حكاية وجع عراقي... دفن والدته وزوجته وأولاده بحديقة منزله

حكاية وجع عراقي... دفن والدته وزوجته وأولاده بحديقة منزله

09 مايو 2017
وجع وحزن لا ينتهيان عند ضحايا القصف (فيسبوك)
+ الخط -

تعددت 
قصص الوجع العراقي، منذ الاحتلال الأميركي للبلاد عام 2003 ولغاية الساعة، حتى باتت أخبار مقتل بضعة مدنيين بتفجير هنا أو قصف هناك، خبرا عاديا على وسائل الإعلام المختلفة.

وفي الموصل الغارقة بجثث الضحايا نتيجة القصف الصاروخي والجوي اليومي الذي تشنه طائرات التحالف الدولي والقوات العراقية أو عمليات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، برزت، اليوم الثلاثاء، قصة جديدة لرجل خمسيني من سكان الموصل، اضطر إلى دفن زوجته ووالدته وتسعة من أبنائه في حديقة منزله، قضوا جميعا في قصف جوي، قبل أن يدفن جاره وأفراد أسرته بأيام قليلة سبقت فراره من الحي الذي سيطرت عليه مؤخرا قوات عراقية مدعومة بغطاء جوي أميركي، في ساحل الموصل الأيمن (الغربي).

ودخل فريق الدفاع المدني العراقي إلى جانب منظمات محلية ودولية تعمل على انتشال الجثث والبحث عن جرحى تحت الأنقاض، ونجحت اليوم في العثور على فتاة في الخامسة والعشرين من العمر قضت ثلاثة أيام تحت الأنقاض وتم نقلها إلى العناية المركزة.

وقال مسؤول في فريق الدفاع إن "ما جرى لا يحتمله بشر، لكن تحمّله هذا المواطن". وأضاف "استخرجنا اليوم 22 جثة من حديقة منزل تم دفنهم من قبل رب الأسرة الذي أبلغنا بالموضوع، حيث كان يقف في طابور الخبز الذي يوزعه تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على الأهالي بين حين وآخر، لكنه عندما عاد إلى منزله وجده قد دُمر وقُتل من فيه، وهم زوجته ووالدته والأبناء التسعة، ليقوم بعد يومين من استخراجهم جميعا بدفنهم في حديقة المنزل، ثم ينتقل إلى منزل جاره الذي دُمر بالقصف، ويستخرج أفراد الأسرة كلهم ويدفنهم إلى جانب أسرته".


وأكد المتحدث أن العدد بات 22 ضحية بين أطفال ونساء ورجال، تم دفنهم على مقربة من سطح الأرض وبشكل متقارب جدا بين جثة وأخرى، في حديقة المنزل الواقع بحي التنك في الساحل الأيمن للموصل.

من جانبه، نقل عضو في فريق الدفاع المدني المشارك في عملية استخراج الجثث، ويدعى محمد طالب، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الرجل هو من أبلغنا وطالبنا بنقل عائلته وعائلة جاره إلى مقبرة المدينة.

رجال ينقلون جثث عوائلهم (فيسبوك) 


وبيّن أنه قام بمجهود فردي بذلك، وعندما سألناه عن السبب، قال "خفت أن تعتدي عليهم القوارض أو الحيوانات، خاصة ابني الأصغر المدلل، فقمت بذلك". وأوضح أنه فقد الوعي أكثر من مرة خلال عملية دفنهم، قبل أن يعود لإكمال مهمته، وقام بدفن عائلة جاره بعد يومين من دفن عائلته، كونه اعتبر ذلك حقا ووفاء لجاره.

ولفت إلى أن رب الأسرة غادر بعد أن تأكد نقلهم من الحديقة إلى المقبرة، بعد أن طلب منا عدم ذكر شيء لوسائل الإعلام، بسبب عدم تحمله أي إزعاج ورغبته في الوحدة حاليا، وفقا لقول عضو الدفاع المدني، الذي اعتذر عن الكشف عن هوية رب الأسرة أو مكان تواجده حاليا.