ثروت سامح... "جوليو ريجيني" النسخة المصرية

ثروت سامح... "جوليو ريجيني" النسخة المصرية

25 يوليو 2017
ثروت سامح (تويتر)
+ الخط -




منذ أيام، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، قصة شاب عُثر عليه مقتولًا ومُلقى به على جانب طريق الفيوم الصحراوي. وأفادت الأنباء المتداولة عنه، بأن اسمه ثروت سامح، وقد اختفى قسريًا منذ فترة، قبل أن يتأكد أهله من اعتقاله من قبل قوات الأمن المصرية.

وقالت الناشطة السياسية المصرية، منى سيف، إن تفاصيل القصة تشبه قصة جوليو ريجيني، الباحث الإيطالي الذي قتل في مصر إبّان ذكرى ثورة 25 يناير/كانون الثاني العام الماضي، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية. ريجيني كان في مصر، يُتابع دراساته الجامعية للحصول على الدكتوراه حول الاحتجاجات في دول الربيع العربي.

وأضافت سيف "ثروت سامح، اعتقل من يومين والمفروض أخدوه على قسم تاني أكتوبر، لكن القسم أنكر وجوده واختفى يومين. ثم وجده الناس جثمانا مرميا في الشارع، وعليه شبه آثار التعذيب، صوروا الجثمان ورفعوا الصورة عشان حد يتعرف عليه، لحد ما أصحابه اتعرفوا عليه".



وعلقت سيف على الصورة "الصورة كابوس، لكن الكابوس الأسوأ منها تخيل اللي الشاب ده اتعرضله عشان ينتهي به الحال جثمان مرمي ع الطريق بكل شر الدنيا على جسمه زي ما والدة ريجيني وصفت وش ابنها".

وتابعت سيف "اللي احنا فيه مرعب، وإن الجرايم اللي من النوع ده بتخطف انتباهنا دقايق بس، وفي أفضل تقدير يوم كامل، دي حاجة مرعبة جدا جدا. ربنا ينجينا. وينجي كل شاب صغير من تجبُّر اللي بيحكمونا ورجالتهم المعفنين المنشورين في كل حتة".




وتواردت أنباء، على مواقع التواصل الاجتماعي، أن والدة الشاب المصري، تلقت اتصالًا هاتفيًا من رقم مجهول أخبرها أن ابنها في مستشفى الفيوم بعد أن تعرض لحادثة على الطريق، وعندما وصلوا وجدوه دون ملابس أو أي أوراق ثبوتية. ودفنت الجثة صباح اليوم الثلاثاء، في مدافن على أطراف القاهرة.

وكشف مركز الشهاب لدراسات حقوق الإنسان -منظمة مجتمع مدني مصرية-، أن ثروت سامح، اعتقل قبل يومين، ووُجدت جثته اليوم بصحراء الفيوم مصر.

ودق المركز "ناقوس الخطر مع تزايد حالات القتل والتصفية، وغياب أي رقابة"، بحسب بيان مقتضب من المركز حول الواقعة، مطالبًا وزارة الداخلية المصرية، بالقيام بدورها والتحري الدقيق عن أسباب قتل الشاب.


(فيسبوك) 


كما طالب المركز، النيابة العامة المصرية، بالتحقيق في تلك الواقعة والوقائع المماثلة وإحالة المتورطين فيها للمحاسبة.

يشار إلى أن منظمة العفو الدولية "أمنيستي"، أعربت في بيان لها منذ نحو أسبوع، عن تخوفها من وجود "خطر يتمثل في اعتزام الاتحاد الأوروبي، على ما يبدو، تخفيف موقفه من انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، وذلك بإقدامه على استئناف الاجتماعات السنوية على مستوى رفيع مع وزير الخارجية المصري والوفد المرافق له في بروكسل الأسبوع المقبل". ويعقد مجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومصر، اجتماعه في بروكسل اليوم الثلاثاء.

يشار إلى أن الاجتماعات أُوقفت بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 في مصر، ولكن بالنظر إلى بواعث القلق بشأن الأمن الإقليمي وتزايد الهجرة فإن هناك مخاوف من أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أصبحت أكثر استعداداً لغض النظر عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مصر.