رمضان يجمع المساجين بعائلاتهم في تونس

إدارة السجون في تونس تجمع المساجين بعائلاتهم في موائد رمضانية

03 يونيو 2017
إفطار يجمع السجناء بعائلاتهم(فيسبوك)
+ الخط -
شهدت السجون التونسية ومراكز تأهيل الأطفال الجانحين حملة إنسانية واسعة، تمثلت في جمع المسجونين بعائلاتهم في حفلات إفطار جماعية.

وقال الناطق الرسمي باسم إدارة السجون والإصلاح، قيس السلطاني، لـ"العربي الجديد"، إن "مبادرة مائدة الإفطار العائلية انطلقت مع أول يوم في رمضان وشملت كافة المؤسسات السجنية ومنها إصلاحيات الأطفال"، مبينا أن "كل سجن يحدد مواعيد موائد الإفطار العائلية، في حين تتكفل المؤسسة السجنية بتوفير وجبة متكاملة للإفطار، وبإمكان العائلة جلب الطعام إن أرادت ذلك".

وأوضح السلطاني أن "إدارة السجن هي التي تختار أن تكون مائدة الإفطار يومية مثل سجن سليانة مثلا، القريب من مواطن العمران، أو أسبوعية أو وفق مناسبات خاصة، خصوصا أن بعض السجون تبتعد مسافة 30 كيلومترا عن المناطق السكنية".

ولفت إلى التنسيق بين إدارات السجون وعائلات السجناء أولا، واختيار السجناء من ذوي السلوك الحسن، لتشجيع بقية السجناء على الاحتذاء بهم.

وأشار السلطاني إلى "التركيز أيضا على السجناء الذين لم يروا أقرباءهم منذ مدة طويلة، إذ يوجد في سجن الناظور ببنزرت شمال تونس سجين لم يلتق بعائلته منذ 12 عاما، وهناك من غابت عنه عائلته لعام وعامين"، مؤكدا أنّه في بعض الحالات وفرت إدارة السجون سيارات لجلب العائلات البعيدة التي يتعذر عليها القدوم لأسباب مادية.

وتابع أنّ "عائلات كثيرة اعتبرت البادرة في البداية مجرد مزحة، ولم يصدقوا أنهم سيحضرون موائد إفطار مع أقربائهم داخل السجن، حتى السجناء أنفسهم لم يصدقوا"، مؤكدا أنّ تلك اللحظات كانت إنسانية إلى أبعد حد وامتزجت فيها الفرحة بالبكاء، مبينا أن البادرة مستمرة حتى نهاية شهر رمضان.

وقالت شقيقة سجين ببنزرت شمال تونس تدعى منى لـ"العربي الجديد" إنّها زارت شقيقها الموجود بسجن ببنزرت رغم أنها تقطن في تونس العاصمة، أي على بعد نحو 60 كيلومترا من السجن، إلا أنّها تكبدت عناء التنقل من أجل زيارة شقيقها والجلوس معه.


موائد الإفطار بدأت في أول رمضان وتستمر حتى نهايته (فيسبوك) 




وأشارت منى إلى أن شقيقها محكوم بالسجن 13 عاما في قضية مخدرات، قضى منها حاليا 8 أعوام. وأوضحت أن الزيارات العادية للسجن تكون خاطفة عادة ولا يتيح وقتها تناول الطعام مع شقيقي، مبينة أنها زارته برفقة والدتها وخالها وإنهم من فرط الفرحة وتحت تأثير المشاعر الفياضة لم يتمكنوا من تناول الطعام أمامهم لأنهم لم يصدقوا تلك اللحظات.

وأضافت أن كلاما كثيرا كانت تريد أن تقوله لشقيقها الذي حرمت منه طيلة هذه الأعوام، لكنها من فرط الفرحة نسيت كل الكلام.

وتابعت أن والدها توفي وشقيقها في السجن، كما أنها أجهضت جنينا عندما علمت بخبر إيقافه، وها هي اليوم تزوره مع رضيعتها التي لم يتعد عمرها 40 يوما، مؤكدة أنهم يأملون تكرار التجربة التي وصفتها بأروع التجارب التي يمكن أن تمر على عائلة لديها قريب مسجون.



وأشرف المدير العام للسجون والإصلاح مساء أول من أمس، على مائدة الإفطار في سجن برج الرومي، التي ضمت عددا من عائلات المساجين بمشاركة عدد من المديرين مع حضور النجم المسرحي جعفر القاسمي.

كما استقبل مركز إصلاح الأطفال الجانحين بمجاز الباب مساء الأربعاء، تسع عائلات على موائد الإفطار الجماعية لتناول وجبة الإفطار مع أطفالهم المودعين بالمركز. واستحسنت العائلات هذه البادرة وطالبت بتكرارها.

ونظم السجن المدني في حربوب من ولاية مدنين مساء أول من أمس، موائد إفطار جمعت عددا من المساجين بعائلاتهم في بادرة اولى من نوعها بهذه المؤسسة السجنية، التي من المنتظر أن تتكرر خلال الشهر الكريم.

المبادرة تأمل في تحسين سلوك السجناء(فيسبوك) 



ونظم أعوان السجن المدني في الهوارب، وسط تونس، في ثالث أيام شهر رمضان، مائدة إفطار للسجناء مع عائلاتهم في جو أسري يعود بالسجين إلى محيطه العائلي.

وتمكنت المبادرة من إخراج المساجين من دائرة السجن الضيقة إلى أجواء العائلة الرحبة، وربما تشجعهم على تحسين سلوكهم للاستفادة من برامج الإصلاح الموجودة داخل السجون.