نصري عبد ربه... فلسطيني يلاحقه الاحتلال لسرقة أرضه

22 دونما ورثها نصري وأفراد عائلة عبد ربه عن أجدادهم، فيها مغارة يعيش فيها نصري من أجل حماية الأرض من شبح المصادرة لصالح تحويل آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين في بلدة بيت جالا، شمالي مدينة بيت لحم، إلى منتزه يعج بالمستوطنين.

يتمسك المزارع الفلسطيني بأرضه رافضا التخلي عنها في مواجهة الممارسات القمعية لقوات الاحتلال الإسرائيلي بحقه، وكلها ترمي إلى تهجيره، ويقول إنه تلقى مخالفة بقيمة 1500 شيقل، لأنه أجرى بعض الإضافات في محيط مغارته، التي يعيش فيها في منطقة دير "كريمزان"، شمال بلدة بيت جالا.

أضاف عبد ربه أسوارا لأرضه مكونة من إطارات معدنية، وكذلك مرحاضا متنقلا مصنوعا من الحديد، وإضافات أخرى بسيطة، وهذا ما تمنعه سلطات الاحتلال بحجة أن مساحة 22 دونما التي تملكها عائلة عبد ربه، تتبع لسيطرة بلدية الاحتلال في القدس.

يؤكد عبد ربه، لـ"العربي الجديد"، ملكيته للأرض وأنه يملك أوراقا تثبت ذلك، وهي أرض توارثها عن الأجداد، لكن الاحتلال الإسرائيلي يرفض أن يعترف بملكيته لأرضه ويحاول أن يهجره عنها، بغرض سرقتها لصالح مشروع الحديقة القومية اليهودية.

وهددت سلطات الاحتلال صاحب الأرض بأن يعيد المكان إلى ما كان عليه في الوضع السابق قبيل الإضافات الجديدة، وإلا ستتخذ بحقه العديد من الإجراءات، ويتوقع عبد ربه منها الاقتحام والتخريب والهدم.

يحرص المزارع الفلسطيني على مواصلة الصمود والبقاء، رغم أن أغلب مقومات الحياة لا تتوفر له بفعل إجراءات الاحتلال، فهو يزرع الزيتون وأنواعاً من الأشجار المثمرة، ودوما يحاول أن يبقي الحياة في أرضه وسط محاولات الاحتلال جاهدا قتلها.

لن يغادر عبد ربه أرضه، ولن يجعلها لقمة سائغة في فم الاستيطان الإسرائيلي. لن يرحل رغم أن المغارة هدمت خلال السنوات الماضية، وخربت من قبل الاحتلال الإسرائيلي، أكثر من أربع مرات، حتى أن شجرة العنب هناك حطمها جنود الاحتلال أكثر من ثلاث مرات.

سيبقى نصري عبد الكريم في أرضه حارسا، وسيحاول بكافة طرق البقاء أن يبقى، وسيستعين بالمحامين لمساعدته، ولينقذ الأرض من مطمع الاحتلال الذي يريد أن يسرقها من أجل منتزه قومي لبناء سعادة مستوطنيه على حساب أصحاب الأرض الأصليين ولقمة عيشهم منها.