أنس حمارشة... فتى فلسطيني أسير تخشى أسرته إصابته بالشلل

أنس حمارشة... فتى فلسطيني أسير يتحدى الاحتلال وأسرته تخشى إصابته بالشلل

19 أكتوبر 2017
الأسير الفلسطيني أنس حمارشة (تويتر)
+ الخط -
داهم الاحتلال فجرا منزل عائلة حمارشة، قبل أسبوعين، خلع الأبواب، وهاجم سكان المنزل، بحثا عن ابنهم أنس البالغ من العمر 17 سنة، صاحب القلب الشجاع الذي لم يرعبه اقتحام جنود الاحتلال البربري.

اعتقل جنود الاحتلال الفتى أنس عدنان حمارشة من منزله في بلدة يعبد إلى الغرب من مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، بعد أن اعتدوا على عائلته، وهددوا والدته بإطلاق النار إذا حاولت الاقتراب، وبعد أن عاثوا فسادا في محتويات المنزل.

نقل حمارشة بعد اعتقاله إلى مركز تحقيق الجلمة، ليخضع لجلسات تحقيق من قبل ضابط في مخابرات الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد والد أنس، الأسير المحرر عدنان حمارشة، لـ"العربي الجديد"، أن ابنه يخضع منذ اعتقاله للتحقيق، مشيرا إلى أنه تم عقد محكمة صورية منتصف الأسبوع الماضي لأنس، قرر القاضي العسكري خلالها أن يتم تمديد فترة التحقيق معه لمدة 11 يوما، وذلك استكمالا للتحقيق معه على خلفية إلقاء زجاجات حارقة وأكواع متفجرة على نقاط عسكرية تابعة للاحتلال.

لم يبلغ أنس السن القانوني بعد، لكنه يتعرض للتحقيق من قبل محقق خبير في انتزاع الاعترافات من الأسرى الفلسطينيين، وسيستمر التحقيق معه لأيام أخرى، وربما يتم تمديد فترة التحقيق، ويقول والده: "أنس ما زال طفلا وفقاً للقوانين الدولية والإنسانية، ولا يوجد أي قانون يسمح للاحتلال الإسرائيلي أن يعرض الطفل على محقق، وأن يتم التحقيق معه في ظروف قاسية يعرفها جيدا كل من جرب الاعتقال والتحقيق لدى الاحتلال".

ويشير حمارشة، إلى أن ابنه "طالب في الثانوية العامة، هذا العام يعد مفصلياً له، فعليه سيبني أحلامه وآماله التي ستعد له مستقبلاً مهنياً ناجحاً لو ظل حراً طليقا، لكن الاحتلال أبى إلا أن ينغص عليه، وأن يزجه في زنازينه المظلمة".

ما يزيد الأمر خطورة هو وضع الفتى الصحي الخطر، فهو مصاب بمرض نادر يسمى "بيرثيز"، وهو مرض قد يتسبب بعد سن البلوغ في إحداث شلل كلي أو جزئي للمصاب، والمرض يصيب عظام الفخذ فتنقطع إمدادات الدم والغذاء عن رأس عظمة الفخذ، وهو ما قد يؤدي إلى الإصابة بالشلل.

يقول والده حمارشة: "لا يوجد علاج في الدول العربية لهذا المرض، العلاج متوفر في مستشفيات أوروبا، وكنا نتابع حالة أنس منذ أن علمنا بها، وقبل اعتقاله بأسبوع كنا نراجع الحالة لدى طبيب عظام في مدينة جنين، علما أنه بحاجة إلى رعاية دائمة ومراجعات بين فترة وأخرى لمتابعة حالته منعا لإصابته بالشلل، لكن اعتقاله كان كارثة صحية جديدة، فلا دواء ولا علاج في معتقلات الاحتلال".


ويضيف: "الخوف الآن أن يصاب أنس بالشلل، كونه مقيدا داخل زنازين الاحتلال، وتمنع عنه زيارة الأهالي وزيارة المحامي، ويتعرض لأبشع أشكال التحقيق، بالإضافة إلى أن أبسط الأدوية والمسكنات غير مسموح بتوفيرها له".

ويضيف الأب لـ"العربي الجديد"، أن محامي أنس نقل للعائلة، أنه كان يقف في محكمة التمديد التي عقدت الإثنين الماضي، قويا صلبا متحديا الاحتلال، دون أن تؤثر فيه كل الاجراءات الاعتقالية وجلسات التحقيق.

بدوره، أكد "مركز أسرى فلسطين للدراسات" أن حالة الفتى الأسير أنس صعبة للغاية، وأنه مهدد بالإصابة بالشلل حسب تأكيد الأطباء نتيجة مرض نادر في الفخذين يعاني منه.

وأوضح الناطق الإعلامي للمركز، رياض الأشقر، أن "أنس يحتاج إلى متابعة مستمرة ورعاية صحية دائمة، ورغم ذلك قامت قوات الاحتلال باعتقاله قبل أيام ونقله الى التحقيق في سجن الجلمة في ظروف صعبة مما يشكل خطورة حقيقية على حياته، ويهدد بإصابته بالشلل في أي لحظة نتيجة عدم تلقيه الرعاية في سجون الاحتلال".

وأضاف الأشقر، أن "محاكم الاحتلال الصورية بدلاً من إطلاق سراح الفتى المريض قامت بالاستجابة إلى مطب النيابة العسكرية ومددت اعتقاله لمدة 11 يوما في مركز الجلمة، حيث توجه له تهمه إلقاء زجاجات حارقة على دوريات الاحتلال، علماً بأنه لا يستطيع الحركة بشكل جيد نتيجة المرض الذي يعاني منه في قدميه".

وحمَّل الأشقر، سلطات الاحتلال المسؤولية عن حياة الفتى الأسير المريض أنس حمارشه، وعن أي تداعيات تطرأ على حالته الصحية، نتيجة ظروف التحقيق والسجن الصعبة في مركز الجلمة، وطالب بتدخل المؤسسات الحقوقية والإنسانية، وخاصة التي ترعى حقوق الأطفال للضغط على الاحتلال لإطلاق سراحه فوراً نظرا لمعاناته من وضع صحي استثنائي.



دلالات