15 ألف مدني يحاصرهم النظام و"داعش" في عقيربات السورية

15 ألف مدني يحاصرهم النظام و"داعش" في عقيربات السورية

24 اغسطس 2017
حصار ودمار في عقيربات السورية (فيسبوك)
+ الخط -




يعيش أهالي بلدة عقيربات، في ريف حماة الشرقي، أوضاعاً إنسانية صعبة تحت وقع معارك طاحنة تدور بين قوات النظام السوري وتنظيم "داعش" الذي يسيطر على المنطقة، وتفرض قوات النظام حصاراً كاملاً يحرم المدنيين من فرص النجاة، وسط غارات يومية مكثفة تودي بحياة عشرات المدنيين.

وتقدر مصادر محلية وجود نحو 15 ألف محاصر في عقيربات والقرى المحيطة بها، معظمهم من النازحين، ووجه المجلس المحلي للبلدة وريفها نداءً إنسانياً للمنظمات الدولية والمحلية المعنية بحقوق الإنسان لفتح ممرات إنسانية لمئات العائلات المحاصرة، مشيراً إلى افتقار المنطقة إلى المواد الغذائية الأساسية، خاصة الطحين، مع وجود تهديد حقيقي بانقطاع المياه بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل مضخات المياه.

وأكد المجلس في بيان، أن الطائرات الروسية والسورية تستهدف قوافل النازحين الذين يحاولون الفرار من جحيم قصف لا يهدأ ليلاً ونهاراً، حتى بات المواطنون غير قادرين على النزوح من المنطقة المحاصرة بشكل كامل، مشيراً إلى أن انعدام الرعاية الطبية يضاعف أعداد الضحايا.

وارتكبت طائرات روسية وسورية، أمس الأول الثلاثاء، مجزرة راح ضحيتها نحو 70 مدنياً من تجمعات للنازحين في قرى الرويضة والمستريحة التابعة لبلدة عقيربات، وأوضح يمان محي الدين، وهو من أبناء عقيربات، أن "ضحايا المجزرة كانوا من العائلات التي كانت تحاول الفرار من المنطقة عبر طريق (حسيا) الذي يصل عقيربات بدير الزور والرقة، إلا أنهم تعرضوا للاستهداف ما أوقف محاولات النزوح".

وأضاف "وجود عقيربات تحت سيطرة تنظيم الدولة يضاعف معاناة المدنيين فيها، فهناك من يبرر القصف عليها متناسياً وجود أبرياء وأطفال ونساء بحجة محاربة التنظيم، وهي تفتقر لوجود أي نشاط إعلامي داخلها يوثق ما يحدث من مجازر وانتهاكات كل يوم، وذلك بسبب ملاحقة داعش للناشطين وانقطاع شبكة الهاتف والإنترنت".

ويقول كمال، وهو من أبناء المنطقة: "أحاول منذ يومين التواصل مع أهلي المحاصرين، ولا أتمكن من ذلك، هناك قصف يومي مكثف من أكثر من شهرين، ودمر القصف جميع الأفران، وما زال يوقع العشرات من الضحايا الذين لا نسمع عنهم كل يوم، لا يوجد في كامل الناحية أي مراكز رعاية طبية، كل البضائع والمواد الغذائية كانت تصل من الرقة، وقد توقف وصولها".

وتعد عقيربات من أولى المناطق التي سيطر عليها التنظيم في ريف حماة عام 2014، وتضم المنطقة المحاصرة مركز الناحية إضافة إلى 60 قرية لا يزال عدد كبير منها مأهولاً، وكان يعيش فيها قبل الحرب نحو 75 ألف مدني، وشهدت حركات نزوح مستمرة طوال السنوات الماضية، كانت آخرها فرار مئات العائلات من المدينة باتجاه ريف إدلب مع بدء العمليات العسكرية وقبيل إحكام الحصار، إلا أن الآلاف لا يزالون عالقين اليوم وسط الحصار.