قصة طفلة روهينغية ذُبحت عائلتها أمام عينيها في أراكان

قصة طفلة روهينغية ذُبحت عائلتها أمام عينيها في أراكان

30 أكتوبر 2017
تعمّد جيش ميانمار قتل أبيها وأمها وبقية إخوتها(باولا برونستن/Getty)
+ الخط -

لا يكاد يمر يوم، منذ أواخر أغسطس/آب الماضي، إلا ويحمل أخبار مأساة جديدة من إقليم أراكان في ميانمار، حيث تتعرض أقلية الروهينغا المسلمة لإبادة جماعية على يد قوات الجيش والمليشيات البوذية المتطرفة، التي تعرقل أيضًا لجوء السكان إلى بنغلادش هربًا من الاضطهاد.

ومن هذه المآسي قصة طفلة روهينغية (11 عامًا) تمكنت من الهرب مع أختها إلى بنغلادش، إلا أن فرحة نجاتها من ظلم السلطات في أراكان لم تكتمل، مع تعمّد جيش ميانمار قتل أبيها وأمها وبقية إخوتها، حسب وكالة أنباء أراكان.

الطفلة التي وصلت إلى بنغلادش برفقة أختها المتزوجة وأبنائها بعد رحلة مليئة بالخطورة والمعاناة، روت لناشط روهينغي فظائع تعمّد عناصر جيش ميانمار ذبح أفراد عائلتها، قائلة "لقد ذبحوا أبي وأمي وإخوتي ونجوت أنا وأختي وطفلاها".

وتابعت الطفلة، التي لم تذكر الوكالة اسمها: "لقد هربنا وركبنا مع الناس في القوارب وجئنا إلى هنا (بنغلادش)".

وأضافت أنه "بسبب الأوضاع لجأنا إلى غابة مع عدد من الأسر، لكن قوات الأمن هاجمتنا هناك أيضًا وقتلت الكثير منا، واستطعتُ أنا وآخرون الهرب".

وفي 25 أغسطس/آب الماضي، أطلقت ميانمار حملة أمنية بمشاركة قوات الجيش والشرطة ومليشيات بوذية، ارتكبت خلالها جرائم واعتداءات ومجازر وحشية ضد المسلمين الروهينغا، أسفرت عن مقتل الآلاف منهم، حسب مصادر وإفادات وتقارير محلية ودولية متطابقة.

ونتيجة لتلك المجازر والجرائم، فر 604 آلاف من المسلمين الروهينغا من أراكان إلى الجارة بنغلادش، حسب أحدث إحصائيات الأمم المتحدة.

وتشير تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" إلى أن نسبة الأطفال بين اللاجئين الروهينغا تمثل أكثر من 60 في المائة، يعانون ظروفا معيشية صعبة بمخيمات اللجوء في بنغلادش.

وتعتبر حكومة ميانمار، المسلمين الروهينغا "مهاجرين غير شرعيين" من بنغلادش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة بـ"الأقلية الدينية الأكثر اضطهادًا في العالم".

ونتيجة للتمييز المنهجي ضدهم، يعيش نحو 340 ألف طفل من أقليّة الروهينغا المسلمة الذين فرّوا من ميانمار، في حالة بائسة في مخيّمات داخل بنغلادش، ويفتقرون إلى ما يكفي من طعام ومياه نظيفة ورعاية صحية، فيما يعانون من أمراض وصدمات نفسية.

وبحسب تقرير أصدرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، فإن نحو 12 ألف طفل آخرين ينضمّون أسبوعياً إلى هؤلاء، هرباً من العنف أو الجوع في ميانمار، وهم ما زالوا يشعرون بالصدمة بسبب الفظائع التي شهدوها. 


(الأناضول، العربي الجديد)