قذائف المليشيات تلاحق نازحي ديالى

قذائف المليشيات تلاحق نازحي ديالى

10 نوفمبر 2017
القصف المستمر يحرم العوائل الاستقرار (Getty)
+ الخط -
لم تكد العوائل النازحة التي عادت أخيرا إلى مناطقها في محافظة ديالى تستقر قليلا، حتى دهمتها قذائف المليشيات، وفي الوقت الذي تعلن فيه الحكومة المحلية عن عودة مئات العوائل كإنجاز لها، فإنّ الواقع مغاير جدّا، فالصورة الميدانية لمعركة (الهاونات) تعكس عودة ومنعا بذات الوقت، الأمر الذي عدّه الأهالي ضحكا على الرأي العام واستغفالا للجميع، مطالبين بتدخل أممي في هذا الموضوع.

وقال أبو سلمان، وهو من سكان إحدى بلدات المقدادية، شمال شرق المحافظة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحكومة المحلية كانت قد طلبت منا في وقت سابق العودة الى مناطقنا، بعد نزوح عنها لأكثر من عامين، إذ لم نستطع البقاء في المخيم".

وأضاف، "أنا وعائلتي من ضمن نحو 50 عائلة عدنا إلى منطقتنا قبل نحو 10 أيام، لكننا لم نهنأ بالعودة إذ إنّ قذائف الهاون تلاحقنا في كل يوم"، موضحا أنّ "المليشيات ومع غروب الشمس في كل يوم  تبدأ عمليات قصفها للمنطقة، بشكل محدد على المنازل التي عاد أهلها إليها، ما أسفر عن سقوط العديد من الجرحى".

وأكد أنّ "المنطقة تتحول كل ليلة إلى منطقة أشباح، ولا تسمع فيها غير صوت الهاون وهو يسقط هنا وهناك، بينما نحن لا نستطيع العودة إلى المخيم الذي أغلقت ملفاتنا فيه، ولا يسمح لنا بفتح ملف جديد"، مناشدا الجهات المسؤولة بوضع "حد لهذه الانتهاكات التي تستهدف النازحين".

من جهته، أكد النائب عن محافظة ديالى، رعد الدهلكي، في بيان صحافي، مساء أمس الخميس أنّ "حالات القتل والإجرام عادت مجددا إلى محافظة ديالى حيث ظهرت من جديد جماعات مسلحة إجرامية".

 وأضاف أنّ "تلك الجماعات قامت بعمليات دموية تهدف إلى زعزعة الأمن وبث الرعب بين صفوف المدنيين الأبرياء؛ إذ تعرضت منطقة نهر الإمام في مدينة المقدادية إلى سيل من قذائف الهاون، والتي أسفرت عن جرح العديد من المواطنين العائدين من النزوح لإرغامهم وإجبارهم على العودة إلى المخيمات".

وأعرب عن أسفه واستغرابه من "صمت الأجهزة الأمنية وعدم تحركها لردع تلك العمليات الإجرامية، وهذا أمر خطير لابد من الوقوف عليه، إذ إنّ دماء وأمن المواطن وحمايته هو من مسؤوليتها"، مشددا على أنّ "من لا يلتزم بهذا الواجب الوطني فعلى الحكومة أن تُمارس دورها لتحمي أمن المواطن من خلال محاسبة كل مقصر تجاه شعبه وبلده".

ودعا الدهلكي، رئيس الحكومة حيدر العبادي، إلى "متابعة الملف الأمني لمحافظة ديالى بشكل مباشر، لأنه لا يتجزأ عن أمن واستقرار العراق، وكذلك محاسبة كل من يغض النظر عن المجرمين والقتلة لإرضاء من يقف خلف تلك المخططات ليشعر المواطن أنه لا عودة للإرهاب والاستبداد والمساومة على أمنه وكرامته".

ويؤكد مسؤولون محليون، أنّ "الحكومة المحلية تعلن عن عودة النازحين، وميلشياتها تلاحقهم".

وقال الشيخ هاشم الجبوري، وهو أحد شيوخ المحافظة، لـ"العربي الجديد"، "الحكومة أعلنت عدة مرات عن عودة مئات النازحين، لكنّ الواقع يعكس شيئا مختلفا، فالعودة قليلة جدا، وقذائف المليشيات تحاصر العائدين"، مبينا أنّ "الحكومة المحلية تضحك على ذقون الأهالي وعلى الرأي العام، فهي تعلن عودة العوائل من جانب وتمنعهم بالقصف من جانب آخر".

وأضاف أنّ "الحكومة المركزية تتجاهل كل نداءاتنا، الأمر الذي يستدعي تدخلا أمميا وضغطا على الحكومة لحل هذه الأزمة".