أطفال بلا ملامح

أطفال بلا ملامح

12 يوليو 2017
علّهم ينجون (فاضل سنا/ فرانس برس)
+ الخط -
صغار وفارون. دائماً ما تكون الكاميرات جاهزة لرصد ملامحهم المنهكة. ملامح كان يجب أن تكون مبتسمة وسعيدة، لكنّها تذهب إلى المجهول، وتمتلىء بالكثير من الخوف. الأطفال مدنيّون أنهكتهم الحرب. يهرب هؤلاء من أحياء الموصل القديمة وقد وضعهم أهلهم في سيارة نقل مهترئة، تصحبهم الشمس بأشعتها الحارقة. مرّ وقت طويل من دون أن يستحمّوا ويعرفوا الاسترخاء. هذا ليس أولوية في حالتهم.

أوّل من أمس، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي النصر في الموصل، بعد ثلاث سنوات من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على المدينة. إلّا أنّ منظّمة العفو الدولية لفتت إلى رصدها نمطاً لهجمات القوات العراقية والتحالف الدولي، تنتهك القانون الدولي الإنساني، وقد تصل إلى جرائم حرب. أضافت أن "داعش" ارتكب أيضاً انتهاكات صارخة للقانون نفسه من خلال تعمّد تعريض المدنيين للأذى لحماية مقاتليه.

وأوضحت المنظمة أنّ القوات العراقية وقوات التحالف نفذت سلسلة من الهجمات التي تخالف القانون في غرب الموصل منذ يناير/ كانون الثاني الماضي، معتمدة بشدة على قذائف صاروخية بدائية الصنع، ذات قدرة محدودة على التصويب، ما أدى إلى إلحاق الدمار بمناطق ذات كثافة سكانية عالية. وبحسب التقرير، "حتى في الهجمات التي تبدو أنها أصابت هدفها العسكري المنشود، فقد أدى استخدام أسلحة غير مناسبة أو عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة، إلى خسائر في الأرواح بين المدنيين".

هي الحرب، تجعل الأطفال من دون ملامح.