النظام السوري يحاصر 579 مريضاً في الغوطة الشرقية

النظام السوري يحاصر 579 مريضاً في الغوطة الشرقية

27 ديسمبر 2017
حالات كثيرة بحاجة للإجلاء (Getty)
+ الخط -
انتقى النظام 24 مريضاً، حياتهم في خطر بسبب عدم توفر الرعاية الطبية والأدوية من بين مئات الحالات التي تعيش ذات الخطر والمعاناة، ليخرجهم من داخل الغوطة الشرقية، التي يحاصرها عبر قواته النظامية والمليشيات الموالية والطائفية.

جاء ذلك بعد العديد من المطالبات والمناشدات المحلية والطبية، وفقدان نحو 13 مريضا حياتهم، دون أي ضمانات لسلامتهم. في حين تستمر معاناة أكثر من 350 ألف مدني جراء منع الدواء والمعدات الطبية عنهم، وسط حصار خانق حرمهم من جميع احتياجاتهم الأساسية وعلى رأسها المواد الغذائية، ما يهدد بحدوث كارثة إنسانية في المنطقة.

وقال الناشط الإعلامي براء أبو يحيى، لـ "العربي الجديد"، إنه تم يوم أمس الثلاثاء إخراج 5 حالات مرضية فقط، على أن يتم إخراج 24 حالة خلال الأيام المقبلة، في حين بقيت مئات الحالات الصحية التي تحتاج إلى إخراج من الغوطة الشرقية، وإلى الآن النظام يحاصر الغوطة ويمنع إدخال المستلزمات الطبية والأدوية، وبالتالي ما زال هناك المئات حياتهم بخطر"، موضحا أنهم "لا نريد تهجير المصابين أو خروجهم نريد إدخال المستلزمات الطبية ليستطيع الأطباء أن يتابعوا عملهم".

ولفت إلى أن "من يتم إخراجه من الغوطة من الحالات الصحية، هو مجهول المصير حتى اللحظة، ولكن أجبره مرضه أو إصابته على الخروج رغما عنه، في ظل عدم سماح النظام إدخال المستلزمات الطبية، حيث يمكن للنظام أن يعتقله دون أن يعلم به أحد، وحتى إن أخبرنا بذلك لا نستطيع فعل شيء"، قائلا "أخبر أمس الهلال الأحمر بعض العائلات أنه لا توجد ضمانة لهم من النظام، أي أن الخروج على مسؤولية من يخرج".

واعتبر أبو يحيى أن "النظام يحاول خداع العالم بإخراج بضعة مرضى، وكأنه تجاوب مع المناشدات ويبدي إيجابية، في حين هو يذر الرماد في العيون، مخلفا في الغوطة مئات الحالات الصحية المهددة حياتها، جراء استمرار الحصار ومنع إدخال الدواء إلى أهالي الغوطة".

من جهته، قال الدكتور يحيى عبد الحميد، أخصائي طب الأطفال في الغوطة الشرقية، بحسب "المكتب الإعلامي الموحد في مدينة عربين، إنه "وبسبب الحصار الشديد الذي تعيشه الغوطة الشرقية هناك نقص في الموارد الغذائية والمادية، ما أثر على صحة الأطفال على عدة مستويات، الخدمات الطبية، فنقص المواد الدوائية والغذائية، تسبب بانتشار العديد من الأمراض، التي لم تكن سابقا معروفة، مثل الحمى المالطية والحمى التيفية، والتهابات الكبد، كما أن غياب اللقاحات أدى إلى انتشار العديد من الأمراض التي تتم الوقاية منها باللقاحات، مثل التهاب الكبد والحصبة والنكاف والسعال الديكي وشلل الأطفال، كما انتشرت العديد من الأمراض، مثل التهاب السحايا، وضع الأطفال جراء ذلك سيئ للغاية".

وأوضح أنه "على مستوى المشافي والمراكز الصحية هناك نقص شديد في المواد الطبية والدوائية، وخاصة مضادات الالتهاب والسيرومات، كما أن عدم صيانة الأدوات الطبية واستخدامها المستمر أدى إلى تلفها، فمعظم الأجهزة المتواجدة هي منتهية الفاعلية، وتعمل بشكل سيئ جدا".

وذكر أنه "بسبب نقص المواد الغذائية انتشرت حالات سوء التغذية، التي يعاني منه أطفال الغوطة، وإن المواد المخصصة لعلاج حالات سوء التغذية وبالرغم من دخول كمية منها عبر الهلال الأحمر إلا أنها ما تزال قليلة ومحدودة، ولا تغطي سوى 10 في المائة من الاحتياجات". 

وبين أن "عدد الحالات التي تحتاج إلى الخروج من الغوطة الشرقية بلغ 579 حالة، جزء كبير منهم أطفال، توفي منهم 13 حالة، ولم يخرج منهم سوى 12 حالة، وهذه الحالات المتبقية بحاجة إلى رعاية طبية غير متوفرة في الغوطة". 

المساهمون