تفاقم ظاهرة رمي الرضع قرب المساجد والحاويات في المغرب

تفاقم ظاهرة رمي الرضع قرب المساجد والحاويات في المغرب

05 يناير 2017
يكثر رميهم قرب المساجد ومكبات النفايات (العربي الجديد)
+ الخط -

تفاقمت في الآونة الأخيرة ظاهرة رمي الرضّع في أماكن خالية في عدد من المدن المغربية، وعثر مواطن، اليوم الخميس، على رضيعين اثنين على قيد الحياة، بالقرب من أحد المساجد بمدينة سطات، وهما في شهرهما الأول.

ويعد محيط المساجد والحاويات من أكثر الأماكن التي يمكن أن تعثر فيها على رضيع مُتخلى عنه في المغرب، فالمسجد فضاء يكثر فيه المصلون والمحسنون الذين قد يتكفل أحدهم بالرضيع، وأما الحاوية فيتم اختيارها لأنها لا تثير الشبهات حول مرتكبي الجريمة.

وقبل يومين، تم العثور أيضاً على رضيعة أنثى في مدينة طانطان، الواقعة في الصحراء المغربية، تم رميها بالقرب من مسجد الغفران بضواحي المدينة، وفي مكان خلاء ومظلم، ومعروف بكثرة الكلاب الضالة والمفترسة في أرجاء الحي المذكور.

وفي هذا السياق، قال عبد الله بوبريك، ناشط حقوقي تابع ملف الرضيعة المهملة بطانطان، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ مشهد الرضيعة عندما تم العثور عليها كان يحز في نفس كل من حضر إلى المكان"، مضيفاً أنه سرعان ما تم نقلها إلى مستشفى الحسن الثاني بالمدينة، لتلقي العلاج.



وقبل أيام قليلة فقط، عثر مواطنون أيضا على رضيع حديث الولادة، تم وضعه بعناية في منديل، وإلقاؤه بالقرب من حاوية في أحد أحياء مدينة بني ملال، ليتم بعد ذلك إبلاغ السلطات الأمنية المعنية، التي فتحت تحقيقا في الموضوع لمعرفة هوية الأم التي تخلت عن رضيعها.

كذلك، عثر مواطنون على جثة رضيع وسط حفرة بأحد أحياء مدينة أكادير، جنوب المملكة، في حالة يرثى لها، إذ وجد الرضيع وقد تم نهشه بشراسة من طرف كلاب ضالة.

ظاهرة رمي الرضع والتخلي عنهم في عدد من مدن المغرب اعتبرتها الباحثة في علم الاجتماع ابتسام العوفير، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، ناجمة عن تغير القيم في المجتمع المغربي، مبرزة أن الأم التي تتخلى عن رضيعها تعبر عن قمة القسوة.

وتابعت المتحدثة أن الأمر يتعلق أيضاً بسلوكات أخلاقية غير شرعية متمثلة في الزنى والفساد، فأكثر الرضع المتخلى عنهم يأتون من علاقات جنسية غير شرعية، إذ تضطر الفتاة أو المرأة الحامل إلى رمي رضيعها.