موريتانيا: مطالب بالكشف عن مكان احتجاز سجناء سلفيين

موريتانيا: مطالب بالكشف عن مكان احتجاز سجناء سلفيين

23 اغسطس 2016
التضييق يشمل الزيارات (العربي الجديد)
+ الخط -
تحتجز السلطات الموريتانية عشرات السجناء السلفيين المتهمين بـ"الإرهاب" في ظروف يصفها الأهالي بـ"المزرية"، وسط تجدد احتجاجات أهالي السجناء للمطالبة بالكشف عن مصير المحتجزين.

وتظاهر أهالي السجناء السلفيين أمس الإثنين، أمام القصر الرئاسي ووزارة العدل بنواكشوط للمطالبة بالكشف عن مكان احتجاز أبنائهم. كما طالبوا بتحسين ظروف السجناء السلفيين في السجن المدني بالعاصمة.

وتحتجز السلطات الموريتانية منذ عام 2007 عشرات السلفيين إثر تفكيك تنظيم "إرهابي" على علاقة بتنظيم "القاعدة" في المغرب العربي. واتهم التنظيم الذي يتزعمه الخديم ولد السمان المحكوم عليه بالإعدام بتنفيذ عمليات إرهابية داخل موريتانيا.

وفي عام 2010، تم الإفراج عن عشرات السجناء السلفيين بموجب عفو رئاسي خاص، بعد حوار داخل السجن برعاية شخصيات علمية أفضى إلى رجوع عدد من السجناء عن "الفكر المتشدد"، فيما بقيت أعداد أخرى متهمة بتنفيذ عمليات إرهابية قتل فيها جنود موريتانيون وأجانب.

وفي مطلع شهر يناير/ كانون الثاني 2015 اندلعت أحداث شغب داخل السجن المدني بنواكشوط، بعد سيطرة السجناء السلفيين على جناح في السجن، واحتجاز عنصرين من الحرس مطالبين بالإفراج عن سجناء انتهت مدة محكوميتهم، بحيث استجابت السلطات للمطالب وأفرجت عن أربعة سجناء انتهت محكوميتهم، هم الطيب ولد السالك ومحمد سعيد ولد مولاي أعل والطالب ولد أحمدناه، ومحمد الحافظ ولد الشيخ.

وفور انتهاء أحداث السجن المدني نقلت السلطات الموريتانية ثلاثة سجناء من قادة السجناء إلى مكان مجهول، وهم الخديم ولد السمان المتهم الرئيسي من قبل الأمن بالتخطيط والإشراف على تمرد السجن المدني، إضافة إلى محمد ولد خالد ومحمد ولد الشبيه.

وكانت السلطات الموريتانية قد نقلت بعض السجناء الذين تصفهم بـ"الخطرين" من سجن سري يعتقد أنه في قاعدة عين الصفرة شمال البلاد، إلى السجن المدني بنواكشوط عام 2014، تحت ضغط المنظمات الحقوقية وأهالي المعتقلين.

ويشكو السجناء السلفيون في السجن المدني في نواكشوط من سوء المعاملة، خاصة بعد أحداث السجن المدني، كما يشكون من ضعف الرعاية الطبية وتعقيد إجراءات زيارة ذويهم.

وأكدت مصادر أمنية أن الإجراءات التي اتخذت بعد أحداث السجن المدني تهدف إلى تأمين السجن، بعد أن حوّل السلفيون السجن المدني إلى مقر لإدارة أنشطتهم إثر "استغلالهم للإجراءات الأمنية غير المشددة"، وتضيف المصادر أن بعض السجناء المفرج عنهم عادوا إلى الإرهاب وهرب بعضهم إلى الجماعات المسلحة الناشطة في شمال مالي.

ويعلق الأمين العام للمرصد الموريتاني لحقوق الإنسان، فاضل ولد المختار، في حديث لـ"العربي الجديد"، على ظروف اعتقال السجناء السلفيين قائلاً: "للأسف منذ سنوات يعاني السجناء السلفيون ظروفاً سيئة للغاية، فالتضييق المستمر والظروف غير الملائمة للسكن والإعاشة، وتردي الرعاية الصحية قائمة رغم الملاحظات التي قدمها المرصد للجهات المعنية خلال الزيارات الميدانية التي قام بها".