قصص احتيال طريفة في المغرب

قصص احتيال طريفة في المغرب

23 سبتمبر 2016
الجميع معرض لعملية احتيال (فاضل سنّا/ فرانس برس)
+ الخط -
قصص الاحتيال في المجتمع المغربي كثيرة. أبطالها أحياناً مهاجرون أفارقة، أو مشعوذون يزعمون رؤية الغيب، أو فتيات يوقعن الرجال. غالباً ما يسقط في حبال الاحتيال أشخاص ضعيفو الشخصية، أو طامعون في المال بأقصر الطرق.

من هذه القصص ما هو طريف، ولا تمرّ أيام من دون أن تنشر الصحف والمواقع أخبار الاحتيال الغريبة، التي لا يفطن ضحاياها إليها إلاّ بعد مرور الوقت. إحدى القصص، التي حيكت بأنامل أنثوية رقيقة، وقع ضحيتها شاب ثلاثيني. يروي محمد لـ"العربي الجديد" كيف اصطادته فتاة في العشرين من عمرها. فتنته بجمالها ولم يكن يدري أنّ وراء هذا الجمال مكراً واحتيالاً، فقد وثق بكلامها سريعاً.

يسرد كيف كانت جالسة في أحد المقاهي ورأسها بين يديها، كأنّ مشكلة عظيمة وقعت لها. كانت بين الفينة والأخرى ترمق من يمرّ أمامها والجالسين بقربها بنظراتها. تملّكه الفضول لسؤالها عن مشكلتها، فكانت بداية طريق الاحتيال. قالت له إنّ حقيبة يدها التي تحتوي على كلّ نقودها وهاتفها سرقت. وهي تنتظر حلاًّ ما لتدبير أمر مبيتها خصوصاً أنّها ليست من سكان المدينة. صدّقها محمد، طامعاً في مكافأة أنثوية ما على جهوده في حال ساعدها.

سألته الشابة بخجل مصطنع إن كان بإمكانه أن يدلها على من يقدم لها يد العون، أو أن يستأجر لها بيتاً يحميها من الشارع ومخاطره. دبّت في نفس الشاب، وفق تعبيره، مشاعر الرجولة، وطمأن الفتاة إلى أنّ حاجتها مقضية، وأنّها ليست مضطرة إلى الخوف، فغمرته بوابل من الثناء.

وبالفعل، سحب الشاب من حسابه المصرفي مبلغاً كبيراً قدمه إلى الفتاة من أجل ضمان عودتها إلى أهلها، وشراء هاتف جديد لها. ضربت له موعداً للقائه في اليوم التالي داخل المقهى نفسه، من أجل توطيد علاقتهما العابرة. لكن، لم يظهر أثرها في ذلك اليوم، وسرعان ما اكتشف محمد أنّه ضحية احتيال بلمسة نسائية.

الإنترنت يشكل أيضاً فضاء خصباً للاحتيال بطرق طريفة ونظيفة ومسالمة. منها الاحتيال الذي كانت بطلته فتاة معوّقة أغوت رجلاً من جنسية عربية. كانا يتواصلان عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي، فأوهمته بصورة مزيفة، انتحلت فيها شخصية فتاة جميلة تخطف الألباب. وتطورت العلاقة بينهما، إلى أن بدأ يعدها بالزواج مع مجيئه إلى المغرب، فيما كانت هي تطلب من صديقها مبالغ مالية تحت حجج كثيرة منها الحاجة إلى إجراء عملية جراحية، ومنها سداد دين في ذمتها.

وعندما تراكمت الأموال، التي كانت تطلبها الفتاة "الجميلة"، دبت الشكوك في نفس الضحية الذي استغرب كثرة مطالبها، فعجّل في المجيء إلى المغرب، للتعرف عليها وعلى أسرتها. لكن بمجرد وصوله اختفت الفتاة، واختفى حسابها من موقع التواصل الاجتماعي. قدم الرجل شكوى ضدها، ونجحت أجهزة الأمن في إلقاء القبض على المحتالة. أما المال الذي دفعه فمجهول المصير.

من قصص الاحتيال الشهيرة أيضاً، عملية نصب كبيرة على عدد من المواطنين المغاربة بطلاها شابان أفريقيان مهاجران. كانا يوهمان الضحية بأنّهما يمتلكان القدرة على صنع أوراق نقدية، شرط توفير سائل باهظ الثمن، عارضين تجربة احتيالية أمام الضحية لمزيد من الثقة.

كان الشابان يترصدان ضحية معينة، بعد دراسة شخصيته وظروفه النفسية والاجتماعية عن قرب، فيذهبان إليه وهو على استعداد لفعل أيّ شيء من أجل الحصول على المال، إما لحاجته إلى النقود، أو لطمعه في الربح السريع. أوهم المهاجران ضحاياهما بأنّهما قادران على تحويل أوراق عادية إلى أوراق نقدية، وتحصيل أموال كثيرة. كانا يعرضان في التجربة كيفية قيامهما بذلك من خلال صباغة الأوراق بسائل خاص يحولها إلى مال، لكنّهما كانا في الحقيقة يستعملان خفية أوراقاً مالية حقيقية يزعمان أنّهما صنعاها خلال التجربة. ومع ازدياد ثقة الضحية يسلم لهما ما يطلبانه من أجل شراء السائل الذي يقولان إنّ مصدره بلدهما.

من قصص الاحتيال الأخرى، ما يقع لبعض النساء خصوصاً. هؤلاء يسلمن أموالهن وحليهن عن طيب خاطر لمشعوذ، بسبب ما يصطلح المغاربة على تسميته "السماوي" وهو التنويم المغناطيسي.

في "السماوي" يختار المشعوذ المحتال ضحيته بعناية بالغة، وغالباً ما تكون امرأة تثق في القدرات الغيبية. يستوقفها في الطريق، ويخبرها بأشياء معينة عن أسرتها وحياتها الخاصة، وينصحها أو يحذرها من جاراتها بتحديد اسم إحداهن وصفاتها مثلاً. ثم يتلو عليها بعض الطلاسم ويطلب منها إحضار مبالغ مالية أو مجوهرات. تذهب مسرعة لإحضارها بانقياد كامل، لا تستفيق منه إلا بعد أن يختفي المحتال.