الشهيد إبراهيم مطر... متهم حتى يثبت والداه المعتقلان براءته

الشهيد إبراهيم مطر... متهم حتى يثبت والداه المعتقلان براءته

15 مارس 2017
الشهيد إبراهيم محمود مطر (فيسبوك)
+ الخط -
حتى اللحظة، الشهيد إبراهيم محمود مطر (25 عاما)، الذي أعدمه عناصر من حرس الحدود الإسرائيلي على مدخل مخفرهم في باب الأسباط بالقدس العتيقة فجر الإثنين، لا يزال متهما بطعنه جنديين من عناصر المخفر لم تظهر سلطات الاحتلال صورهما، في حين اكتفت بنشر صورة مكان الحادث وسكين وآثار دماء سالت من جسد الشهيد.


العائلة التي صدمت من رواية الاحتلال، اتهمت الأخير بإعدام نجلها بدم بارد بينما كان متجها كعادته فجر كل يوم لأداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى، فجر الاثنين 13 مارس/آذار الجاري، كما روى عم الشهيد أيوب مطر، لـ"العربي الجديد"، مشيرا إلى أن الشهيد كان يؤدي صلاة الفجر يوميا في الأقصى، ثم يعود ليمضي بعضا من وقته برفقة جدته.

وعن ادعاء شرطة الاحتلال في روايتها لملابسات وظروف ما حدث، قال عم الشهيد: "حسب روايات الشهود في المكان، وقع خلاف بين الشهيد وجنود الاحتلال على موقف السيارة، واحتجزوه إثر ذلك داخل مخفر الشرطة، وبينما كان يهم بمغادرة المخفر أطلقوا النار عليه من الخلف وقتلوه".

وأضاف: "إن كانوا صادقين فلينشروا ما وثقته كاميرات الفيديو في المكان. لماذا أعدموه بدم بارد بينما كان غادر للتو مدخل المخفر عند باب الأسباط؟ نحن لا نعلم حقيقة ما جرى معه في الاحتجاز، لكن كان من الواضح أنهم أهانوه، وربما تعرض للضرب قبل أن يطلبوا منه مغادرة المخفر ليعدموه خارجه".

وناشد عمّ الشهيد شهود العيان، أو من وثق جريمة الإعدام أن يتقدم بها بما لديه لملاحقة قتلة ابن شقيقه دون ذنب اقترفه.

ونشرت وسائل إعلام محلية مقاطع فيديو أحدهما يؤكد فيه عم الشهيد إبراهيم أن ليس لدى العائلة أي دليل يثبت أن الشهيد نفذ اعتداءً، والآخر يشير إلى أن سلطات الاحتلال تمنع عائلة الشهيد من إقامة خيمة عزاء.




ما يؤكده عمّ الشهيد أن إبراهيم كان شابا خلوقا متزنا ولين الطبع ويتسم بالهدوء، ويقضي يومه مع والده حيث يعملان في مهنة الحدادة.

وتابع العمّ: "هو في الترتيب الثالث من بين إخوته وأخواته الستة، وكان أعزبا غير منتم لأي فصيل، ولم يعتقل سابقا، لكنه كان قائما بواجباته اتجاه والديه وجدته، ومؤديا لفروضه الدينية من صوم وصلاة. كان يخرج مع والده صباحا ليعودا في ساعات المساء يصلي العشاء وينام مبكرا في انتظار يوم آخر من العمل برفقة والده".

ما رواه عمّ الشهيد، تؤكده، أيضا رواية شاهد عيان من حي واد الجوز في القدس المحتلة (م. أ. غ)، الذي أفاد "العربي الجديد"، أنه كان من بين من ساروا فجرا لأداء الصلاة في الأقصى، وأن الشهيد كان محتجزا داخل مخفر شرطة باب الأسباط، وأخرجه من هناك شرطيان من حرس الحدود الإسرائيلي، وأطلقا النار عليه من الخلف ودون سابق إنذار.



وكما هو الحال في حوادث مشابهة، سارعت قوات الاحتلال إلى تلفيق رواية مزعومة عن عملية طعن جنديين من حرس الحدود، لكنها لم تظهرهما في بياناتها ومنشوراتها، في وقت كانت قوات كبيرة تقتحم منزل الشهيد وتنكل بوالديه وشقيقه وابن عمه وتعتقلهم جميعا، ثم تمدد اعتقالهم حتى اليوم الأربعاء.



في جلسة المحكمة المركزية الإسرائيلية المنعقدة أمس، أكد عمّ الشهيد أيوب مطر أن العائلة طالبت بالإفراج الفوري عن والدي الشهيد وشقيقه وابن عمه، إذ لا مبرر لاعتقالهم، ولا مبرر للخراب الواسع الذي خلفه جنود الاحتلال في منزل عائلة الشهيد بعد اقتحامه.

في حين يتركز همّ العائلة الأكبر الآن على استرداد جثمان نجلها، والإفراج عن المعتقلين من أبناء عائلته، ومطالبة الاحتلال نشر تسجيلات عملية الإعدام التي ذهب ضحيتها شاب بريء لم يقترف أي ذنب، كما يقول عمه.


المساهمون