الألغام في ديالى العراقية... حقول تكفي لتدمير 10 مدن

الألغام في ديالى العراقية... حقول تكفي لتدمير 10 مدن

31 أكتوبر 2017
ما زالت الألغام مصدر موت العراقيين (Getty)
+ الخط -




أكثر من ثلاثة عقود مضت وما زالت الألغام مصدر موت للعديد من سكان القرى والمدن الواقعة على الشريط الحدودي بين العراق وإيران، إذ أعادت تصريحات رئيس مجلس ديالى (الحكومة المحلية) علي الدايني، أمس الإثنين، فتح ملف الألغام بالعراق مجدداً، والتي يقدر عددها بأكثر من 25 مليون لغم.

وقال الدايني إنّ "الألغام المنتشرة على الحدود العراقية الإيرانية شرق المحافظة كافية لتدمير 10 مدن"، وتنتشر غالبيتها على الحدود العراقية الإيرانية والتركية والكويتية وتعود لحقبة السبعينيات والثمانينيات، وفقاً لتقارير أصدرتها كل من بعثة الأمم المتحدة في العراق ووزارة البيئة العراقية في وقت سابق.

وأضاف في مؤتمر صحافي له، إنّ الألغام المنتشرة على الحدود العراقية الإيرانية في محافظة ديالى (60 كلم) شمالي شرق بغداد، خاصة ضمن بلدة مندلي، يتجاوز عددها عشرات الآلاف، وهي تمتد لمساحات كبيرة في أراض خصبة جداً، مبيناً أنها كافية لتدمير 10 مدن، ما يظهر أعدادها وخطورتها في آن واحد.

وأكد أن تلك الألغام شبح يهدد القرى الحدودية منذ سنوات طويلة، خاصة في موسم الشتاء بسبب جرف السيول للكثير منها صوب الأراضي الزراعية.

في حين قال عمران عبد الله من سكان بلدة بلدروز، إنّ ناحيتي قزانية ومندلي تعتبران من الأراضي والمراعي الخصبة، لذلك يلجأ إليها الكثير من رعاة الأغنام لكنهم مع الأسف يقعون ضحية الألغام المميتة في كل عام، كما أن الأمطار والسيول تجرف بعض الألغام إلى أراضٍ أخرى، ما يجعل المدن والأراضي القريبة من تلك النواحي مناطق خطيرة، لا سيما أن الإهمال وعدم الاهتمام طاولا ناحيتي قزانية ومندلي نتيجة وقوعها على الحدود بين العراق وإيران، وما خلفته الحرب من ألغام كثيرة جداً تعود لحرب الثمانينيات من القرن الماضي بين العراق وإيران.



وأضاف لـ"العربي الجديد"، "في السابق كانت تلك النواحي الحدودية تتمتع بكثرة بساتين النخيل، كما أن قزانية التي تبعد عن بغداد مسافة (180كلم)، من المناطق الزراعية، يقع فيها وادي حران ويمر به نهر ويأتي من الجبال المحاذية مع إيران من ناحية الشرق ولها حدود مع مدينة الكوت من الجنوب وبغداد من الغرب وإيران من الشرق والسليمانية من الشمال، وهذا ما يحتم على الحكومة المحلية وحكومة بغداد الاهتمام بتلك الناحيتين (مندلي وقزانية)، وإعادة الحياة لها شريطة رفع الألغام أولاً ثم الاستفادة من الأراضي الزراعية.

‎من جهته قال مدير منظمة ديالى لحقوق الإنسان طالب الخزرجي في تصريحات سابقة، إنّ المناطق الحدودية لناحيتي قزانية ومندلي اللتين تحدّان محافظة ديالى من جهة الشرق مع إيران تعدّ من المناطق المميتة والخطيرة لاحتوائها على العديد من حقول الألغام والمخلفات الحربية القديمة منذ الحرب العراقية الإيرانية، حيث تجاوز عدد الضحايا الذين قُتلوا بانفجار هذه الألغام 70 شخصاً أغلبهم من رعاة الغنم.

وبيّن أن موجات السيول الإيرانية التي تضرب هذه المناطق عقب هطول الأمطار، تجلب معها عشرات الألغام من المناطق الحدودية إلى الأراضي الزراعية ما زاد من معاناة الأهالي.

فيما دعا الدايني الجهات الحكومية المختصة إلى معالجة ملف الألغام الذي لايزال عالقاً منذ نحو 30 سنة، حرصاً على أرواح المدنيين ومنع استخدامها من قبل الجماعات المتطرفة.

وطالبَ الخزرجي، الحكومة المركزية ولجنة مكافحة الألغام ووزارة الدفاع لتطهير منطقة مميتة في المحافظة بسبب حقول تحوي المئات من الألغام بوضع خطة عمل لرفعها من الحقول الواقعة ما بين ديالى وإيران، إضافة إلى وضع علامات تحذيرية في هذه المناطق لتفادي وقوع خسائر بشرية.

وتشهد ناحية مندلي (160كلم) شمال شرق مدينة بغداد، منذ ثمانينيات القرن الماضي هجرةً جماعيةً خلال الحرب العراقية الإيرانية، لوقوعها قرب الشريط الحدودي بين البلدين، نتيجة استمرار تردي الواقع الخدمي بعد شمول الناحية في المادة 140 الخاصة بالمناطق المتنازع عليها، مما يجعلها ضحية الصراعات السياسية.

وأصبحت مندلي عام 1982 التابعة لقضاء بلدروز، الخط الأمامي في جبهة الحرب العراقية الإيرانية، مما أدى إلى نزوح أهلها منها إلى مدن أخرى داخل بلدروز وبعقوبة وبغداد، وتم تنزيلها من قضاء إلى ناحية بعد أن كانت من أولى الأقضية في العراق.

يشار إلى أن الشريط الحدودي بين العراق وإيران يضم عشرات حقول الألغام المتروكة منذ الحرب العراقية الإيرانية قبل أكثر من ثلاثة عقود.

 

دلالات