العلم يزيد من عمر الإنسان

العلم يزيد من عمر الإنسان

04 نوفمبر 2017
غذاء صحي (كيفين فراير/ Getty)
+ الخط -
تبيّن دراسة حديثة أنّ العلم يؤدّي إلى زيادة عمر الإنسان، وتركّز على تأثير الحمض النووي على خيارات نمط الحياة وارتباطها بطول العمر، وتشير إلى أن كل عام دراسة بعد المدرسة الثانوية يمكن أن يضيف 11 شهراً إلى عمر الإنسان المتوقع. كذلك، وجدت دراسات أخرى أنّ أولئك الذين أتمّوا سنة دراسية واحدة على الأقلّ في الجامعة يعيشون أكثر من غيرهم، رغم غياب الأسباب المباشرة لذلك. ويرى الباحثون أنّ الأشخاص الأكثر ثقافة يعيشون حياة صحية، كما أنّهم أقل عرضة للانخراط في نشاطات خطيرة أو غير صحية.

وبحث علماء من جامعة "أدنبرة" 25 دراسة، وحلّلوا بيانات جينية لأكثر من 600 ألف شخص في أميركا الشمالية وأوروبا وأستراليا، وقارنوا النتائج مع عمر أهلهم. وبيّنت الدراسة التي نشرت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أن أولئك الذين يميلون إلى اختبار واكتشاف تجارب جديدة، عادة ما يعيشون عمراً أطول من الأشخاص الحذرين. كذلك، لفتوا إلى أنّ التدخين وغيره من الأمور المرتبطة بسرطان الرئة تقلّل من عمر الإنسان. وأشاروا إلى أن الإقلاع عن التدخين يُعيد العمر المتوقع للشخص مع مرور الوقت، ليحيا مدّة أطول كغيره من غير المدخّنين، علماً أن التدخين يقلّل عمر الإنسان بنحو سبع سنوات. كما أن كلّ زيادة في كتلة الجسم يمكن أن تقلّل سبعة أشهر من عمر الإنسان.

في هذا السياق، يقول المتخصص في الطب العام في لندن، أنطوان عصام درويش، لـ "العربي الجديد": "يعرف العلماء الآن أنّ الحمض النووي يتغيّر مع الوقت بحسب البيئة ونمط الحياة والأحداث الصادمة". يضيف أن "الأخطاء الوراثية الناجمة عن الإجهاد البيئي أو اعتماد نمط غذائي سيئ، يمكن أن تنتقل إلى الأجيال المقبلة". ويوضح أنّ الدراسات بيّنت تأثير الأحداث المدمّرة، مثل المجاعة، على أجيال المستقبل، ما يجعلها أكثر عرضة للسمنة والسكري. كما أنّ نحو 5 في المائة من الخريطة الجينية تحمل آثاراً من أحداث الماضي. هذا يعني أنّ سوء التغذية والصدمات وخيارات الحياة السيئة قد تترك إرثاً مدمّراً بالنسبة للأطفال والأحفاد.

وفي ما يتعلق بالتدخين، يشير درويش إلى ارتباطه بنتائج صحيّة سيئة. إذ أنّ المواد المسبّبة للسرطان، والموجودة في دخان السجائر، تؤثّر مباشرة على بعض الجزئيات في أجسادنا، ما يؤدّي إلى تطوّر هذا المرض. ويوضح أنّ السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى العيش فترة أقصر هو الإجهاد. ويوضح أن العلماء اكتشفوا خلال العقود الماضية بعض الأمراض التي تتعلّق بالإجهاد، مثل اعتلال عضلة القلب، وارتفاع ضغط الدم. ويشير إلى أسباب أخرى تؤدي إلى النتيجة نفسها، مثل السمنة، التي تؤدي إلى زيادة معدّل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة نسبة السكر في الدم، فضلاً عن نسبة الدهون (الكولسترول أو الدهون الثلاثية).

دلالات

المساهمون