تشكيك في جدوى خيط الأسنان

من المرجّح أن تُراجع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا تعليماتها حول استخدام خيط الأسنان، عقب تصريحات أدلى بها مسؤولون في القطاع الصحي في الولايات المتحدة الأميركية في أغسطس/ آب الجاري، بعدم توفّر أيّ دليل علمي على فائدة استخدام خيط تنظيف الأسنان، في الوقاية من أمراض اللثة والتسوّس. والهيئة التي توصي باستخدام الخيط مرّة يومياً، من المتوقّع أن تعيد النظر في توجيهات في يناير/ كانون الثاني المقبل.

وكان قسم الصحة في الولايات المتحدة الأميركية، قد ألغى خيط التنظيف من قائمة التوصيات، ومن الواضح أنّ بريطانيا تهتمّ بالمسألة، إذ أكّد المتحدث باسم هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا أنّهم سوف يعيدون النظر بالنتائج. تجدر الإشارة إلى أنّ أطباء الأسنان في بريطانيا بمعظمهم، ينصحون بالاستخدام المنتظم لخيط الأسنان للحفاظ عليها سليمة، فيما يقول مستشارون من جمعية أطباء الأسنان البريطانيين، إنّها غير فعّالة ويوصون باستخدام فرشاة صغيرة بما يكفي لتنظيف الفجوات بين الأسنان كبديل.

في هذا الإطار، أشارت وزيرة الصحة في حكومة الظل ديان أبوت، إلى أنّ "عملية التنظيف بالخيط، بحسب ما قيل لنا قبل سنوات، أمر ضروري للاهتمام بالأسنان واللثة. واليوم تبيّن أنّ الشركات المصنّعة هي المستفيد الوحيد". أمّا هيئة الخدمات الصحية الوطنية فكتبت على موقعها أنّ التنظيف بالخيط يساعد على الوقاية من أمراض اللثة عبر التخلّص من بقايا الطعام العالقة بين الأسنان، التي قد تؤدي إلى التهابات، وتحذّر من أنّ الاستخدام الخاطئ للخيط يمكن أن يتلف اللثة.

في سياق متصل، يقول الدكتور بشار النهر، طبيب الأسنان العراقي البريطاني الحائز على براءة اختراع "التقنية المؤنسة لطبّ الأسنان"، إنّ "لا شك في أنّ فرشاة الأسنان العادية لا تزيل بكتيريا البلاك التي تتجمّع بين الأسنان". يضيف لـ "العربي الجديد" أنّ "ذلك يجعلنا في حاجة إلى أداة أخرى لإزالتها. إن استطعنا تنظيف البكتيريا عن طريق إدخال فرشاة أسنان صغيرة بين الأسنان من دون أن نؤذي اللثّة، فتلك طريقة فعّالة. لكن إن كانت المسافة بين الأسنان ضيّقة جداً على الفرشاة، فلا بدّ من استخدام خيط التنظيف لإزالة البكتيريا العالقة بينها".

ويتابع النهر: "بما أنّ الأشخاص الذين يتمتّعون بأسنان جيّدة ولثّة صحيّة بمعظمهم، ليست لديهم ثغرات بين أسنانهم، فإنّ خيط تنظيف الأسنان ضروري للحفاظ على نظافة فمهم. ومن المؤسف أن تقرّر هيئة الخدمات الصحية الوطنية إلغاءه من قائمتها".