"ذي غارديان": اتفاق باريس للمناخ يحتاج لتوقيع 50 دولة

"ذي غارديان": اتفاق باريس للمناخ يحتاج لتوقيع 50 دولة

18 سبتمبر 2016
انحسار الجليد في القطب الشمالي يهدد بمخاطر بيئية(جو ريدلي-Getty)
+ الخط -


قالت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، اليوم الأحد، إن الغطاء الجليدي في أقصى شمال كوكبنا تدنى إلى ثاني أقل مستوى له على الإطلاق الأسبوع الماضي، ما ينذر بخطر عالمي حقيقي. وأكدت على أهمية توقيع اتفاق باريس للمناخ من 50 دولة ليصبح نافذا.

وكانت مساحة الجليد استقرت مع بدايات فصل الصيف عند سبعة أمتار ونصف المتر في الكيلومتر المربع الواحد في القطب الشمالي، والذي يشهد انحساراً دراماتيكيا لغطائه الجليدي على مدى العقود المنصرمة، في حين أن الانحسار الأقصى للجليد بلغت مساحته 4.1 أمتار في الكيلومتر المربع قبل بضعة أيام، بفعل ارتفاع انبعاثات الوقود الأحفوري وزيادة حرارة الأرض.

ونقلت صحيفة "ذي غارديان" عن وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، اليوم الأحد، أن شهر أغسطس/آب الماضي تعادل مع شهر يوليو/تموز 2016 لجهة ارتفاع الحرارة، إذ سجلا رقماً قياسيا في السخونة الأعلى على مستوى العالم.

ولفتت الصحيفة إلى أن عودة الجليد في القطب الشمالي خلال فصل الشتاء المقبل لن يرمم الخسارة التي فقدها شمال الكرة الأرضية، خصوصاً أن فصول الصيف المتعاقبة على مدى السنوات الثلاثين الماضية، سببت تراجعا لا يرحم للجليد إلى مستويات مقلقة بالنسبة للمنطقة القطبية والعالم بأسره.

وأشارت إلى ما ذكره البروفسور غيل وايتمان من جامعة لانكستر الأسبوع الماضي: "انسوا مؤشر فايننشال تايمز، فجليد البحر القطبي هو المقياس الحقيقي للخطر العالمي".


وذكرت أن خلو القطب الشمالي من الجليد خلال الصيف، والذي قد يصبح تاماً مع منتصف القرن الحالي، سيفتح البرية البكر أمام كل أنواع المشاكل المحتملة، مثل الصيد الجائر، والقضاء على الأنواع الأصلية، وتدمير المجتمعات المحلية، ناهيك عن التلوث الناجم عن التنقيب عن النفط واستخراج المعادن.

ورأت الصحيفة أن المطلوب اتخاذ إجراءات عاجلة وواضحة، مشيرة إلى الاجتماع المقرر في مراكش في غضون الأسابيع المقبلة لمناقشة التصديق على اتفاق باريس للمناخ، الهادف إلى الحد من استخدام الوقود الأحفوري، وتقييد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ووقف ارتفاع حرارة الأرض.

وأكدت أن 27 دولة أيدت اتفاق باريس حتى الآن، كما من المتوقع إضافة نحو 20 دولة إلى لائحة المؤيدين، ومنها الصين والبرازيل والولايات المتحدة، في حين أن الاتفاق يحتاج إلى دعم رسمي من 50 دولة حتى يدخل حيز التنفيذ.

وأعربت "ذي غارديان" عن قلقها لعدم دخول بريطانيا في اتفاق المناخ، لافتة إلى أن توقيع الحكومة البريطانية للمعاهدة دليل على إدراك المخاطر المناخية المحدقة بالعالم والمملكة المتحدة أيضا. كما بينت أن ارتفاع حدة الفيضانات هذا العام والأعوام السابقة ليست سوى مؤشر على تأثير التغير المناخي على طبيعة البلد وبنيته التحتية وسلامة وأمن سكانه.


(العربي الجديد)


المساهمون