17 عاماً على تعديل التوقيت في السودان ...التجربة فشلت

17 عاماً على تعديل التوقيت في السودان ...التجربة فشلت

19 فبراير 2017
تجربة البكور أربكت الحياة اليومية (أشرف شازلي/فرانس برس)
+ الخط -
رغم مرور 17 عاماً على تبديل التوقيت بفارق ساعة عن التوقيت العالمي، يستمر الجدل حول سلامة الخطوة ومدى إسهامها في زيادة الإنتاجية في بلد تفاقمت فيه الأزمة الاقتصادية، خصوصا خلال الأعوام الستة الفائتة.


مبتكر تجربة البكور(تغيير التوقيت) المسؤول الرئاسي السابق، عصام صديق، أقر أمس، السبت، بفشل التجربة وأكد أنها شوشت المواطن، وأحدثت خللاً بين التوقيت الجغرافي وساعة الإنسان البيولوجية. وطالب بإعادة التوقيت في البلاد وفقا لتوقيت غرينتش الموحد كما كان قبل 17عاما.


وطبقت الحكومة في الخرطوم في يناير/كانون الثاني 2000 سياسة البكور بتقديم عقارب الساعة ستين دقيقة، الأمر الذي أخرج البلاد من توقيتها الجغرافي المتعارف عليه، وأحدثت الخطوة ارتباكا وسط السودانيين أثر على حياتهم اليومية.


ولا يزال عدد كبير من السودانيين يتعاملون بالتوقيت القديم حتى اليوم، وعند تحديد مواعيدهم يسألون إن كان وفق التوقيت القديم أم الجديد.


ويقول سليمان (75 عاما) إنه لم يقدم ساعته تماشيا مع سياسة البكور، وإنه ينجز كل مهامه وفق التوقيت القديم، وإن المتعاملين معه يدركون ذلك. ويعتبر خطوة الحكومة هذه ضربا من الجنون، وخطوة فاشلة أثرت على السودانيين لا سيما طلاب المدارس. ويوضح "حتى العام الفائت كنت أمارس مهنة التدريس بمرحلة الأساس، وكنت ألاحظ كيف أن أطفالا كانوا يميلون للنوم في الحصص، خصوصا الصباحية منها، لأنهم لم يأخذوا كفايتهم من النوم.


أما تماضر، ربة منزل، فتشير إلى أن أكثر ما يؤلمها من البكور أنها توقظ ابنتها مع ساعات الفجر لتجهيزها للمدرسة، خاصة وأن الباص يصل عند السادسة والنصف صباحا بتوقيت البكور، أي الخامسة والنصف صباحا بالتوقيت القديم.





وقبل عامين هددت جمعية حماية المستهلك بتعميم مبادرة "غير زمنك بنفسك" في حال لم تتراجع الحكومة عن تطبيق سياسة البكور التي قطعت بفشلها، إلا أنها لم تقدم على أية خطوة رغم استمرار سياسة البكور.


ويرى خبراء تربويون أن سياسة البكور خلقت إشكالية في استيعاب تلاميذ المدارس للمواد الأساسية، فضلا عن الانهيار النفسي والغياب الذهني الذي يعد نتيجة أساسية للبكور، إلى جانب حضور عدد من التلاميذ للمدارس نائمين نظرا لنهوضهم باكرا.


وتقول انتصار، أستاذة مدرسة، إن 10 في المائة من الطلاب يأتون للمدرسة نائمين، فإذا قلنا إن بداية الدراسة عند السابعة والنصف بالتوقيت الجديد، فإنها تعني الساعة السادسة والنصف بالتوقيت القديم. وتوضح "هذا يعني أن طفلا في عمر السادسة يستيقظ عند الخامسة صباحا، فكيف يستقيم ذلك؟".


وقبيل تطبيق سياسة البكور عقدت الحكومة السودانية مؤتمرا عام 1999، أوصت فيه بتقديم الساعة في الصيف وتأخيرها في الشتاء.


ويلفت عماد صديق إلى أن دعوتة للبكور لا علاقة لها بتقديم الساعة وما صاحب ذلك من ملابسات، قاطعا بتشويه جهات لم يسمّها تجربة البكور. ويقول: "فضلت الصمت كل تلك الفترة لإتاحة الفرصة أمام من شوهوا تجربة البكور لتصحيح الخطأ".


ويؤكد أن المؤتمر لم يوصِ بجر الساعة (تأخيرها) وإنما أوصى بمباشرة العمل في الصيف قبل نصف ساعة في السنة الأولى ليبدأ في السابعة بدلا من السابعة والنصف صباحا. وفي السنة التالية تكون المدة ساعة ليبدأ عند السادسة والنصف كنوع من التدرج. ويضيف "أما في الشتاء فيقدم نصف ساعة"، قاطعا بأن جر الساعة يضيع على المواطن فضيلة البكور.



دلالات