طلاب في بغداد يهربون من المدارس ويعتدون على المعلمين

طلاب في بغداد يهربون من المدارس إلى المقاهي ويعتدون على المعلمين

02 نوفمبر 2017
شباب في أحد مقاهي بغداد (العربي الجديد)
+ الخط -
يفعل تلاميذ مدارس العراق ما يحلو لهم في غياب قوانين يمكنها أن تجبرهم على الالتزام، وتشكو أغلب المدارس من تعطيل القوانين التي من شأنها زجر التلاميذ في حال مخالفتهم أو غيابهم، ما يخلق أجواء من الفوضى وعدم الالتزام بالدوام المدرسي.

وتلجأ بعض المدارس إلى الاستعانة بالقوى الأمنية لإعادة الطلاب من المقاهي إلى المدرسة. وكشفت حملات أمنية قيام أصحاب المقاهي ببيع الممنوعات للطلبة، وهو ما يفسر تكرار الهروب الجماعي. فيما طالبت إدارات المدارس، وزارة الداخلية، باتخاذ تدابير لإغلاق المقاهي المخالفة، أو إغلاق كافة المقاهي القريبة من المدارس أثناء الدوام.


وقال المُدرس ماجد الجبوري، إن الطلاب يتجاوزون، لأنهم يعرفون أنه لا توجد إمكانية لمعاقبتهم نتيجة سوء الأوضاع الأمنية والفوضى العارمة في البلاد، حتى إن بعضهم يعتدي بالضرب على المدرسين.


وشرح الجبوري، لـ"العربي الجديد"، تفاصيل اللوائح القانونية المنظمة، قائلا "في حال تجاوز الطالب 10 أيام غياب يتم عرض حالته على مدرس الإرشاد التربوي، وهو يقوم بإجراء مقابلة منفردة معه لمعرفة أسباب الغياب، وفي حال وجود مشكلة نفسية أو اجتماعية أو مادية يتم طرحها في اجتماع مجلس المدرسين الشهري، وتشكيل لجنة أو لجان حسب حالة الطالب".


وأضاف "في حال عدم وجود سبب للغياب، يتم عرض الموضوع على مجلس الإدارة لإصدار إنذار أولي، وإذا أصبحت مدة الغياب 15 يوما، يصدر إنذار ثانوي واستدعاء ولي أمر الطالب، وإذا بلغت 21 يوما خلال السنة يفترض رفع إعلان بفصل الطالب".


وتابع "في حال تجاوزات الطالب غير الأخلاقية يتم رفع إعلان بفصل الطالب. في التجاوزات البسيطة يتم رفع إعلان فصل ثلاثة أيام وخصم 5 درجات من السلوك، واستدعاء ولي الأمر للاطلاع، وتحرير تعهد خطي بعدم تكرار التجاوز. وفي التجاوز الحاد يتم رفع إعلان بخصم 5 درجات من السلوك، واستدعاء ولي أمر الطالب ونقله إلى مدرسة أخرى".


وأشار الجبوري إلى أن "هذه الإجراءات نادرا ما ننفذها، تحسبا لرد فعل الطالب أو ذويه في حال كانوا ينتمون إلى جهات حزبية أو مليشيا مسلحة. هذه العقوبات تنطبق فقط على الطلبة المعروف أن لا سند لهم يمكن أن يتسبب بعقاب جماعي لإدارة المدرسة".


وأوضح أن "القوانين الحكومية كلها تصب في مصلحة الطالب، وقوانين وزارة التربية لا تحمي الكوادر التدريسية، كل يوم هناك أستاذ جامعي أو مدرس مضروب أو مقتول".


ويقول المرشد التربوي عمر المحجوب، لـ"العربي الجديد"، إن "حالة الهروب من المدارس سببها تعطيل القوانين. كان التلميذ يخشى رفع عينه أمام المعلم، لكن غياب قوانين رادعة غيّر الأوضاع بالكامل، بزعم مراعاة مشاعر الطلاب. كما أن التعليمات الرسمية تؤكد على عدم إنزال أي من أنواع العقاب، مما شجع الطلاب على التعدي على معلميهم، وعدم الاكتراث بالمدرسة".


المساهمون