عشاق الأرض.. مشروع زراعي شبابي في فلسطين

عشاق الأرض.. مشروع زراعي شبابي في فلسطين

24 يوليو 2017
فكروا في المشروع للقضاء على البطالة (العربي الجديد)
+ الخط -


لم يمض كثير على انطلاقة فكرة مشروع "عشاق الأرض" الذي كان هدفه، بدايةً، اقتصادياً، إلا أنه أحرز أهدافاً أخرى اجتماعية ووطنية، عزّزها نجاح هذه المبادرة التي أطلقها سبعة شبان بعد تفكير طويل، وتنفيذ متقن ومدروس، للخروج من واقع البطالة ودائرة العاطلين عن العمل.

كانت الفكرة في البداية مجرد نقاش بين الشباب، لتتبلور بعدها على أرض الواقع رغم صعوبات جمّة، إذ قرر الشبان أن يعودوا للأرض، وأن يصلحوها ويبدأوا مشروعاً زراعياً يوفر لهم رزقهم وقوت أيامهم، وهو ما حصل في أكتوبر/ تشرين الأول من العام المنصرم.

مأمون وهشام وغسان النجار وجعفر وبشير ووهيب قادوس، ومحمد عمران، هم شبان من قرية بورين جنوبي مدينة نابلس إلى الشمال من الضفة الغربية المحتلة، متوسط أعمارهم ما بين 27 إلى 40 عاماً، تربطهم علاقات اجتماعية قوية، تشاركوا في مشروعهم الزراعي الذي أصروا أن يكون على أراض في قريتهم بورين، وأطلقوا على أنفسهم اسم "عشاق الأرض".

أراضي بورين المحاطة من شرقها بمستوطنة "براخا" ومن الغرب مستوطنة "يتسهار"، حيث يتربص المستوطنون فيهما، دوماً للمزارعين في بورين ولأراضيهم بإقدامهم على حرق محاصيلهم الزارعية بين الفينة والأخرى، إلا أن هؤلاء الشبان أصروا على أن يكون مشروعهم الزراعي في أرض قريتهم.



غسان النجار وهو أحد الشبان المشاركين في هذا المشروع وأصغرهم سناً، يقول لـ"العربي الجديد": "انطلقنا بفكرتنا برغم الظروف المحبطة والصعبة التي كانت حولنا، إلا أننا قررنا أن نخوض تجربة الزراعة عن طريق البيوت البلاستيكية أولاً، فاستأجرنا أرضاً مساحتها دونم ونصف دونم، وشيدنا بيتين بلاستيكيين، وزرعناهما بالخيار والبقدونس والخس والجرجير، وها نحن اليوم نجني ثمار تعبنا ونرى نجاحنا بأم أعيننا بعد تعب طويل".

خاضوا التجربة رغم الصعوبات (العربي الجديد)


يضيف "نحن ملتزمون بمبالغ مالية، علينا دفعها في أوقاتها لأصحابها، وهي تكلفة تشييد البيتين البلاستيكيين، والمعدات والأدوات الزراعية، والبذور وكل ما لزمنا من احتياجات لإنجاز العمل وإتمامه دون عقبات وأخطاء، وكان هذا الارتباط الدافع الأقوى لنعمل بجهد ولساعات طويلة، كي ننجز عملنا، لنغطي ما علينا من ديون لمدة سنتين".

واجهت الشبانَ المزارعين، علماً أن بعضهم خريجو وطلاب جامعات، مشاكل معنوية ومادية في البداية، كان أولها إحباط من حولهم من الناس، بالإضافة إلى المال الذي لم يكن متوفراً بالقيمة النقدية، ما اضطرهم لدفع التكاليف عن طريق "الشيكات البنكية"، كذلك مشكلة المياه وتوفيرها، إذ تستهلك البيوت البلاستيكية 300 كوب في الشهر، إذ يتكلف الشبان نحو 420 دولاراً شهرياً، بالإضافة إلى مشكلة الكهرباء وإمكانية توصيلها للبيوت البلاستيكية، وفق ما يقوله النجار لـ"العربي الجديد".

طموحات لتطوير مشروعهم (العربي الجديد)


ويشير النجار إلى أجواء عائلية تطغى على الشباب وعوائلهم خلال جني الثمار داخل البيوت البلاستيكية، فكل شاب يأتي مع عائلته في وقت التقاط الثمار، لكي يستطيعوا أن يجنوا أكبر قدر من الخضراوات المزروعة، وهو ما شجعهم على العمل، ودفعهم للاستمرار في مشروعهم دون أية عوائق.

ولأن مشروع عشاق الأرض الزراعي في بدايته، فإن عملية التسويق لم تكن سهلة، إلا أن علاقات الشباب بالتجار في أسواق الخضار والمحلات التجارية، سهل من تسويقها وترويجها، حيث تباع المزروعات في القرى المجاورة وفي نابلس ورام الله، علماً أنه لدى الشبان خطة تسويقية سيتم البدء بالعمل عليها في مراحل قادمة، تحقق لهم نتائج أفضل، بحسب النجار.

عدا عن البيوت البلاستيكية، فإن الشبان لديهم أيضاً، أرضاً مساحتها ثلاثة دونمات، وهي مزروعة بالقمح، ويخشى عليها الشبان من اعتداء المستوطنين، كونها على مقربة من الأراضي التي يشعلها المستوطنون بين فترة وأخرى. كذلك لديهم أرض زرعوها بالزعتر، تقدر مساحتها بدونم ونصف دونم، ويؤكد القائمون على المشروع، أن فكرتهم ستتطور مع الأشهر القادمة، إذ سيعملون على استصلاح أراض جديدة وزرعها بكافة أنواع الفواكه والخضراوات.

المساهمون