بريطانيان مسلمان تعرضا لاعتداء بالأسيد: لماذا لا يصنف إرهاباً؟

مسلمان تعرضا لاعتداء بالأسيد في لندن: لماذا لا يصنف ارهاباً؟

30 يونيو 2017
جميل مختار ضحية الحمض في لندن (رويترز)
+ الخط -
استنكر بريطاني مسلم من أصول آسيوية عدم التعامل مع اعتداء بسائل حمضي تعرض له مع ابنة عمه قبل نحو عشرة أيام شرق لندن، باعتباره "إعتداء ارهابياً"، خاصة أن الاعتداء تسبب بحروق على جسده وجسد قريبته لن تختفي آثارها لمدة طويلة.
 

وأصيب جميل مختار (37 سنة) بغيبوبة لمدة يومين، بعد أن ألقى رجل مادة حمضية عليه وعلى ابنة عمه ريشام خان، من خلال نافذة السيارة خلال توقفهما عند إشارة مرور في 21 يونيو/ حزيران الماضي، وقال لـ"تشانل 4 نيوز" البريطانية: "لو أن هذا المعتدي آسيوي مثلي، وذهب إلى زوجين إنكليزيين في سيارة وهاجمهما بالحمض، فلا شك أنه كان سيصنف إرهابياً".


وأضاف مختار "إنها بالتأكيد جريمة كراهية. أعتقد أنها مرتبطة بالإسلاموفوبيا التي تزايدت في الآونة الأخيرة. أنا لا أعرف ما إذا كان الناس يحاولون الانتقام منا، نحن أبرياء، نحن لا نستحق ذلك، لم أر هذا الرجل في حياتي، وليس لدي أي مشاكل مع أي شخص، وابنة عمي عمرها 21 سنة، وهي طالبة. لماذا يفعل أحد ذلك بنا؟"، بحسب صحيفة "ذي إندبندنت".


ونقلت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية تفاصيل الحادث المأساوي الذي وقع حين كان مختار يقود سيارته في شرق لندن، بصحبة ابنة عمه، وتوقفا عند إحدى إشارات المرور، عندما قام أحد الأشخاص بإلقاء سائل حمضي على وجه خان وملابسها، ثم استدار ناحية مختار وقام أيضاً برشه بنفس السائل.


وقالت خان، وهي طالبة في إدارة الأعمال بجامعة مانشيستر: "لقد شاهدت ملابسي تحترق، وشعرت بألم شديد، حاولنا الابتعاد عن هذا الشخص ولكنه هجم علينا فجأة. نقلنا أحد الأشخاص إلى المستشفى، حيث عانى ابن عمي من غيبوبة بينما بدأت في تلقي العلاج الخاص بعد اكتشافي احتراق جلدي".


وأضافت خان: "دمرني تماما، وستظل التساؤلات حول أسباب جريمته تطاردني. كيف ستكون حياتي القادمة؟ كيف سأعيش بهذا الوجه المشوه؟ عندما تكون شاباً واثقاً من نفسك، وتتمتع بالحيوية وتستعد لممارسة أعمال في المستقبل، وفجأة يضيع كل شيء. كأن حياتي انتهت يوم عيد ميلادي الحادي والعشرين".


وأثارت الواقعة جدلاً واسعاً في المجتمع البريطاني، وتعاطف مع الضحيتين الآلاف، حتى إن عريضة توقيعات موجهة إلى البرلمان البريطاني للتشديد في التعامل القانوني مع جرائم الاعتداء الحمضي جذبت نحو 24 ألف توقيع، كذلك جمعت حملتان للتبرعات للضحيتين المسلمين نحو 41 ألف جنيه إسترليني.




وما زالت الشرطة تسعى لاعتقال المعتدي، والذي تم تحديد هويته بأنه جون توملين (24 سنة) وهو إنكليزي أبيض، يتردد عادة على منطقة كانينغ تاون، ويعتقد أنه كان يسكن فيها، مع ابنته وشريكته في السكن.


وتظهر صفحة توملين على "فيسبوك" أنه يستخدم لغة قريبة من تلك التي يستخدمها اليمين المتطرف، وحذرت الشرطة الأشخاص العاديين من الاقتراب من توملين، والذي لديه وشم مميز على الوجه يضم خنجراً ودموعاً، وطلبت ممن يعرف معلومات عنه أن يتصل بالشرطة على الفور.