تحذيرات من أنفاق وحفريات إسرائيلية بهدف السيطرة على الأقصى

تحذيرات من أنفاق وحفريات إسرائيلية بهدف السيطرة على الأقصى

01 مارس 2017
الهدف السيطرة على المسجد الأقصى (العربي الجديد)
+ الخط -



حذّرت شخصيات وطنية ودينية فلسطينية اليوم الأربعاء، من خطورة ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي وأذرعها المختلفة من الحفريات المتواصلة والأنفاق التي تفتتح والتي تتم في حي حلوة ببلدة سلوان جنوب القدس المحتلة، والهادفة للسيطرة على المسجد الأقصى، ومحاولة إقامة الهيكل المزعوم، وإنشاء ما يعرف بـ"مدينة داود".

وقال ممثل منظمة التعاون الإسلامي لدى دولة فلسطين أحمد الرويضي، لـ"العربي الجديد"، على هامش مؤتمر صحافي عقد اليوم في مدينة رام الله، "لا يمكن أن نعلم طبيعة الحفريات الإسرائيلية لعدم وجود مصدر معلومات واضح ونحن نعتمد على المشاهدات والزيارات، وشاهدنا مدخلا كبيرا لنفق يوجد عليه صور الهيكل المزعوم، وكذلك تم افتتاح تجمع أنفاق قبل عدة أشهر من قبل مسؤولين إسرائيليين في منطقة وادي حلوة، وإقامة المغطس في منطقة القصور الأموية في المنطقة، وكلها تؤدي إلى الأقصى وأسفله".

وطالب الرويضي بضرورة وصول لجنة تحقيق دولية تشرف عليها اليونسكو لتحقق في خطورة هذه الحفريات على المسجد الأقصى، وما قد تلحقه من ضرر في الإرث الإسلامي بالقدس، لافتا إلى أن الحفريات تستهدف الأقصى ضمن برنامج يعرف بالحوض الوطني المقدس، والذي يشمل البلدة القديمة من القدس، ومحيطها الذي يشهد تصعيدا من أجل تزوير التاريخ، وفرض رواية مصطنعة حول "مدينة داود والهيكل المزعوم" وأنه لا يوجد شيء للمسلمين.

وحذّر الرويضي من أن هذه الحفريات تشكل خطراً على أساسات الأقصى، وأن أي هزة طبيعية أو اصطناعية ستلحق الخطر الحقيقي بالمسجد الأقصى وأن التحريض ربما يؤدي لهدم الأقصى.



وفي ما يتعلق بقرار محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس، بأحقية اليهود في الصلاة بالمسجد الأقصى المبارك قبل يومين، أكد الرويضي أن "هذا القرار هو اعتداء على حق المسلمين في المكان واعتداء على القرارات الدولية بأحقية الأقصى للمسلمين".

واعتبر أن قرار المحكمة الإسرائيلية هو نقطة انطلاق، للتأكيد أن التقسيم المكاني حق وليس محاولة، وسعت الجماعات اليهودية إلى أن تجد سنداً قضائياً يدعم تحركها على الأرض.

وخلال المؤتمر، تطرق الرويضي إلى آثار الحفريات الإسرائيلية في منطقة وادي حلوة، وعينها التاريخية، وما ألحقته من انهيارات وتشققات في المنازل والمباني، والشوارع، مشيراً إلى أن ذلك جعل المباني في خطر وتهدد حياة السكان، الذين تحاول إسرائيل دفعهم للهجرة.

ولفت إلى أن إسرائيل تحاول الترويج أنه لا يوجد منازل وسكان في هذه المنطقة، عبر وسائل دعائية، وأنه يوجد فيها كنس بما يعرف بمدينة داود التاريخية، رغم تأكيدات علماء آثار بمن فيهم إسرائيليون، بعدم وجود الهيكل المزعوم.

20 ألف منزل مهدد بالهدم (العربي الجديد)


وشدد الرويضي على وجود تحرك في أكثر من اتجاه بخصوص الخطر المحدق بالمسجد الأقصى المبارك، داعيا إلى ضرورة زيارة القدس وحمايتها ودعم صمود أهلها، خاصة أن إسرائيل تستغل سياسة تحاول فيها تهجير الناس من القدس، إذ إن هناك 20 ألف منزل مهدد بالهدم، و12 في المائة من مساحة القدس الشرقية مسموح للفلسطينيين البناء فيها، مقابل 42 في المائة مسموح للمستوطنين البناء فيها، علاوة على تهديد 100 ألف مقدسي بسحب هوياتهم من أصل 360 ألف مقدسي يشكلون 40 في المائة من سكان القدس بشطريها الغربي والشرقي، وأن إسرائيل تحاول تخفيض عدد الفلسطينيين في القدس إلى 15 في المائة.

بدوره، أكد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، في كلمة له خلال المؤتمر، أن القدس هي عربية إسلامية وستبقى كذلك، وأن المسجد الأقصى المبارك هو مسجد إسلامي خاص بالمسلمين، وأن مساجد فلسطين ستبقى تصدح بالأذان ومن ينزعج منه عليه أن يرحل عن هذه الأرض.

وحول زيارات العرب والمسلمين إلى القدس في ظل الاحتلال، قال حسين "موقفنا واضح من الزيارات ونحن من أوائل من دعا المسلمين والمسيحيين إلى زيارة المدينة المقدسة والمقدسات فيها والأرض الفلسطينية"، لافتا إلى فتوى مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، بأن "زيارة القدس مرغوب فيها".

وحثّ مفتي فلسطين المسلمين وغيرهم على هذه الزيارات للقدس والأقصى، مضيفاً أنه يترك الأمر للدول لتسهيل وصول رعاياها إلى القدس، وأن هذه الزيارات مهمة لما فيها من دعم معنوي ومادي وقانوني وسياسي للفلسطينيين.