غبار أسود يلفّ مدن المغرب

غبار أسود يلفّ المحمدية والقنيطرة وجرادة في المغرب نتيجة تلوث الهواء

15 مايو 2017
آثار التلوث على المساكن والسيارات (العربي الجديد)
+ الخط -
عاد تلوث الهواء إلى الواجهة من جديد في عدد من مدن المغرب، ما أفضى إلى انتقادات من سكان هذه المدن، ومطالبتهم السلطات بمحاربة التلوث الذي يظهر على شكل غبار أسود في مدن المحمدية والقنيطرة وجرادة وغيرها.

واجتاح الغبار الأسود خلال الأيام الأخيرة شواطئ مدينة المحمدية على ساحل المحيط الأطلسي، جراء أدخنة المحطة الحرارية. وأعلن نشطاء بيئيون في المدينة الملقبة بـ"عاصمة الزهور"، عن بدء حوار يهدف إلى دفع السلطات لاتخاذ تدابير صارمة للحد من الظاهرة.

ويقول العربي صامد، أحد أبناء المحمدية، لـ"العربي الجديد"، إنه يلاحظ على سطح منزله وعلى زجاج سيارته في الصباح غبارا أسود اللون، خاصة أنه يقطن بالقرب من الشاطئ، "هذه الحالة لاحظها العديد من سكان مدينة الزهور. تلوث الهواء تخطى الحدود، وبات أشبه بكابوس يقض مضاجع السكان، خشية الأضرار الصحية التي يتسبب بها الغبار الأسود".

وأردف أن لقب "عاصمة الزهور" لم يعد لائقا بمدينة المحمدية، "لا يعقل أن تضم مدينة ساحة زهور تجذب السياح، وهي تعاني من اختناق فظيع بسبب التلوث المتزايد".
ويحكي سكان المدينة أن التلوث يهدد صحتهم بدليل انتشار داء الربو وأمراض الصدر والحساسية، متهمين المحطة الحرارية ومعمل تكرير النفط في المدينة بالمسؤولية عن ذلك.
وعاد شبح التلوث إلى مدينة القنيطرة بقوة خلال الأيام الأخيرة، دون أن تكشف السلطات عن توضيحات بشأن الغبار الأسود المنتشر، إلا بعض الوعود بفتح تحقيق علمي لرصد أسباب التلوث.

وسبق لنشطاء وسكان مدينة القنيطرة أن نظموا وقفات احتجاجية ضد تلوث الهواء، ودعوا السلطات إلى محاربة الظاهرة الخطيرة على صحة السكان، كما دشنوا حملة شعارها "أنا مخنوق" للتعبير عن الأضرار الصحية التي يتجرعونها بسبب الغبار الأسود مجهول المصدر.
ويعزو سكان المدينة تناثر الغبار الأسود اللون إلى معامل وأفران تعمد إلى حرق إطارات السيارات في الهواء الطلق، فيما لم تنفع التدابير التي اتخذتها السلطات المحلية في وضع حد للتلوث.
وفي سياق متصل، حذرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من مخاطر التلوث الذي أصاب الهواء في مدينة جرادة (شرق)، بسبب الأدخنة المنبعثة من المركز الحراري في ضواحي المدينة.

دلالات

المساهمون