كنقل وإخراج المياه عبر الحاويات بعد هطول الأمطار وهو ما كان سبباً للفساد المالي في البلدية. لكنّ الحكومة الحالية اعتمدت على خطة متكاملة من خلال بناء وتصميم المجاري وتنظيفها بشكل دائم. كذلك، حفرت مجاري كبيرة تحت الأرض على غرار الأنهار الصغيرة كي تجمع فيها المياه ثم تخرج من العاصمة إلى الأقاليم المجاورة وتصب في أنهارها.

يقول سباوون خان الذي يترأس أحد المجامع الشعبية في العاصمة إنّ ما تفعله البلدية حالياً ولو بشكل بطيء أساسي، مشيراً إلى أنّه وعلى الرغم من أنّ المشروع لم يكتمل لأنّ المجاري الكبيرة ما زال العمل عليها متواصلاً ويحتاج إلى أشهر عديدة، لكن بفضل خطوات أخرى لم تحصل مشكلة خلال هطول الأمطار الأخيرة.

يشيد سباوون خان بدور البلدية وبخططها الأساسية كما يشيد بدور الحكومة لأنّها قضت إلى حد ما على الفساد، فقد كان عدد كبير من أفراد طاقم النظافة وطاقم الصرف الصحي وهمياً، إذ كانت الأوراق تضم مئات الأفراد بينما في الواقع كان عدد طاقم النظافة والعاملين في نظام الصرف الصحي ضئيلاً.

ولم تكتفِ البلدية في المرحلة الثانية بالتغيرات في نظام الصرف الصحي، بل كذلك دشنت مشروعاً لتزيين العاصمة كابول من خلال طلاء الأرصفة الجانبية للشوارع والجدران الإسمنتية على امتداد الطرقات باللونين الأحمر والأبيض.

هذا المشروع وإن كان بسيطاً وبطيئاً لكنّه يعطي الأمل لسكان العاصمة، بحسب نور الله، وهو طالب جامعي. يتوقع أن تطلق بلدية كابول في المستقبل مشاريع أكبر تغير حال المدينة وتجعلها مدينة جميلة وأنيقة كجمال طقسها.



المشروع وعلى الرغم من بساطته يعطي الأفغان الأمل فهو كذلك يوفر فرصة عمل للمئات إذ يعمل هؤلاء في كلّ ناحية من نواحي العاصمة ويتقاضون مستحقاتهم من البلدية يومياً. يقول ظريف حيدري، وهو أحد العمال في مشروع طلاء الأرصفة والجدران: "كنت أقف عند جوانب الطرقات للبحث عن العمل اليومي، فأوفق في بعض الأحيان ولا أجد عملاً في معظمها. الآن مع توظيفي في هذا المشروع بات عملي مستقراً إلى حد ما، إذ أخرج في الصباح من المنزل وليس لدي خوف من عدم العثور على العمل، لكنّ المشكلة أنّ المشروع سيستمر عدة أسابيع وسينتهي بعد ذلك لنرجع إلى الحالة التي كنا فيها".

إلى جانب تزيين أطراف الشوارع، أطلقت البلدية مشروعاً كبيراً لطلاء الواجهات الخارجية للمنازل في أحياء كابول والقرى التي تقع في جبالها، واختيار ألوان مختلفة، ونصب الفوانيس الكبيرة فيها لكي تقدم منظراً جميلاً للزائرين. لكنّ مشكلة المشروع أنّه بطيء للغاية وقد أوقفته البلدية من دون استكماله في بعض الأحياء والقرى لأسباب غير معروفة، ما أثار استياء السكان بعد طلاء منازل بعضهم من دون آخرين.

المساهمون