عراقيل في الطريق إلى جامعات السعوديّة

عراقيل في الطريق إلى جامعات السعوديّة

10 اغسطس 2016
بات الدخول إلى الجامعة صعباً (العربي الجديد)
+ الخط -
يواجه عدد كبير من خرّيجي الثانوية في السعودية صعوبات كبيرة في الدخول إلى الجامعات، بسبب زيادة نسب قبول الطلاب السعوديين وكذلك الطلاب الأجانب في الجامعات المحلية. هذا الأمر جعل المقاعد المتاحة محدودة، خصوصاً في الجامعات الكبيرة التي حرصت على تنويع خلفيات طلابها الثقافية وإن على حساب السعوديين.

يفيد خبراء في التعليم بأنّ هذا العام كان الأسواء بالنسبة إلى خرّيجي المرحلة الثانوية، إذ رأى كثيرون منهم أنفسهم أمام خيارَين اثنَين، إمّا البقاء في المنزل أو التحوّل إلى كليات تقنية. وفي حين بات الدخول إلى الجامعة صعباً، يُذكر أنّ البعثات الخارجية غير متوفّرة، كذلك توقّفت المنح للجامعات الأهلية المحلية. وما يفاقم من صعوبة الوضع هو رفع الجامعات عدد المقاعد المخصصة للطلاب غير السعوديين، خصوصاً السوريين واليمنيين المقيمين على أراضيها.

تجدر الإشارة إلى أنّ السعودية تقدّم منحاً لغير السعوديين في الجامعات السعودية، وهي إمّا منح داخلية للطلاب غير السعوديين المقيمين في البلاد إقامة نظامية، وإمّا منح خارجية لغير السعوديين من خارج البلاد. وفي حين يقتضي النظام عدم زيادة نسبة هؤلاء الطلاب عن 50%، كثيرة هي الجامعات التي تجاوزت المسموح به من دون أن تعلن عن ذلك.

يطالب أهل الاختصاص بأن تكون الأولوية للطالب السعودي في الجامعات والمعاهد السعودية، ويقول الخبير في الشأن التعليمي السعودي الدكتور فهد المرشدي إنّ "ما يحدث أمر غريب جداً. الطلاب بمعظمهم لم يجدوا مقاعد لهم في الجامعات، والسبب هو ارتفاع معدّل قبول الطلاب الأجانب". يضيف: "حتى لو نفت الجامعات ذلك، إلا أنّ الأمر ملحوظ. ويعود السبب إلى أنّ ثمّة جامعات تبحث عن تقييم أفضل على المستوى العالمي، لهذا تفضّل قبول الطلاب الأجانب لكي تحصل على مزيد من النقاط بحجة التنوّع الثقافي فيها".

ويشدّد المرشدي على أنّ "الأرقام التي ذكرتها الوزارة مضللة. التركيز كان على الجامعات الكبيرة مثل جامعة الملك سعود في الرياض وجامعة الملك عبدالعزيز في جدّة وجامعة الدمام والأميرة نورة بنت عيد الرحمن للبنات في الرياض". ويسأل: "إذا لم يُقبل طلابنا في جامعاتنا، فإلى أين يذهبون؟".



في سياق متصل، يشكو الطلاب السعوديون من أنّ رفع الجامعات لنسب القبول تتسبّب في حرمان كثيرين من دخولها. الطالب ثامر الميماني واحد من هؤلاء، فهو لم يُقبَل في ستّ جامعات على الرغم من معدّله المرتفع. يقول: "الطالب السعودي ملزم باجتياز اختبارات قياس وقدرات، بينما الأجنبي ليس كذلك. للأسف أصدقاء كثر لم يُقبلوا أيضاً". من جهته، ينوي أحمد الربيعي الاتجاه إلى الكليات التقنية بعدما تبددت أحلامه في الحصول على مقعد في واحدة من الجامعات التي قصدها. يقول: "لم يشفع لي معدّلي العالي، ولا أعرف السبب. ثمّة تعقيدات كبيرة في القبول هذا العام، خصوصاً مع توقّف البعثات الخارجية. الجميع راح يبحث عن الدراسة المحلية، وهذا ما زاد من الضغط، خصوصاً في الطب والهندسة والقانون".

إلى ذلك، حاولت وزارة التعليم الردّ على الانتقادات التي طاولتها، وأوضحت أنّ نسبة قبول غير السعوديين في الجامعات الحكومية لم تتجاوز في الأسبوع الأول من فتح باب التقديم 2% من المقبولين. وأفادت بأنّ عدد الطلاب الأجانب من الداخل بلغ نحو 1429 وعددهم من الخارج 3180، أي 4609 بعثات داخلية وخارجية. أمّا عدد المقبولين في العام الماضي، فكانوا 4364 من الحاصلين على منح داخلية و6361 من الحاصلين على منح خارجية، أي عشرة آلاف و725 بعثة على المستوى الداخلي والخارجي.

وشدّدت الوزارة على أنّ المقاعد المتاحة هذا العام تجاوزت 264 ألف مقعد للطلاب والطالبات السعوديين في 28 جامعة سعودية. وبناءً على تلك الأرقام يُستوعب أكثر من 75% من خريجي المرحلة الثانوية لهذا العام، وهي نسبة مقاربة لنسبة القبول في العام الماضي، بالإضافة إلى المقاعد التي توفّرها الجامعات والكليات الأهلية، المقدَّرة بنحو 15 ألف مقعد إضافي.

من جهته، يوضح وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى أنّ "الجامعات سعت إلى استغلال كل الإمكانات لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الطلاب والطالبات"، متحدثاً عن "آلية لتوزيع الطلاب على التخصصات والكليات في الجامعات تخضع لمعايير أقرّتها مجالس الجامعات وأثبتت التجارب في كثير من الدول أهميتها وضرورة مراعاتها". وفي حين يشير إلى "عدم إمكانية تلبية رغبات جميع الطلاب دائماً"، يقول إنّ "الجامعات مطالبة برفع مستوى الجودة الأكاديمية وتوفير الخدمات المناسبة لطلابها والاهتمام بالبحث العلمي". ويشدّد على أنّ "إجراءات القبول تعتمد على دراسات مستمرة ومؤشرات محلية وعالمية".

دلالات

المساهمون