خلف الباب الموصد

خلف الباب الموصد

22 يوليو 2017
هل يُفتح يوماً؟ (فليكر)
+ الخط -
سؤال مُربك: ما هي الزاوية الأنسب للنظر إلى حياتنا؟ وكيف نختارها؟ سؤال آخر مربك: ماذا نريد منها؟ في أحيان كثيرة، ننظر إلى حياتنا بعين الماضي، ثم ننتقل بالعين إلى الحاضر، فيما تعمينا عين المستقبل. ها نحن نرى بعيون كثيرة، من دون أن نكون قادرين على وصف ما نراه.

أسئلة مُربكة. ننتهي من امتحان لنختبر آخر. ظنّنا أنّه لا بدّ للامتحانات من أن تنتهي يوماً ما. لكنّ قواعد الحياة مختلفة تماماً. ويبدو أنّها لا تشبع من طرح الأسئلة، ورؤيتنا نرتبك ونتعرّق. وبعد مرور بعض الوقت، نضحك على ارتباكاتنا هذه. لو أنّ هذا الوقت لا ينتظر، فلا نرتبك، وتكون الامتحانات أكثر سلاسة.

سابقاً، كان الوقت ملكاً لنا. وقد سمحنا لأنفسنا بأن نفشل. ألم يكن لصالحنا؟ هذه خدعته التي نستسلم لها غير مدركين، قبل أن تظهر أنيابه، ويبدأ في ملاحقتنا مثل خيال، ليسيطر على حياتنا تماماً. كيف كانت ستبدو حياتنا لو أننا أجبنا على الأسئلة بطريقة مختلفة؟

وإذا ما طلب منّا التعبير عن حياتنا في رسم، فسنختار غيوماً في الوسط، وشمساً في زاوية. هذه قاعدة ورثناها، حتى باتت ثابتة. وما زالت لبيوتنا مدخنة. وبعد؟ نحن في قلب بيوت بلا حراك. نثبّت في أمكنتنا للحظة، نطهو أم ننظف أم نشاهد التلفزيون. نتحوّل إلى مشهد من دون أي مشاعر أو تفاعل مع الصورة، أو مع ما كنّا عليه فيها.

وفي التعبير الإنشائي، نحكي عن ضياعٍ وسخطٍ وحزنٍ إلى أن نحصل على ذلك الصفر. لا رغبة لأحد في قراءة كلّ هذا اليأس، ولو كان موقفاً أو كُتب بلغة أدبيةٍ جميلة. الضحك، ولو كذباً، بات مطلباً. يمكنكِ أن تضحكي إذاً، وأنت وأنتم. تخيّلوا رموزاً صفراء ضاحكة، وصدّقوا أن مصمّم هذه الرموز لم يرسم احتمالات أخرى، وهذا يعني أنه ليس أمامكم بدائل.

حيواتنا في قلوبنا، في ذلك الكنز الذي ينفض غباره كل بضع سنوات. حيواتنا مثل فيلم شاهدناه في مراهقتنا، نعود إليه إذا ما باغتنا الحنين. حيواتنا أرق يمنعنا من النوم، والاستيقاظ في اليوم التالي. وإن بدت عيوننا مفتوحة، فذلك لأننا مثل رسم جامد يلي رسماً لإكمال مشهد.

على الورقة البيضاء غيوم جديدة وشمس في الزاوية وبيت مع مدخنة في الوسط. وفي قلب الورقة حياة لا تُصاغ. حياة جامدة مُنِع أصحابها من الحركة. لا بد من تشغيل الموسيقى في كلّ بيت والصراخ. لا بدّ من ثورة على الورقة، عسى أن يطلّ رأس من شباك، أو يُفتح الباب الموصد غالباً. لا بدّ أن تمحى الغيوم، وتظهر أكثر من شمس ليخرج نور من البيت.
لم تكن أسئلة الامتحانات صعبة يوماً. نحن الذين أخطأنا التقدير. والبيوت لا تشبه ماضينا. أخطأنا التقدير أيضاً، حتى أضعنا المفتاح المناسب للخروج من البيت.